(اليوم نرفع راية استقلالنا).. كلمات خالدات تكاد كل الألسن تردّدها اليوم في الذكرى المجيدة لاستقلال السودان، ومع حلول الأول من يناير في كل عام، تشمخ الأعلام مرفرفة احتفاء بهذه المناسبة العظيمة، لتزين كل الساحات والبنايات، ويطغى على وسائل الإعلام حديث الانعتاق من المستعمر بكثافة، وتعبق روح الاحتفاء كل الساحات. غير أن الاحتفاء هذا العام ربما بدا مختلفاً بعض الشيء.. إذ لا يحتفل به كل (سودان الأزهري) ورفقائه الكرام، بعد أن حملت (ثلث مساحة السودان) اسم دولة أخرى اختارت الانفصال عن الدولة الأم، مما يلقي بظلال التغيير هذا العام الذي لا تزينه الخريطة التاريخية لسودان الأجداد. (الأهرام اليوم) اختبرت ذائقة الاستقلال في نفوس بعض المواطنين في ظل الواقع الجديد وحملت إفاداتهم في المساحة التالية: { مناسبة للتربية الوطنية الاستاذ بمرحلة الأساس «على عوض» قال إن الاحتفال بأعياد الاستقلال مناسبة وطنية يجب على الجميع أن يفرحوا بها، لأن أجدادنا ناضلوا من أجل أن يعيش السوداني حراً مستقلاً.. ورغم مرارة انفصال الجنوب إلا أن المشاعر بعظمة الاستقلال ما زالت كما هي، وعزيمة المواطن السوداني قوية.. ويجب أن نحافظ على جهد رواد الاستقلال الأوائل ونصون الحرية.. ونحن كمعلمين في المدارس الأساسية واجبنا هو استغلال هذه المناسبة للتربية الوطنية وحث الطلاب على ضرورة الاحتفاء بها وأوصي بالاجتهاد بإقامة يوم مفتوح. { تسليم بالواقع المواطن «نور الدائم محمد الحسن» قال: الاستقلال المجيد يجب أن نحتفل به ونحيي من سبقونا وضحوا من أجل أن ينعم الإنسان السوداني بالحرية والكرامة.. وبرغم أن القادة السياسيين في البلاد لم يفلحوا في الحفاظ على هذا الاستقلال إلا أنه يجب التسليم بالواقع وإرادة الله.. وعلى الجميع أن يخرجوا في مناسبة يوم الاستقلال في مسيرات هادرة فرحاً.. على أمل أن يتكرر في الاعوام القادمة ويجد السودان بخير وعافية.. ونأمل أن الإخوة الجنوبيين مازالوا يحملون نفس المشاعر والحب تجاه إخوتهم في الشمال.. وأتوقع ان يحتفلوا معنا.. خاصة أن عددا كبيراً منهم ما زال موجوداً في الشمال. وختم «نور الدائم» حديثه موصياً بالحفاظ السودان حتى لا ينفصل جزء آخر. { مناسبة للتلاحم الطالب بجامعة الخرطوم يوسف «عبد الرحمن» يرى أن الاستقلال مناسبة عظيمة لكل وطني غيور على بلاده، ويقول: لا بد لنا من مراعاة وحفظ جهود من سبقونا بأن نحافظ على تاريخ وطننا وأن نسد الثغرات في وجه الأعداء وتفويت الفرص عليهم.. وأنا شخصياً سوف أحتفل بأعياد الاستقلال مساء الأحد وأنظم مع أصدقائي يوماً ثقافياً بمناسبة الذكري السادسة والخمسين.. وعلى الجميع الالتفاف حول هذا الوطن والذود عنه. { انكسر (صحن الصيني)..! وتحسر «زايد محمد» على واقع السودان بعد الانفصال والمشاكل التي تحيط به في أكثر من جبهة، وقال: كل المشاكل سببها عدم الاتفاق بين الناس في هذا البلد، وعلينا أن نجعل من الاحتفاء بالاستقلال مناسبة وطنية مجيدة.. ونتذكر مقولة الزعيم التاريخي «إسماعيل الأزهري» عن الوطن بعد الاستقال (زي صحن الصيني ما فيه شق ولا طق).. لكن اليوم حدث الشقاق وانفص الجنوب.. وما زالت الأزمات منتشرة في كثير من أرجاء الوطن.. لذا على الجميع أن يجلسوا في الأرض ليروا ما هي المسببات الرئيسية لكل تلك المشاكل والسعي إلى معالجتها حتى لا تتفاقم أكثر ممّا هي عليه، وأدعو الله أن يحل الاحتفال العام القادم والسودان قد خرج من كل المحن والمصائب التي تحاصره. { حداد على الانفصال..! التاجر «على موسى» تحدث بنبرة حزن متحسراً على نقصان خريطة السودان واختفاء جزء عزيز منها.. وقال: إن الصراعات والحروبات المتكررة هي التي أضعفت الدولة السودانية.. وعلينا تذكر أن الاستقلال تحقق بفعل مجهودات ومثابرات أبطال استطاعوا أن يدحروا المستعمر عن هذه الأرض لينعم أهلها بالحرية.. وأن نحافظ على هذا الإرث.. وختم «على موسى» حديثه مؤكداً أنه لن يخرج هذا العام احتفاء بالاستقلال حداداً على نقصان مساحة السودان.