[email protected] سؤالي الإستفتائي المباغت: هل بحق يستحق الأمر أن نحتفل بذكرى الإستقلال؟ عن نفسي أقول يستحق الأمر أن نقيم سرادقا و عويلا!! رغم جراحات الوطن النازفة في غيرما مكان انتظمت البلاد أفراح عارمة ابتهاجا بمقدم ذكرى الإستقلال .. السؤال هو علام نفرح؟ فرح السودانيون آنذاك لأسباب موضوعية منها جلاء المستعمر و نيل الحرية لإدارة البلاد بكوادر سودانية .: فرحوا لإنقطاع عهدهم بجباة الضرائب و حتى إن دفعوها فلسلطة وطنية عن رضى و تعود عليهم بالخدمات على نحو أو آخر. الآن و بعد مرور 56 سنة أصبحنا نحتفل باستغلال ذكري الإستقلال .. المواطن هو المصدر الأول للتمويل الحكومي و لا يعود عليه ما يدفعه إلا أن يدفع أكثر .. المواطن بدفع ثمن الحقنة و الضماد .. حليب الشفع و الأولاد .. مرتب شهر للأوغاد .. بالبمبان بالمرصاد رصاصة غدر في بولاد .. و طفل يولد في الشارع .. وفتاة تجلد في الشارع و الشارع فاقد نور .. و النور يبقالو شهور .. عشان الريس يعمل لجنة .. و لمن لمبة واحدة تضوي يكون إنجاز تدق مزيقا نرقص و نهتف بألف طريقة و الوطن الأكبر .. ضائع و الظلم المعلن .. شائع هل شفتو الريس؟ .. مائع عندما ضربت اليابان بالقنبلة النووية في الحرب العالمية الثانية .. لم تخرج إلى اليوم في مظاهرات تنديدية تشجيبية استنكارية بأمريكا .. لم تتوعدها بدنو عذابها و لم تأخذ على نفسها بالضراب إن جمعتها بأمريكا المجامع .. بل عملت في صمت و دخلت المصانع و وجهت لأمريكا قنبلة أكثر وقعا من الذرية ألا و هي التكنلوجيا التي تغلغلت في السوق الأمريكية حتى ولع بها أبناء العم سام و هم في سريرتهم يعيدون تفكير ما إن كانوا لا يزالون الأفضل في العالم حسب زعمهم. و عندما ضربت أميركا مصنع الشفاء خرجت الجموع لأيام و أيام تهتف و تسب حتى كادت الحلاقيم (تنشرط) دون أن تهز كل تلك الأصوات شعرة من أمريكا .. تعطل دولاب عمل الدولة و توقف الإنتاج و فرغت خزينة الدولة لمقابلة الصرف على البصات .. الأقمشة و النثريات فكان جملة ما صرف يمكن أن يبني أضعاف الذي دمرته أمريكا .. و انتهينا إلى حقيقة: لا أمريكا أخفنا و لا مصنع أقمنا و رجع المتظاهرون إلى بيوتهم خائري القوى و أمريكا تنام نوم قرير العين هانيها.