منصات .. حرة لاتوجد سلطات ثلاث ..هنا سلطة على كيفك .. نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] من اهم سمات الدولة الديمقراطية ..هى استقلالية السلطات الثلاث ..السلطة التنفيذية التى يشكلها الحزب الفائز بالأغلبية فى الانتخابات بإعتباره نظام رئاسى ..ومعظم الصلاحيات التنفيذية فى يد رئاسة الجمهورية ..والسلطة التشريعية تتمثل فى البرلمان المنتخب من قبل الشعب ..ليراقب عمل السلطة التنفيذية ..ويجيز القوانين ..وخطة عمل الحكومة ..ويسحب الثقة عن الحكومة ..وايضا عن رئيس الجمهورية فالسلطة العليا فى البلد الديمقراطى هى سلطة الشعب ..والنواب هم نواب الشعب ..فكل ما يتفق عليه النواب هو فى المجمل رأى الشعب ..اما السلطة الثالثة وهى السلطة القضائية وهى شرف الدولة ..والثابت الوحيد فى كل المتغيرات ..السلطة القضائية هى عظم الدولة الديمقراطية ..هى سلطة تتابع تنفيذ الدستور ..وتطبق القانون ..وتعاقب كل متجاوز من رئيس الجمهورية الي اصغر موظف فى الدولة ..ولا يتدخل فى عمل السلطة القضائية اي من السلطتين ..تنفيذية وتشرعية فهى سلطات متغيرة فى كل فترة انتخابية يتم انتخاب حكومة جديدة وبرلمان جديد ولكن تظل السلطة القضائية حامية للدولة والدستور ..ولا ننسى هنا السلطة الرابعة ..صاحبة الجلالة سلطة الصحافة ..والتى هى عين الشعب على كل السلطات ..فهى تتابع كل مواضع الخلل فى السلطات الثلاث ..وتنبه الي ضرورة الاصلاح ..هكذا تتناغم كل سلطات الدولة الديمقراطية ..اما ما نراه اليوم من تخبط ومسميات ..سلطة تنفيذية وسلطة قضائية ومجلس وطنى هى ضرب من ضروب الخزعبلات ..فكل هذا هو حزب واحد هو المؤتمر الوطنى صاحب الحل والعقد ..بكل بساطة يتدخل هذا الوزير ليحرف مسار تلك القضية ..ويتدخل رئيس الجمهورية ليقرر فى ايقاف هذه القضية ويتم وضع قوانين ( على كيفك ..) حتى تتماشى مع متطلباته كحزب حاكم ..فكل شئ تحت يد حزب واحد الصحافة تأتمر بأمره .. ولا قانون هنا ..القضاء ..مؤتمر وطنى ..ولا يستطيع احد انكار هذا الوضع ..البرلمان مؤتمر وطنى وهو مولولد غير شرعى لانتخابات مضروبة بكل معنى و ضروب الكلمة ..ولا إندهاش هنا عندما نسمع عن شرط اقتسام كل السلطات بين المشاركين مع المؤتمر الوطنى ..فمن الظلم ان يقتسم النظام مع المشاركين سلطة واحدة ويحتفظ بباقى السلطات لنفسه ..وهذا فقط توضيح للمشاركين الجدد ..لنقول لهم ( كيكتكم ناقصة ..)..فلا توجد سلطات ثلاث فى هذه البلاد ..مع عدم وجود صاحبة الجلالة ..فكل السلطات مؤتمر وطنى ..والحاضر يبلغ الغائب ..ومن له رأي مغاير ..فاليسعفنا به بوجه السرعة ..فنحن فى حوجة ماسة هذه الايام لقليل من التماسك ..فكل شئ اصبح يتفكك فى هذه البلاد بداية بالارض ..والقيم ..والعادات ..والانسان السودانى ..حتى الأسر ..وحتى لا نصاب بتشائم مذمن ..علينا ان نبدأ فى التفائل ..فنحن فى حاجة ماسة لبناء دولة من اول وجديد ..وبناء مؤسسات مستقلة من اول وجديد ..بل و صياغة انسان سودانى من اول وجديد .. مع ودى ..