[email protected] كان من أسباب هبوب ثورة الربيع العربي, مسألة توريث الحكم لأبناء الرؤساء الذين قضوا سنيناً طويلة في كرسي الحكم. كان أن هبت رياح التغيير و أطاحت بهذه الفكرة, إذ كيف يورث الحكم في نظم جمهورية, عملت علي تغيير نظم الحكم الملكية, مثلما حدث في مصر و اليمن و ليبيا , في عقدي الخمسينات و الستينات من القرن الذي مضي. هذه بدعة من بدع السياسة في العالم العربي. لكن يبدو الأمر مفارقاً للمعقول في بلدنا, إذ جئي بإثنين من أبناء السادة, الذين يعتقدون أنهم خلقوا ليحكموا و تم تعيينهم في وظيفة مستشار لرئيس الجمهورية, رغم أنهم لا يستشارون, لصغر سنهم و حداثة تجربتهم في الحياة. كان ينبغي أن يكون مسمي الوظيفة , مستشار تحت التدريب, لخلافة الآباء مستقبلاً, و ذلك بدلاً من إكسابهم ألقاباً لا يستحقونها. و من المعلوم , أن كل موظف يبدأ حياته الوظيفية في جهاز الدولة من لا شئي, و من ثم يتم تدريبه و إكسابه الخبرة اللازمة له ليؤدي عمله , إلي أن يكتسب الخبرة الكافية التي تعينه علي تولي المناصب القيادية في جهاز الدولة. هذا شئي عادي و متعارف عليه. أما غير العادي , فهو أن يؤتي بشباب يافعين, حديثي التجربة و يتم تعيينهم في جهاز الدولة و في وظائف سيادية. ماذا سيفعلون ؟ ألا يهز هذا السلوك هيبة الحكم و مصداقيته ؟ و مما يدعو للتأمل , أن من يتحدث عن ضرورة التغيير و يكتب عن هذه المسألة, يأتي بإبنه ليدربه في القصر الجمهوري و ليعده لكي يرثه غداً. لا أدري ماذا يقصد سيادته بالتغيير الذي ما ينفك يتحدث عنه , في حين أنه يعيد إنتاج الأزمة ؟! لا مانع لدينا , أن يحكم هذا المواطن أو ذاك, متي ما كان أهلاً لتحمل المسئولية. لكن أن يفرض البعض فرضاً, بدعوي تحقيق موازنات سياسية , فهذا أمر لا يمكن قبوله. ماذا تعني الموازنات السياسية و ماذا تعني حكومة القاعدة العريضة و هي تفتقد الكفاءة ؟ هي تفتقد الكفاءة لأنها ولدت ميتة و لا باكي عليها.