إليكم الطاهر ساتي [email protected] عندما يرعبك واليك ... و يرهقك..!! ** الخرطوم تتأهب لمجابهة ما يعكر صفو أمنها وسلامة أهلها بثلاث مجموعات عسكرية، بقيادة لواء..قالها والي الخرطوم بمنتهى التوجس، وسارت بقوله هذا ركبان صحف الجمعة قبل الفائتة.. والطائرة كانت تحلق بنا صوب البحر الأحمر، وقائل ذاك القول والوفد المرافق له كانوا على مقاعد الدرجة الأولى ذات في الطائرة، وانا وبعض السفر نقلب نحلل قول الوالي في مؤخرة الطائرة، ونتساءل..ماذا يعني الوالي بجاهزية الخرطوم للدفاع عن أمنها وسلامة أهلها؟..ما المناسبة ولمن يرسل رسالة التحذير تلك؟..وما أثر رسالة كهذه في نفوس الأهل والأجانب والسفراء الذين يمارسون الركض والمشي في شارع النيل بلا حراسة؟..بل ما أثر تحذير كهذا في قلوب المستثمرين ؟.. ثم الأ تمنح رسالة كهذه- بكل ما فيها من معلومات - العدو فرصة الإعداد الجيد، هذا إن كان هناك - أصلا - عدوا يرابط على حدود العاصمة متأهبا لغزوها؟.. فالعدو حين يعلم بأن الخرطوم جاهزة بثلاث مجموعات عسكرية قائدها لواء، لن يعجز عن تشكيل ست مجموعات عسكرية بقيادة فريق..أوهكذا يُهدي والي الخرطوم - من حيث لا يحتسب - للعدو معلومة عسكرية تساهم كثيرا في بناء وتجويد خطته الهجومية، علما بأن تسليم العدو أية معلومة عسكرية يسمى بالخيانة العظمي، و يلقب مرتكبها بالطابور الخامس..!! ** على كل حال ..عزيزي والي الخرطوم : بعد التحية، قل خيرا أو أصمت..نعم ليس من الخير أن يتحدث سيادتك عن أمن العاصمة بهذا العبث واللامسؤولية..أنت لاتختلف كثيرا عن وزير الداخلية السابق الذي قال ذات يوم بالبرلمان تحت سمع وبصر اعلام الدنيا والعالمين ( الخرطوم فيها 43 جماعة مسلحة)، ليستدر عطف وزير المالية وليجني المزيد من الميزانية، وهو لايعلم بأن خطابه هذا يساهم في إهدار ميزانية بلد ويشرد الاستثمار ويقلق الأسر المطمئنة..قالها بمنتهى البراءة يومئذ، وليس في الأمر عجب، فالرجل دباب ويشتهي أن تتحول عاصمة البلد الي (صندوق قتالي ) سيادته أميره.. وعليه، يا والي الخرطوم : دع الحديث عن الأمن والدفاع والهجوم لمن درسوه وأتقنوه، قولا وعملا..وأنت لست منهم.. ولم - ولن - تتعلم منهم بحيث تكون حصيفا، رغم أنك ترأست لجنة أمن الولاية منذ عقد ونيف بالشمالية والقضارف وترأسها حاليا بالخرطوم، ولو كنت حصيفا لما قلت - لعدوك الوهمي - وللدنيا والعالمين بمنتهى اللامسؤولية ( نحن جاهزين بتلاتة مجموعات يقودها لواء)، وكأن أفراد تلك المجموعات هم (كل جنود الدنيا)، أو كأن أسلحتهم هي (كل أسلحة الكون).. !! ** المهم.. حدث رعيتك - يا رعاك الله - عن صحتهم ومشافيهم وعجز التأمين الصحي عن استيعاب الفقراء والمساكين، وكذلك حدثهم عن غلاء الدواء وبؤس حال الأطباء..ولاتنسى بأن تحدث سكان ولايتك عن تعليمهم ومدارسهم ونسب تسرب تلاميذها وعجز كتابها المدرسي وقلة أساتذتها، وعن التلاميذ الذين يتخذون الثرى مقاعدا في فصول تظلها الشمس وجدارها أنظار المارة والسيارة..وخبرهم عن طرقهم التى تتآكل قبل تدشينها ومياههم التي تحمل الطمي في الخريف والطحالب في الصيف، هذا إن وجدت في مواسيرهم المياه .. وحدثهم يا رجل عن موارد ولايتهم والتي قومها رسومهم وضرائبهم وجماركهم وأتاواتهم، وتحلى ببعض الشفافية وحدثهم عن أوجه صرف تلك الموارد ومصير تقرير مراجعها العام وغياب المحاسبة وكثرة المختلسين والمفسدين وورداءة الرقابة على كل مال عام..وحدثهم بتوجس عن الخريف ومخاطره ومايجب عليك أن تفعله لدرء تلك المخاطر التي تخلف البرك الآسنة في شوارع العاصمة وأسراب الذباب والناموس في بيوت الناس..وحدثهم بكل شجاعة بأن عاصمتك هي الوحيدة - فى العالم - التي تفتقر الي الصرف الصحي ومصارف المياه..أوهذا هو ( دور الوالي )، أي والي - وليس والي الخرطوم فقط - لو أتقن عمله وأخلص لله ثم لوطنه وأهله..أنت لست بوزير بالداخلية ولست وزيرا بالدفاع ولا تدير جهاز الأمن والمخابرات، ولو كنت تملك مثقال ذرة من الحس الأمني لما أرعبت رعيتك وهي تحتفل برأس السنة، ولما كشفت للعالم و للعدو الإفترضي ( حجم القوة)، بكل هذه الأريحية التي تؤكد بأنك لاتصلح لغير الهتاف والعنتريات التي لم تمنع قوات العدل والمساواة عن غزو عاصمتك في تلك الظهيرة..لوكانت أرواح الناس تحت حمايتكم الهتافية وتأمينكم الهلامي لما وجد هذا الوطن الحبيب وريثا ولما أنجب الأجداد والأباء حفيدا، ولكن عين الله تحرسهم وترعاهم، بيد أنكم تعجزون حتى عن حماية أموالكم بحيث كل عام وأهل عاصمة البلد بخير وعافية وراحة بال، ونسأله جل وعلا شأنه بأن ينعم على الخرطوم بالمزيد من السلام وينعم على واليها بالفطنة والحكمة..وأن يدثر هذا الوطن الحبيب وأهله، بالعدل والوئام والرخاء و..(السلام ) ..!! .............. نقلا عن السوداني