أجندة جريئة. حينما يكون الحديث لقادة الرأي..!! هويدا سر الختم استطاعت الأستاذة هالة عبد الحليم رئيس حركة حق تحقيق إنجاز (مفخرة) ليس لذاتها فحسب.. بل لكل نساء السودان.. أن تجمع بين أكبر زعيمين سياسيين يمثلان أكبر الأحزاب السياسية على الساحة السودانية (الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة.. ودكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي) بعد خلاف ظنه البعض بأنه سيكون القشة التي سوف تقصم ظهر بعير المعارضة بالداخل. ولكن مجتمعنا الذكوري أبى إلا أن يرسم لهذا الإنجاز صورة، بشعة، تركت الموضوع محل القضية وركزت على شخصية (المرأة.!).. فبعض الأقلام التي استفزتها (أنوثة) هالة ال(الرجولية.!) تعاملت مع الحدث فقط (في شخص هالة) وبكل سخرية واستنكار- لكسر هالة- مقولة (المرأة لو كانت فاس ما بتكسر الرأس). وحتى لا أترك مجالاً لأصحاب الأجندة السياسية.. هنا لا أتحدث عن مدى أهمية الصلح بين السيدين من عدمه.. ولكني أتحدث عن شخصية امرأة حديثة التجربة السياسية -مقارنة بالسيدين- صغيرة السن.. استطاعت أن تترأس حزباً سياسياً بغض النظر إذا ما كانت قواعده تملأ -حافلة هايس- أم لا.. لها مواقفها السياسية القوية التي لا تنفصل عن شخصيتها.. استطاعت أن تفسح لنفسها موضعاَ بين أساطين السياسة المخضرمين.. وهذا ما جلب لها الحقد والحسد من بعض الذين تفوقت عليهم في هذا المضمار من الرجال وليس النساء فقط.. للدرجة التي جعلت أحدهم يكتب عنها بسخرية شديدة وهو حتى لا يعرف هل هي ابنة (عبد الحليم).. أم (عبد الرحيم).. وأعتقد أن قبول السيد الصادق ودكتور الترابي بوساطة الأستاذة هالة.. هو تقدير واحترام لشخصها واعتراف بكفاءتها ومكانتها كرئيسة حزب واتفقنا أم اختلفنا مع تاريخ الزعيمين وتوجههما الحالي فلا أحد ينكر مكانتهما السياسية والاجتماعية.. إذن يحق للأستاذة هالة أن تفخر بهذه الخطوة المهمة التي سوف يسجلها التاريخ.. ومعلوم أن التاريخ لا يسجل لعامة الناس. العالم من حولنا يتغير ونأبى هنا في المجتمع السوداني أن نواكب هذا التغيير (الإيجابي) فيما يتعلق بنظرة المجتمعات المتحضرة للمرأة ودورها في المجتمع.. أومن بأن هناك شيئاً فطرياً داخل الجنس الذكري تجاه الأنثى.. وهذا الشيء ينظر للأنثى باستعلائية، مستنداً إلى حق القوامة الذي لا ينكره أحد غير أن المشكلة في التفاسير.. إنما المجتمعات المتحضرة هذبت هذا الإحساس الفطري بالتقدم الذي حدث فيها فأحدث الانفتاح الذي أوجد المرأة بجانب الرجل في العمل العام.. ولم تعد المواقع التي تتبوؤها المرأة أو الإنجازات التي تقوم بها مثار اندهاش أو سخرية وتندر.. وفي دول العالم الثالث الظروف الاقتصادية الضاغطة رفعت من معدل وجود النساء في العمل العام.. ومن ثم انطلقت المرأة في إثبات ذاتها والمطالبة بحقوقها كاملة ما دامت تؤدي هذه الأعمال في كثير من الأحيان بكفاءة أكبر من الرجل. لا نريد أن نظل دوماً في مناكفات واستدعاء حيثيات إثبات كفاءة المرأة وتفوقها على الرجل.. أو إثبات تفوق الرجل وقوامته على المرأة.. الشراكة في العمل العام التي جمعت بين الرجل والمرأة وقبلها في الحياة الخاصة.. تستحق احترام كل طرف للآخر والحفاظ على حقوقه ومكتسباته التي نالها عن جدارة.. نرفع صوتنا دوماً بأننا مجتمع متحضر فلنثبت ذلك بأفعالنا.. خاصة حينما يكون الحديث لقادة الرأي. التيار