[email protected] هل احتفالنا هذا العام باستقلال الوطن له نفس مذاق و نكهة السنين الماضية.. هل احتفالنا بالاستقلال في ظل الانفصال يحمل معاني و مبادئ كل عام.. نحتفل سنويا بذهاب الغريب لوطنه و نحن نردد نفس الكلمات..المستعمر فعل بنا و فعل ، صادر خيراتنا ، تسلى باذلالنا و سلب ارادتنا.. واآآآوحدتآآه..!! كان المستعمر من ضمن أجندته الخفية و و الماكرة أن يفصل الجنوب عن الشمآل.. يمكن المسيحية و يحارب الاسلام.. يعمق جذور الفتنة و الكراهية بين الشمال و الجنوب.. قمنا بمحاربة و طرد المستعمر و جمعنا شتاتنا و توحدنا.. و ظللنا نردد \"مافي جنوب من غير شمال ومافي شمال من غير جنوب كله هنا سودان كلنا اخوان\" و تواصلت مسيرة الحروب فما زرعه المستعمر بدا ثمره يانعا و أتى يوم الحصآد.. اجتعمت الأمة وما بين (أديس بابا) و (أبوجا) و (نيفاشا) كتمت الأنفاس ثم ذبحنا الولائم و أقمنا الكرنفالات بتوقيع اتفاقيات كانت تحمل في طياتها بشريات غير سارة.. ثم اتفقنا على قيآم سور عالٍ بين الشمال و الجنوب اسميناه \"الانفصال\" و أصبح سكان شمال الجدار يرددون أنهم بعد إنزاح هم الحرب و نيران الفتنة .. و سكان جنوب الجدار يرددون أنهم الآن فقط عرفوا معنى الاستقلال الحقيقي و سوف يقومون بتعمير دولتهم الجديدة.. و حتى الآن لا ندري هل الجدار الذي فصل بيننا متين بحيث يكون أبديا أم سوف يأتي زمن و يزول عهد الجدار كجدار برلين .. وسور الصين و فاصل اليمن.. يا ترى هل سوف يحاول البعض (منا أو منهم) بالتعلق و اقتحام الخصوصية و التعدي..أم سوف يكون بيننا نفاج و طاقة نتبادل فيها الذاد و المشاعر.. و حتى تتضح الصورة الموجودة في معامل التحميض ونتأكد من وضوحها و ثبات ألوانها لا يسعنا الا أن نقول أن فرحة الاستقلال هذا العام سوف تكون مثل العيد الذي يمر علينا و تكون الذكرى الأولى لموت عزيز أو حبيب لنا و نلبس ملابس زاهية و ملونة و لكن ينزف قلبنا دما و تنزل دموع من أعيننا لذكرى هذا العزيز و رغم ذلك نهنئ بعضنا و نبارك لهم العيد.. وهانحن نقول مبروووك علينا ذكرى عزيزة و لكن يعز علينا أن يفرح من صنعوا لنا هذه الطبخة أكثر منا فقد نالوا و لو بعد حين أجر ما صنعوا ودمت سودان العز شامخا بين الامم رغم ما أصابك من جراحات..