اليوم نرفع راية استقلالنا..أو بالامس رفعنا راية استقلالنا فهل انتهى الامر برفع الراية و ذكرى سنوية في كل عام لهذا اليوم التاريخي..أم يجب أن نحافظ على هذه الراية ، فما هي موجبات المحافظة على هذه الراية حتى تظل عالية خفاقة لا تنحني مهما هبت عليها ريح عاتية..لابد من المحافظة على الراية بصيانتها و قبلا لابد أن أن تكون الخام التي صنعت منها لا يؤثر فيها صقيع أو جليد أو وهج شمس حارة أو حتى ضياء لانوار خافتة فهلا فعلنا كل هذه من أجل اعلاء هذه الراية دائما يا غريب يلا لبلدك.. يلا.. لملم عددك و سوق معاك ولدك..استجاب الغريب و ذهب فهل تذكرنا بعد خروجه أننا اخوة و أبناء عم أم بمجرد خروجه صرنا نردد أنا واخوي على ابن عمي و اتجه كل منا للآخر يحاربه و يفرغ فيه همومه وسمومه.. ظل البعض منا ينهش في لحوم أقربائه..ظل البعض منا يتصارع في (تورتة) كان يمكن أن يتقاسمها الجميع بعدل و لكن أنانية البعض جعلتهم يفضلون لانفسهم الكريمة المزينة و الملونة لهذه التورتة ثم استلموا سكاكينهم لينقضوا على البقية دون تفكير في آخرين ينظرون معهم لهذه التورتة.. وعندما طالبهم الاخرون بجزء يسير لهذه التورتة وجهوا سكاكينهم لهؤلاء و الأدهى من ذلك استعانوا بالغريب الذي تم طرده و طلبوا منه مزيدا من السكاكين و ليتهم طلبوا مزيدا من التورتات لاخوانهم كان سوف يكون الأمر أهون قليلا..فلما تم طرد الغريب ثم استعنا به..لما لا نكون أنا و انت و ابن عمي الغريب.. لماذا ظل البعض منا يردد عندما تأتي ذكرى الاستقلال هذه العبارة (ليت الغريب مكث ولم يذهب) هل نطق بهذه العبارة نتيجة احباط و يأس اصابنا أم رغبة في أن يحكمنا الاخرون..أم قارن بعهد المستعمر و عهد الحرية فرأى أن الانسب الاول؟! أم نردد هذه العبارات كالببغاوات و لا ندري معناها؟! هل دفعنا الراية و خروج المستعمر وحكمنا بأنفسنا يعني هذا الاستقلال؟! ثم ماذا يعني تمردنا..دخولنا الغاب..احتكارنا للآراء..شتم وطننا..مطالبتنا بالسلطة،بالقوة،و العنف..هل هذا يعني الديمقراطية و الحرية؟! من ظن ذلك فليعيد تاريخ السودان و ليعيد النظرفى نسبه هل هو سوداني أم (خلطة) او (مزيج) من اوطان أخرى..نعم! نلنا استقلالنا منذ سنين عددا ولكن عدنا مستعمرين في أوقات كثيرة منذ تاريخ 1956م و حتى الان..و عندما خضعنا لاراءو توجيهات الدول الكبرى.. عندما تم حصارنا..عندما خضعنا لسياسات صندوق النقد الدولي ..عندما نصعنا لقرارات محمكة العدل (الظلم) الدولية و محكمة لاهاي و شخص يدعى اوكامبو.. عندما خرج الشعب متوحدا و نسي خلافاته و أحزابه و ردد بصوت واحد يا أوكامبو ابعد منا كان هذا استقلال حقيقي عندما بدأنا نهضة انتاج و صناعة و تعليم دون وصايات كان هو الاستقلال..فلماذا صارت الشعارات الداخلية لبعض منا (خذ مافي بد أخيك) (بادر بالسوء) (اقتلع جذور زرع أخيك ليس في حوجة له بل ليظل جائعا) لابد ان يكون شعار دولتنا هو أنا و اخوي وابن عمي على الغريب..