- العين الثالثة - مع لجنة الشكاوي! ضياء الدين بلال مثلت أمام لجنة الشكاوي بمجلس الصحافة والمطبوعات أمس ،للتحقيق حول ما دار بيننا ورئيس تحرير صحيفة الأهرام اليوم في الأيام الماضية، واعتذر الهندي عزالدين عن المثول لظروف-قال إنها خاصة- وأدرت مع اللجنة حواراً موضوعياً وهادفاً حول ما حدث. اللجنة اعتبرت ما تم مخالف لقانون الصحافة ولميثاق الشرف الصحفي وروح الزمالة، وكان ردي أن من الظلم وضع كل ما كتب في سلة واحدة. هناك فرق بين النقد والإساءات والشتائم، وقلت لهم إن(السوداني) ظلت منذ عودتها الثالثة (عشرة- عشرة الفين وعشرة) تتعرض لهجوم مباشر ومغموز من قبل رئيس تحرير الأهرام اليوم، وأن لجنة الشكاوي لم تفعل ولم تتخذ ما يوقف الهجوم علينا وعلى الآخرين. عدد مقدر من القراء أبلغونا استياءهم من المساجلة باعتبارها تلاسن شخصي، وكان علينا إلا ننساق إلى هذه المنازلة مهما كانت الاستفزازات. وكان ردنا أننا اضطررنا لذلك. ونفد ما لدينا من طاقة احتمال، وأصبح حالنا كحال محجوب في رواية (ضو البيت) للرواي الراحل الطيب صالح، محجوب كان يتعرض لهجوم واستفزاز من أحد صعاليق القرية ومحجوب كان رجلاً ذا مكانة ورفعة وقوي البنية الجسدية، محجوب كان يشكي حاله لرجال القرية وهو تحت وقع الاستفزازات المستمرة: (يا جماعة الزول دا كان ضربتو بقولو محجوب دا حقار دق واحد أصغر منو وكان خليتو بقولو محجوب دا جبان )!! لم يكن أمامنا من خيار سوى التصدي للاستفزازات، لكن دون أن نجر لما يسئ لنا ولقارئنا الكرام، كان علينا إدارة المعركة الصحفية بأسلحة معقمة مع استبعاد كل الأسلحة المحرمة!! كنا نفعل ذلك على طريقة الأسلحة والأدوية الذكية وهي أدوية تصيب الخلايا المريضة، دون أن تؤثر على الخلايا السليمة. والمشابهة لها الأسلحة الذكية، التي تصيب الهدف العسكري دون أن تلحق ضرراً بالمدنيين! في المقابل كان الخصم يطلق الرصاص على الجميع دون فرز أو تمييز، ويستخدم، أسلحة مسمومة في النزال. ألمني جداً ما أصاب أهلنا في المناقل من إساءات وتعريض ولم تنقطع اتصالاتهم بي عبر الهواتف والرسائل ومواقع الفيس بك..ما كان لي أن أذهب إلى مدينة الخير والوفاء دون أن أدفع عنهم ما أساءهم من قول. لم أكن أتمنى في يوم طوال مسيرتي الصحفية التي بدأت في منتصف التسعينيات أن يجدني القارئ في مكان أو وضع لم يألفني عليه. ولم أكن أظن أن يوماً سيأتي، وأضطر للدفاع عن نفسي وتجربتي بذكر بعض سيرتي الذاتية للقراء، الذين أدرك أن مزاجهم النفسي له حساسية شديدة من الحديث عن الذات، على سبيل التمجيد. ولكن السجال وضعني أمام حملة تبخيس وتهوين شرسة لم أجد من خيار أمامي سوى دفعها بتلك الطريقة. رغم ما كان في السجال من أذى وضرر لحق بي وآخرين، لكن في كثير من المرات النقمة تتحول لمنحة، تفتح بصرك أمام كثير من النعم، رغم عتاب عدد من القراء والأصدقاء إلا أنني اكتشفت ما أسرني وأسعدني وجعلني أتمسك بالسير في ذات الطريق!! شكراً حزيناً –على تعبير الكاتبة الرائعة عفاف أمين- لكل من اتصل بي مادحاً أو ناقداً أو معاتباً أو متعاطفاً في ذلك السجال الاضطراري، وأعتذر كثيراً لمن أصابهم بعض كلامي- دون قصد- بسوء. كل من لهم علاقة بالهندي عزالدين من قراء ومعارف وأقارب، وتحية خاصة للعم عزالدين عمر ذلك الرجل المحترم،والد الهندي. والتحية لك عزيزي القارئ وأن تحتمل كل هذا العناء، والتحية لزملاء المهنة من الكبار والصغار لعل ما حدث بكل سوئه يصبح وقاية لنا جميعاً مما هو أسوأ..!! السوداني