[email protected] لا زال السودان حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية كما في كل عام من الدول التي في آخر الركب حيث جاء في المركز مائة وسبعة وسبعين من بين مائة وثلاث وثمانين دولة ؛ وبينه وبين نيوزيلدا والدنمارك اللتين تحتلان مقدمة الدول الشفافة أرتال وارتال من العتمة ولذا نقترح على منظمة الشفافية إنشاء فرع لها باسم فرع العتمة توضع فيه الدول الأقل شفافية وفصل هذه الدول من قائمة الشفافية للمفارقة البائنة في التسمية بين سلوك مثل دولتنا الرشيدة وبين الشفافية. وبذا يمكن أن تحظى دولة مثل دولتنا برقم متقدم باعتبارها من أوائل دول العتمة. كل حديث عن التنمية والسلام وخدمة المواطن يضيع (شمار في مرقة) حين يعلو صوت الفساد.كيف يمكن لمسئول أن يتحدث ملء شدقيه عبر الأجهزة وجيبه متخم بالمال الحرام؟وهل يمكن تحدي تقرير الشفافية الدولية ببيان يبريء الأداء الحكومي السوداني وأداء المؤسسات السودانية من الفساد؟ هيهات. كما في كل عام يلف الدوائر الحكومية الصمت ولا يجود المسئولون في الرد على مثل هذه التقارير سوى بعبارات من نوع : التآمر على السودان والحقد علماً بأن شفرة تقرير الشفافية الدولية تشمل دول العالم كافة بما في ذلك أمريكا ودول أوروبا الغربية. وصف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ظاهرة الفساد بأنها سرطان وقال إن الفساد يقوض التقدم الاجتماعي وينشر عدم المساواة والظلم. وذكر أن سرقة أموال التنمية تحرم الفقراء من التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية. ودعا كل الأطراف والأشخاص إلى التعهد بأداء أدوارهم من خلال مهاجمة الفساد وفضح من يمارسونه وبلورة ثقافة تُعلي قيمة السلوك الأخلاقي. لدى سماع مثل هذه الكلمات التي تعلي من القيم الإنسانية في النزاهة والحقانية يحتار المرء ما بين جهات تطرح شعارات باسم الدين وتفسد وبين جهات تطرح شعارات مماثلة ليس باسم الدين بل باسم الإنسانية وتدعو الفاسدين المتسربلين بالدين كي يكفوا عن فسادهم وكاني بها تدعوهم كي ينزعوا سربالهم الزائف هذا طالما أنهم فاسدون .