إلى متى !! جنوب كردفان ... ثلاث ولايات لا محالة !! الصَّالح مُحمَّد الصَّالح [email protected] مواصلة لما ذكرت من قبل حول تردي الأوضاع السياسية والتنظيمية بولاية جنوب كردفان إضافة للظروف المعقدة التي تعيشها الولاية ,وللخروج من عنق الزجاجة التي أدخل والي الولاية هارون فيها المركز نجد أنه لا يوجد حلل للخروج من هذا النفق غير تقسيم ولاية جنوب كردفان إلى ثلاث ولايات !! هذا الخيار الذي يبدو أنه بات يتشكل في رحم الغيب وداخل لجان الحزب الخاصة التي ترقب الوضع هناك ومآلاته التي باتت تستنزف موارد البلاد عموماً والولاية على الوجه الأخص يدفع نحو استقرار المنطقة بصورة لا يوجد لها مقاربة من كافة النواحي !! فهذا الخيار الذي يدفع بأن تقسم ولاية جنوب كردفان بصورتها الحالية إلى ثلاث ولايات (ولاية شرق كردفان) والتي تضم المحليات الشرقية و(ولاية غرب كردفان) التي تعتبر عودتها جزءاً لا يتجزأ من الحل إضافة لأنه وعد طال انتظاره ,إضافة لبقاء (ولاية جنوب كردفان) القديمة تحت نفس المسمى. هذا الحل والذي تأكد لي من مصدر رفيع المستوى بالمؤتمر الوطني أنه بات خياراً تتم دراسته حالياً على مستوى قيادة الحزب العليا وفي لجان شكلت خصيصاً لهذا الغرض بهدف إيقاف نزيف الإقتتال الذي تشهده الولاية ولحسم الإشكالات والإفرازات التي يشكل بقاء الوالي الحالي أحمد هارون وقوداً لإشتعالها وتجددها وللخروج من الورطة التي انزلق لها الحزب هناك,وأنه وبتقسيم الولايات يمكن اصدار مرسوم رئاسي بتكليف غيره بالولاية الجديدة دون حرج (دستوري) من إقالته !! وهنا أقف قليلاً على الإمكانيات التي أغدق بها الوطني على الولاية في الإنتخابات الأخيرة والتي ذهبت هباءاً منثوراً ولم يجني منها الحزب سوى فرقٍ من الأصوات لا يتجاوز التسعة آلاف !! الوطني استنفر كافة إمكانياته المادية والبشرية والسياسية في تلكم الحملة التي ربما لم تحظى إنتخابات رئاسة الجمهورية نفسها بذلك التركيز والإهتمام من الوطني ولم يحظ مرشح قط من قبل بالدعم الذي حظي به هارون من دعم الولايات والولاة له المادية والمعنوية ,ورغم ذلك كانت هذه النتائج !! والتي نحدث عن مسبباتها وقراءات واقع حالها الذي فرخ هذه النتائج !! حيث كان الوطني بالمركز والولاية يعول في معركته الإنتخابية تلك مع الحركة على فارق كبير يجده من أصوات مواطني المنطقة الغربية تشكل دفعاً في ترجيح كفة مرشحه هارون وذلك نسبة للضعف المعلوم مسبقاً والمتوقع في أن تنال الحركة أصوات المناطق الشرقيةوالجنوبية التي سميت بالأمس مجازاً بالمناطق المقفولة !! ولكن المفاجأة التي وجدها هارون في المناطق الغربية بالضعف وعدم القبول واللذان هما الإثنتان ما كان ليحظى بهما أصلاً لولا التدخل الذي قام به أبناء المنطقة بالمركز والذين شكلوا لجان الدعم والإسناد مساهمين في حل مشاكل عرب المنطقة الغربية البسيطة التي عجزت عنها المليارات التي رصدها الوطني لهارون في حلها !! حيث شكلت زيارات ابن المنطقة وزير العلوم والتقانة الدكتور عيسى بشري محمد (الذي جدد المركز ثقته فيه) نقطة فارقة في ترجيح الكفة في لحظاتها الأخيرة لصالح الوطني وساهمت في حث المواطنين على التدافع والتسابق نحو مراكز التصويت في كل من الفولة ولقاوة وغيرها من المناطق التي رابط فيها بشري والتي لا ندري كيف كان ليكون حالها لولا تلكم الزيارات والسند المركزي !! فبخيار تقسيم الولايات يكون عدد كبير من مطالب أهل المنطقة قد تم حلها وتوفيق أوضاعها ,خاصة الأصوات التي ظلت تنادي بقيام ولاية للمحليات الشرقية ,والأصوات التي ظلت تنادي كذلك بعودة ولاية غرب كردفان لأهلها ولتكون جنوب كردفان القديمة ولاية بحد ذاتها الأمر الذي يضيق الخناق على الحركة الشعبية خاصة إن صدق اتجاه المركز الدفع بأحد أبنائها (ربما كودي) ليكون والياً عليها سداً للذرائع ونهاية لمسلسل الحرب الطويل !! ونواصل.