عبد الرحمن الصادق الى المحكمةالجنائية ! وجعفر الميرغني الى فرقة الاصدقاء الكوميدية! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] في كتاب المطالعة بالمراحل الصغرىو الأولية ايام كانت هنالك مدارس تهتم بتوسيع أفق وخيال التلميذ ، بعيدا عن اثقال ذهنه بحشو الحفظ ، ولا تكسر ظهره بالشنط التي يحتاج الطفل الى عتال مساعد لحملها معه ، كما هو حاصل في هذه الايام ! كنا قد عشنا بكل احاسيسنا ومشاعرنا الغضة وارتسمت في خيالنا الخصب ، قصة الثعلب الذي سرق البطيخة ، فقطع صاحب المزرعة ذيله ، واصبح مثار سخرية رفاقه ،ففكر في حيلة يقطع بها اذيال الجماعة ، فيصبحوا سواسية في ( قُصر الديل ) على رأي جيراننا في شمال الوادي ، فدعاهم الى المزرعة نفسها ، وربط لكل منهم بطيخة باضعاف وزنه ، وما لبث أن هتف ، فيهم مستحثا الهروب والقفز من السور ، لان صاحب المزرعة ، قادم ، فتقطعت كل الآذيال جراء ثقل حملها ، ولم يعد هنالك حد أحسن من حد ، ولا ابوسن سيضحك على ابو سنتين ! الرئيس البشير وجماعته ، اذيالهم معقودة في كومر الجنائية ، والنظام في ذات الوقت ، أصبح رجاله محطات للاستهزاء في المجالس والندوات ، ففيهم من ، طاله ، حذاء ومنهم ، من عانق حاجبه كرسي وآخر ، زفته زجاجات المياه بالحجم العائلي ، وشيعته الهتافات والصفافير ! فلماذا لا يدفعون بابناء السادة ، حتي تنقطع اذيالهم قبل اسدال الستار على مسرحية الانقاذ الطويلة والمملة والفاشلة جماهيريا وماديا وأدبيا ، فيستصطبوا عسكريا حالما بالزعامة كالعقيد عبد الرحمن ابن الامام الى زريبة البطيخ عبر تسليمه ملفات أمنية في اماكن الصراعات التي تفضي بوابتها الى سور لاهاي ، حينما يطل صاحب المزرعة الناوي بيعها الى القاضية الافريقية لتكملة المهمة ! وبالتالى تكون خاتمة الفلم هندية بجدارة ! أما ابن السيد الآخر المساعد جعفر الميرغني الذي يجهل حتى جغرافيا ولاية الخرطوم ولعله لم يسمع بالفتيحاب ، ولا الدروشاب ولم يتخيل كيف يكون شكل ضاحية الوزير دقس ! ناهيك عن خلطه بين وجود الازمة في شمال دارفور أم في صعيدها ، أو أن جنوب النيل الازرق تتبع لجمهورية همشكوريب ! فانه ومنذ بداية تسلمه منصبه قد صار ،مصدرا للتندر والسخرية ، ولعل تعليقات الظرفاء من قراء الراكوبة العميقة المدلول على اي خبر عن نشاط السيد الختمي الشاب ، هي خير دليل على أن الانقاذ وهي في خريف عمرها الزائل ، ارادت ، ان تضرب عصفورين بحجر واحد ، أن تقطع لسان الامام باشراك ابنه في كل ما يمكن أن يجعله يجتاز الامتحان الى كلية لاهاى الجنائية ، وتسخر من حبر الخلفاء في ذات الوقت بان تجعل من ابنه مضحكة ، وكأنه يؤدي دورا ثانويا على مسرح الهواء الطلق مع ود المهدي الفادني ورفاقه مع كامل تقديرنا لهم ، و الذين نشاهدهم هذه الايام عبر احدى القنوات ! لتقول الانقاذ في النهاية ، نعم نحن جئنا بليل وسرقنا سلطتكم في 30/6/1989 وها نحن نختم عهدنا بكم كشركاء في تقاسم البهيمة المسروقة وهي فطيسة وكل البطيخ الفاسد قد أهلكه دود الفشل الذريع و هو بين واياديكم مثلما كان على ايادينا، والكل متساوي ، في قصر الديل ! فهل يعي العاقلون ؟ جمعة سعيدة ..وسامحونا.. يا هدانا والجميع الله المستعان .. وهو من وراء القصد..