توَّج المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي الأصل حوارهما أمس بالتوقيع على اتفاق الشراكة السياسية وذلك وسط حضور نوعي كبير من قيادة الحزبين وهتافات مرحِّبة بالاتفاق مثل «عاش ابوهاشم»، «نحن نؤيد حزب السيد»، و شهد الاتفاق من جانب المؤتمر الوطني كلٌّ من نائب الرئيس الأمين السياسي بالحزب د. الحاج آدم يوسف إلى جانب مساعد الرئيس نائب رئيس الوطني لشؤون الحزب د. نافع علي نافع، فيما شارك الوفد الاتحادي الأصل برئاسة مساعد الرئيس جعفر الصادق وأحمد سعد رئيس الوفد المفاوض من جانب الاتحادي وعثمان عمر الشريف وعدد من القيادات الاتحادية. وأبدى المؤتمر الوطني سعادته بالتوقيع، وقال د. نافع إن التوقيع ليس لمصلحة الوطني والاتحادي فحسب وإنما لمصلحة البلاد.وأضاف أن أجله سيكون توطينًا للشريعة وزيادة أسلمة المجتمع وصدّ كل محاولات العلمانيين الذين يتربصون بالتوجه والعقيدة، وقال إن الاتفاق ليس بين لجنتين وإنما بين حزبين، وأكد أن آخر ما نوقش في الاتفاق قضية المشاركة مشيرًا إلى أنها وسيلة من وسائل تنفيذ الاتفاق. وانتقد د. نافع بعض القوى العلمانية التي حاولت التصدي لمشاركة الاتحادي في الحكومة الجديدة، وقال: من البدهي أن يكون هنالك أصوات رافضة للمشاركة، واستدرك قائلاً: ليس من المقبول الاعتراض أو التعدي أو التهريج والاعتداء، وأضاف: الذين يدّعون الديمقراطية عليهم القبول بأساليبها، واعتبر محاولات التصدي تطاولاً يكشف أدعياء الديمقراطية، ونوَّه نافع بأن وثيقة الدستور مطروحة لكل القوى السياسية رغم الاتفاق الذي وُقِّع بين الحزبين، وكشف أن الوطني طرح وثيقة دستور «98» من قبل للحركة الشعبية دون أن تُبدي أي ملاحظات عليها أو تجري تعديلاً ولو «كلمة واحدة» على حد تعبيره، وأكد أن موقف الدستور الحالي من الحريات العامة لا يستطيع أن يزايد عليه أحد مؤكدًا أن الإنقاذ مؤسسة والسيادة فيها لله، وانتقد نافع حديث قطب الاتحادي الأصل عثمان عمر الشريف حول تدهور المشروعات الزراعية بقدوم الإنقاذ لافتًا إلى أن الإنقاذ عندما جاءت لم تجد سوى 100 دولار رصيدًا من العملة إلى جانب أن المشروع يقوم على المعونات التي لا تسمح بالتطور. من جهته قال إبراهيم أحمد عمر: «أستطيع أن أجرؤ على الحديث باسم الوطني والاتحادي فأقول إن الذي بين الحزبين أقوى، وأكد أن الاتفاق خطوة مباركة وطيبة باعتبار أنهما من القوى السياسية التي تمتلك قوة جماهيرية وهي قوة لأهل السودان، وأشار إلى أن الميرغني أكد أهمية حل مشكلات السودان مشيرًا إلى الاتفاق على الحل الاقتصادي وقضايا الأمن بالبلاد والسلام، واعتبر الاتفاق جهدًا يُقدَّم لأهل السودان، وأكد أن دخول الاتحاديين حكومة القاعدة العريضة تقوية للمسيرة. وعبَّر رئيس الوفد المفاوض من جانب الحزب الاتحادي الأمير أحمد سعد عن سعادته بالاتفاق داعيًا إلى أن يكون خيرًا وبركة للبلاد، وأكد أن الاتحادي الأصل عقد العزم على أن يضع يده على يد الوطني لإنقاذ البلاد واستقرارها مشيرًا إلى المسيرة الطويلة التي مضت من الحوار والتي امتدت لأكثر من عشرة أشهر تناول فيها كل مشكلات البلاد، ووصف الحوار مع الوطني بالجدِّي والمخلص، وتابع: ما توصلنا إليه خطوة إلى الأمام داعيًا إلى مشاركة كل القوى السياسية في حل مشكلات البلاد، وقال: لا يمكن لأي قوة الانفراد بحل مشكلات البلاد داعيًا القوى السياسية أن تضع يدها للسير معًا نحو السلام. بدوره أكد القيادي بالاتحادي الأصل عثمان عمر الشريف أن الاتفاق كان هو الحد الأدنى الذي يمكن أن نتعاون عليه من أجل المواطن والوطن، وانتقد الشريف بشدة تدهور المشروعات الزراعية، وحمَّل الحكومة مسؤولية ذلك، وقال: نحن ناقشنا مع الوطني بوضوح الأزمة الاقتصادية، وأكد أن رأي الحزب الاتحادي هو أن الأزمة في نقص الإنتاج، ودعا القوى السياسية إلى الحوار والحكمة وحل الخلاف حتى لا ندع مكانًا في السودان للتهميش، حسب تعبيره، وقال: إذا توحَّدت رؤيتنا نستطيع خلق أمة رائدة قائدة للخير ليس في السودان وإنما في المنطقة.