عوض الكريم عبدالله [email protected] السودان من اوائل الدول الافريقيه التى نالت استقلالها ودعمت بقوة كافة حركات التحرر الافريقيه والعربيه ومن ثم نالت دولها استقلالها بعد ذلك ,وكان ذلك بفضل قيادات الحركه الوطنيه فى السودان امثال:الزعيم الشهيد/اسماعيل الازهرى والمناضل الاستاذ/محمد احمد المحجوب ,رحمة الله عليه واّخرون ، كما كان من الدول المؤسسه لمجموعة دول عدم الانحياز رغم عدم استقلال السودان فى ذلك الوقت , ويشهد العالم بان السودان قد ساده الوعى الديمقراطى منذ فجر استقلاله بل وقبله وازدهرت فيه التيارات الفكريه المختلفه بفضل الحريات المتاحه فى ذلك الوقت عكس ما كان فى دول العالم الاخذه فى النمو , ولكن سرعان ما انهار هذاالاساس المتين خلال ثلاثه حقب كان الحكم فيها للعسكر _ عبود،نميرى ،البشير الاّن _ ورصيده ستة واربعون عاما من استقلال السودان لم يراعى فيها التنمية المتوازنة واقامة البنيات الاساسيه لها فى كل ارجاء السودان واهدرت الحريات وكممت الافواه فتراجعت حركات الفكر والابداع واصبحت نسبة الاميه فيه تفوق الدول التى تلته فى الاستنقلال ,فاذا نظرنا لانموذج من الدول الافريقيه: نيجريا-جنوب افريقيا_كينيا-اريتريا-غانا-غينيا-الكاميرون-اثيوبيا-انغولا-.....الخ نجد ان السودان تراجع كثيرا بدلا من ان يتقدم وكذلك الحال اذا عقدنا المقارنه مع بعض الدول الاسيويه :الهند- باكستان-ماليزيا -اندنوسيا,ودولها العربيه,...الخ نجد كذلك ان الفارق كبير وشاسع وهذا دليل على التخلف , والسؤال المطروح هو ماهو السبب؟ اذا كان السبب هو الحكم العسكرى فان هذه الدول كان يسودها انظمة حكم عسكريه ,ولكن فى اعتقادى ان انظمة الحكم العسكريه فى هذه البلاد تختلف عن انظمة الحكم العسكريه التى حكمت السودان فى كونها كانت تحكم بفكر وبرنامج وطنى يلبى طموحات شعوب هذه الدول ونضرب مثل بفكر غاندى ونلسون مانديلا ونكروما وجوليوس نيريرى وسيكتورى وجمال عبدالناصر ...الخ هذه دول كانت اخذه فى النمو وقد نمت اما السودان الان فقد تراجع كثيرا حيث فقد ثلث مساحته واصبح السودان سودانين ولا استغرب اذا تقدمت دولة جنوب السودان علينا لان اريتريا قد تقدمت علينا وكذلك جنوب افريقيا والاّن نحن فى مرتبه متقدمه فى الفساد حسب تقرير منظمة الشفافيه العالميه ومن المتوقع انهيار الاقتصاد كليا اضف الى ذلك الحروب فى الهامش :دارفور وجبال النوبه وجنوب النيل الازرق , كل ذلك بسب عدم وجود فكر ناضج بسبب سياسة الكبت ومصادرة الحريات وعدم العدالة الاجتماعيه ,كما لم يكن هناك برنامج اقتصادى وطنى يلبى طموحات الشعب , بل العكس مشروع الجزيرة انهار السكة حديد انهارت مشروع الكناف انهار مؤسسة النيل الازرق الزراعيه انهارت كل شيء انهار بسبب الجشع والخصخصة لاجل تمليك المشاريع والمؤسسات العامه لشركات خاصه لاشخاص نافذين فى السلطة ,واصبحت ميزانية الدوله (75%)منها للدفاع والامن ونسبة ضئيلة جدا جدا للصحة والتعليم فانهارت الصحة وانهار التعليم واصبح العلاج للمقتدر فقط وكذلك الحال فى التعليم حيث اصبح للمقتدر لايوجد تعليم مجانى رغم ان دستور جون قرن نص على مجانيته فى المراحل الدراسيه الاولى ...وعلى وجه العموم فان السودان بدلا من ان كان من الدول الاخذه فى النمو اصبح اليوم من الدول الاخذه فى التخلف بسبب التراجع المريع فى كافة القطاعات , فاذا لم نحكم عقولنا وننظر للقضايا الوطنيه بعين الوطنيه لا المصلحه الشخصيه او الحزبيه فان دولة شمال السودان سوف تنهار تماما وتسقط ويفضل نظام المؤتمر الوطنى يحكم لا شيء.