تراسيم.. الجوع كافر !! عبد الباقي الظافر الرئيس الإسرائيلي شيمون بريز أوضح أنه يعتصر ألماً عندما يرى أطفال الصومال يموتون جوعاً.. الجنرال العجوز لخص مشكلة العالم في الجوع لا السياسة.. رجب طيب أوردغان رئيس وزراء تركيا صحب زوجته وزار الصومال المبتلى بالجوع ونقص في الأنفس والأموال والثمرات.. أوردغان قرر فتح سفارة لتركيا في مقديشو التي لم تشهد استقراراً.. شيمون بريز وأردوغان كان من الصعب أن يجمعهم ملف واحد.. في منتدى دافوس في يناير 2009 تعارك الرجلان بالكلمات ثم انسحب أردوغان، قائلاً إنه لن يعود مرة أخرى إلى ذاك التجمع الاقتصادي. برنامج الأممالمتحدة للأغذية حذر أن نحو ثلث سكان جنوب السودان يتهددهم الجوع.. المنظمة الأممية طلبت في الوقت الراهن باثنين وتسعين مليون دولار لتوفير الغذاء للأشهر القليلة المقبلة.. الأممالمتحدة حددت عبر برنامجها أسباب الأزمة في ارتفاع الأسعار وانعدام الأمن ومن ثم فشل الموسم الزراعي. في وقت سابق من الأسبوع الماضي كانت هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية تحذر دولة جنوب السودان من أن تصاب بجرثومة الفشل.. وبعدها سمحت أمريكا برفع الحظر الاقتصادي على جنوب السودان وسمحت لرؤوس الأموال الأمريكية أن تستثمر في صناعة النفط وإن أدى ذلك لأن يصيب الخير دولة شمال السودان المنعوتة بالإرهاب عند إدارة الرئيس أوباما. السيدة كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أكدت أن جنوب السودان يحتاج إلى مزيد من الجهود في المجال الاقتصادي.. وعدت كريستين لاجارد بمساعدة جنوب السودان حتى يتمتع بعضوية البنك الدولي في مطلع العام المقبل. الرئيس سلفاكير وفي مؤتمر صحفي عقده بالولايات المتحدةالأمريكية أكد أنه يعتزم جعل جنوب السودان جزيرة للاستقرار.. سلفاكير أخبر الحضور أن بلده ينتج نحو أربعمائة ألف برميل من النفط.. وأعرب سلفاكيرعن أمله في أن تساعد هذه الثروة في جعل بلده آمناً مستقراً. الحقيقة أن جنوب السودان بلد مترع بالموارد.. الغابات إن وجدت سوقاً ورؤوس أموال يمكن أن تغير من وجه الحياة في تلك البقاع.. الثروة السمكية شيء فوق التصور.. في بعض مناطق الجنوب لا تحتاج لسنارة لتصطاد سمكة.. فوق كل ذلك يأتي النفط الذي يمكن أن يكون المضخة التي تروي شرايين الجنوب بالحياة. المشكلة أنه من الصعب على جنوب السودان أن يحقق كل ذلك دون توافق مع شقيقه الأكبر شمال السودان.. أقدار الجغرافيا وصلات التاريخ أحكمت من الرباط بين جوباوالخرطوم.. كلمة السر التي ستفتح أبواب الانطلاق لجنوب السودان تكمن في خلق علاقة تفاهم مع الشمال.. الشمال يمكن أن يكون سوقاً جيداً لكثير من منتجات الجنوب.. الذهب الأسود لن يجد طريقه للأسواق إلا عبر موانىء شمال السودان.. حتى المصاعب الأمنية لحكومة الجنوب يمكن أن تصل حدها الأدنى إن تمكنت جوبا من إرسال رسائل مطمئنة للخرطوم. بصراحة مطلوب من إدارة سلفاكير أن تتعامل بواقعية مع ملف العلاقات مع الخرطوم.. تصدير الثورة للخرطوم يمكن أن يفاقم مشكلات الجنوب في الوقت الحالي على أقل تقدير. التيار