زاوية حادة حصاد العمر (المشرِّف) جعفر عباس على مدى سنوات طوال ظللت احتفظ بأعداد نهاية كل عام من مجلتي تايم ونيوزويك الأمريكيتين، لأنها تحتوي جردا شبه كامل لأهم أحداث العام «المنقضي»، وكان يحز في نفسي أن لا أجد حدثا يشرح النفس يخص المحيط الذي أنتمي إليه، مرصودا ضمن أحداث أي عام الى ان جاء موسم «تغيير النظام» في هذا العام الميمون، وكان العرب قبلها يفرفرون للفت انتباه العالم إليهم بالإعلان عن إعداد أكبر صينية بسبوسة وتبولة و.. كبسة، وهي وجبة لا يتطلب إعدادها حتى المهارات التي يتطلبها طبخ العدس: هات قدرا أو حلة كبيرة على النار، وضع بداخلها بعض الرز واللحم والبصل و«غيب وتعال» وستجد الكبسة جاهزة.. وفي عهد زوج مساعدة الكوافير ليلى الطرابلسي في تونس قام ترزي تونسي اسمه بو قمحة بتفصيل سروال يتسع ل(35) شخصا، ليدخل به موسوعة غينيس، ولكن السروال على ضخامته لم يتسع لزوج الطرابلسية فركب التونسية في اتجاه واحد . وأعرف أنه يحز في نفوس السودانيين أن سجل إنجازات أي عام لم يحو إنجازا يحسب لهم ك»مجموعة»، ووجدوا بعض العزاء في أن منهم من دخل الذاكرة الدولية وكان آخرهم ليلى أبو العلا، التي فازت بجائزة أفضل روائية في اسكتلندا وكانت أول من نال جائزة كين للأدب الأفريقي، وغيرها... وبكل فخر أعلن أنني ظللت وعلى مدى العديد من سنوات عمري أسجل العديد من الإنجازات التي ترفع الرأس وتملأ أكثر من كراس، فعلى سبيل المثال لا الحصر استخدمت الدُش للاستحمام وعمري نحو(12) سنة، وتلك قفزة تاريخية من «الطشت»، لم ينعم بها الملايين من بلدياتي ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وركبت الاسانسير لأول مرة وأنا دون ال( 25) ، وركبت الطائرة وعمري (26 ) سنة، ثم اغتربت وتسنى لي امتلاك تويوتا كورولا لم يطمثها إنس قبلي، والحدث موثق بالفوتغرافيا والفيديو (لإفحام المشككين الحاقدين).. تلك إنجازات لا ينبغي الاستخفاف بها.. تذكروا ما كتبته هنا عن العويل وال»وي بيوو» عندنا في بدين يوم ظهر خيط ابيض بطول السماء فاستخدمنا الصفائح الفارغة كطبول وأعددنا أطنانا من البليلة لأننا حسبنا أن «السماء أنشقت»، وجاء يوم القيامة وأرصدتنا من الحسنات «مش ولابد»، واتضح ان الخيط هو الدخان الناتج عن تحليق طائرة نفاثة.. ونزلت طائرة هليوكوبتر قرب مدرستنا «البرقيق الوسطى»، ولما خرج منها رجال بيض البشرة قلنا: خلاص.. الدوام لله.. هؤلاء عزرائيل وجنده وسنموت ب»الجملة»، أما إحدى قريبات أخينا وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين فشطحت عندما استوقفها بعضهم ليسألوها لماذا تجري وتولول فقالت: نور سكوسو (أسألوا السيد الوزير عن هذا الحادث لأنني أنقل الرواية عنه ولدي شهود عدول يؤكدون ذلك).. نور سكوسو تعني ان الله جل و علا نزل من السماء.. يعني أقارب السيد الوزير الداعي لتحكيم الإسلام في كل شيء لم يكونوا يعرفون أن «القيامة» لا تستدعي حتى نزول اسرافيل. ثم كنت من أوائل من استخدموا الهاتف الجوال في العالم الثالث بحكم عملي في شركة الاتصالات القطرية، وقبل سنوات عرضت علىّ الشركة شيئا اسمه بلاك بيري فقلت «بري»، لأنني كنت مصمما على أن أكون ممن عناهم الشاعر بقوله «فات الكبار والقدرو»، ثم اقتنيت جهاز آيفون 4 إس!! حتى الرئيس أوباما لا يملك هذا الجيل من الآيفون.. حدثت لي هذه الطفرة قبل نحو شهر ولا أستطيع أن أحدثكم عن هذا الجهاز لأنني لم أكمل بعد الدروس الخصوصية التي يقدمها لي فاعل خير عن طريقة استخدامه ولكن المعلومات المتاحة عندي تؤكد أنه يجعلك تتكلم مع من يحملون أجهزة مشابهة في مختلف القارات ببلاش، وفي ظل شبكات الجوال التي عندنا والتي تسيء لسمعة كل من يستخدمها «هذا الهاتف خارج نطاق الخدمة»، فليس من المنظور أن استفيد من آيفوني في مكالمات مع السودان قبل أن أبلغ الخمسين في عام 2020.. هل يعرف رجال الأعمال عندنا ان من حقهم رفع دعاوى إشانة سمعة على شبكات الموبايل التي تبلغ من يتصل بهم أن هواتفهم مقطوعة أو غير مسجلة أصلا ؟ الراي العام