حكومة \"الجمهورية الثانية\"...كثُر القُدامي ...قل القادمون !!! فيصل علي موسي [email protected] عندما يسمع الإنسان أول مرة لفظ( الجمهورية الثانية) – كمصطلح سياسي جديد يشعر بأن هنالك وضع سياسي غير الوضع الذي كان سائداً في الفترة السابقة ... وهنالك تغير شامل كامل في السياسات ، وآليات المشاركة السياسية ...الشعب السودانى متعطش لبناء مستقبل زاهر ، ويتوق لتوفير الخدمات الضرورية ، وتكون في متناول يده ، وتاتي إليه في الريف البعيد لاأن يهاجر إليها ويقطع آلاف الكيلومترات ويأتي للعاصمة – التي أصبحت زحاماً لايطاق – بحثاً عنها وهي صعبةٌ صعبة والوضع المعيشي في أصعب حالاته ، الغلاء يطحن كل ضعيف ،وما أكثر الضعفاء في هذا الوطن الشاسع الواسع ......كان سقف الأماني في التغيير عالياً ، خصوصاَ في العناصر التي عمَرت طويلاً في الجهاز السياسي ، والبعض يتقلب من موقع إلي موقع منذ أن تنفس فجر الإنقاذ – قبل ربع قرن من الزمان إلا قليلا .... ولكن هذه الأماني الوردية استضمدت بصخرة الذين يسطرون علي مقاليد الأمور في البلاد منذ ذلك التاريخ السحيق ولايرون أن هنالك منه وأجدر منهم لقيادة السودان ، ولا من هو وطني أكثر منهم !!! يرون أن من يطالبون بالتغيير وتجديد الدماء لهم أغراض خاصة ويريدون أن يُدخلوا البلد في فوضي سياسية ....\" والماء إذا ساح طاب وصلح ، وإذا ركد تأسن و فسد \"!!! وداخل {المؤتمر الوطني }هنالك مللٌ كبير ، وضجرٌ واضح جراء هذه الرؤية التقليدية غير المواكبة ؛ الحزب يفرَج قيادات بين الفينة والأخري ،وهذه القيادات تريد أن تأخذ حقها في المشاركة في السلطة والممارسة السياسية ، وتريد أن تتبوأ المواقع القيادية في الجهاز التنفيذي ، وهذه فطرةٌ فطر الله الإنسان عليها وهي راكزةً عنده - حب الخير والجاه والسلطان -\" وإنه لحب الخير لشديد \" .. ما من المنطق ولا الحكمة أن يتقلب شخص واحد في المواقع- التنفيذية بصفة خاصة - لأكثر من عشرين سنة .. ونحن مازلنا تحت عباءة \"القائد الملحمة \" كما يقول المفكر الإسلامي عمر عبيد حسنة ... وهو الشخض الذي يريد أن يسير المؤسسة وفق رؤيته تماما ً وحسب مزاجه مهما كانت الإستراتيجيات والخطط ، وهنالك بعض المؤسسات والإدارات والولايات والوزارات والمحليات صحتها وعافيتها مع صحة وعافية وفاعلية هذا القائد ، إذا مرض مرضت وإذا غاب غابت ،وإذا غضب غضبت .... والعالم من حولنا أصبحت تديره مؤسسات وتعمل فية بالديموقراطية في كل شي ، والتخصص والتفويض والمشاركة الحقيقية أصبحت سمات المجتمع القوي المتقدم ... وما هبت رياح الربيع العربي فأتت علي سلطان العديدمن القادة العرب إلا للسلطة الفرد المطلقة ، وتضييق الفرصة علي الآخرين ، وكثرت المُعمرين في السلطة ؛لأن الإنسان يطغي بالسلطان والنعيم مهما بلغ من التدين والتقوي ...\" كلا أنَ الإنسان ليطغى أن راه استغنى ...\" مشاركة الحزب الإتحادي الديموقراطي\" الأصل \" بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني خطوة إيجابية من أجل الوطن وليت بقية الأحزاب – التي تتخندق في خندق المعارضة، والتي \"كراع في القصر\" ، \"وكراع في المعارضة\" أن تخرج من حالة الرمادية ترضي المشاركة ، ويتدافع الناس بالتي هي أحسن داخل أروقة الدولة ، ويكون التواصي بالحق والتواصي بالصبر هو شعار المرحلة ... أثتت كل الوقائع - السودانية والعالمية من حولنا أن تغيير النظام لايأتي من الخارج مهما كان الأمر - والتغيير الخارجي يكون إحتلالاً ... ولكن الأحزاب عندما تشارك مع الحكومة تستطيع بناء قدراتها التنظيمية وتدريب كوادرها علي الممارسة السياسية .. ولنا في المصالحة الوطنية و\"الجبهة الوطنية \" 1976م مع نظام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري\" طيب الله ثراه \" – والذي كان شمولياً أكثر من هذه الحكومة بكثير – خير دليل وأصدق برهان ...بعدها استطاعت الأحزاب التي كونت الجبهة الوطنية أن تقود مرحلة مابعد\" النميري \" ولكن الشقاق والخلاف الداخلي والنزاع والفشل السياسي والأمني والإقتصادي أذهبَ ريحها بعواصف الإنقاذ... والكرة الآن في ملعب كل القوة السياسية داخل وخارج الحكومة ، وصفحات التاريخ بين أيديهم ناصعة البياض واضحة المعالم ... أن تعالوا إلي كلمة سواء ، تتصافي النفوس،و تصدق النوايا ،يخلص ويتجرد العمل لمصلة الوطن فقط .. الشراكة السياسية في وطننا الحبيب – عبر المسيرة الطويلة - طريقها وعر ومنهجها ضبابي ، قليلة الثمار ، قصيرة العمر .. الثقة دائماً تهتز وتتلاشي في وقت وجيز وأمام فتنة صغيرة – يمكن بالصبر والحكمة والإيثار تجاوزها والإستفادة منها لقادم الأيام – ولكن الأطراف تسيطر عليها المصالح الخاصة ، وتأخذها العزة بالإثم ... ويكون النتاج انهيار الإتفاق والعودة لمربع العداء الصارخ ، ويكتوي الوطن بهذا العداء ،\"كأب مكلوم يري أبناءه يتصارعون أمامه دون جدوى \" وتشقي الأجيال .... فالواجب علي المؤتمر الوطني والإتحادي الديموقراطي \" الأصل \" الشريك الأكبر في حكومة (الجمهورية الثانية ) أن يستفيدون من كل السلبيات التي صاحبة الشراكات السابقة – هي كانت مشاكسات لاشراكات – خصوصاً الحركة الشعبية التي قادت الجنوب للإنفصال واشعلت الفتنة في النيل الأزرق وجنوب كردفان ، وتسعي لزعزعة الامن في دار فور ، ودعم متمرديها !!... والذي لايبشر بالخير الملاسنة التي دارت بين \"نافع علي نافع \" القيادي الأبرز في المؤتمر الوطني \"– وعثمان عمر الشريف القيادي المؤثر في \"الإتحادي الديموقراطي \" ووزير التجارة الخارجية في الحكومة الجديدة ؛ لأنها كانت في جو المصالحة والإتفاق ، والكلمات الطيبات التي قالها البروفسير إبراهيم أحمد - رئيس وفد المؤتمر، الموقع علي وثيقة التعاون والتشارك ، والمفوض من الطرفين بالحديث عنها في الحفل ، وكذلك الإستبشار والرضا المرسوم علي الأستاذ أحمد سعد عمر – رئيس وفد الإتحادي الديموقراطي ووزير رئاسة مجلس الوزراء ... ونرجو أن لايكون هدف الأطراف من المشاركة التدمير للآخر والإختراق له وضربة من الداخل وشقة و و... و... و ... إن سياسة الرجل الذي يُعمر في الموقع الدستوري لن تجدي نفعاً في ظل المتغيرات الكثيرة ، ووستُحدث غبناً واضحاً في صفوف الكيان السياسي الذي يمارس هذه السياسة التقليدية وغير المنجزة ، وتجعل العديد من القيادات، التي تمتاز بالكفاءة والعطاء تتململ من الحزب وتصبح مؤسساته مرتعاً للنقد العنيف ، والذي يمكن أن يؤدي للإنشقاقات .... لأن الإعتماد علي عناصر محددة ولفترات طويلة يرسخ عند الناس الوراثة والإحتكارية الشخصنة ... والحكومة مازال شكلها مترهل مترهل ومكلف ماليا ً ... وهذا يرسم خارطة سياسية يسير عليها العديد من الولاة ، الذين لايرقبون في التجديد أبداً...