. عوض الكريم عبدالله ابراهيم [email protected] بعد توقيع المؤتمر الوطنى والحركة الشعبيه لتحرير السودان على اتفاقية نيفاشا بطوعهما واختيارهما وضعت الاتفاقية موضع التنفيذ فكانت هناك اشكاليات فى ذلك التنفيذ رغم وضوح اتفاقية الا ان الشريكين اضحيا متشاكسين مما اضعف الاتفاقية وتعطلت بنود كثيرة منها كالتحول الديمقراطى وجعل خيار الوحدة خيارا جاذبا وتضميد الجراحات واقرار حقوق المواطنه وكفالة الحريات العامة والخاصة ، وكان انفصال جنوب السودان نتيجة طبيعيه لضعف تنفيذ الاتفاقيه لا سيما ظهور تيار قوى داخل الحركة الاسلاميه يدعو للانفصال(منبر السلام). وبعد انفصال الجنوب ظلت الاتفاقية قائمة حسب نصوصها وبنودها ولكن هناك من اعتبر انفصال الجنوب بمثابة نهاية للاتفاقية ، ولكن بالرجوع للاتفاقية نجد ان هناك مسائل عالقة لم تحسم قبل الانفصال ويجب حسمها بعلاقات طيبة بعد الانفصال ، وهذه المسائل تتمثل فى ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والنزاع حول منطقة ابيي رغم التحكيم الدولى وخط انابيب البترول من الجنوب الى البحر الاحمر وعائدات هذا البترول كما منطقتين جبال النوبة وجنوب النيل الازرق من ضمن الاتفاقية وافردت لهما برتكولين هما برتكول جبال النوبة وبرتكول جنوب النيل الازرق ، الا ان انفصال جنوب السودان حال دون تنفيذ البرتكولين (المشورة الشعبيه لجبال النوبة والمشورة الشعبيه لجنوب النيل الازرق )نتيجة لذلك قام تمرد فى المنطقتين واصبحتا من ضمن المناطق الملتهبة وما زال الصراع قائما فيهما . ان انفصال جنوب السودان ليس بالامر الساهل بل هو خطة من خطط قوة خفية لتمزيق واضعاف دولة السودان ، فقد اصبحت دولة جنوب السودان اليوم تمثل العمق الاستراتيجى للامن القومى لدولة الشمال كما ان دولة الشمال تمثل العمق الاستراتيجى للامن القومى لدولة الجنوب ومن هذا المنطلق الامنى تتكشف لنا المصالح المشتركة بين الدولتين لاسيما وان شعبيهما شعب واحد وليس بينهما حدود فاصلة وانها اطول حدود قارية بين دولتين ، فاذا لم تحسن العلاقات بين الجنوب والشمال وتحسم المسائل العالقة فى اتفاقية السلام فان شمال السودان سيواجه مشاكل جمة تتمثل فى : 1/حروب ومشاكسات طويلة الامد بين الشمال والجنوب . 2/اضعاف الدولة وتفكيكها . 3/تدهور الاقتصادوغلاء المعيشة . 4/انعدام الخدمات العامة كالصحة والتعليم 5/غليان مناطق الهامش بسبب التهميش وتمسكها بالتغيير بقوة السلاح. ان العلاقات الطيبه بين دول الجوار امر مطلوب وواجب وطنى للحفاظ على امن الدولة وسيادتها وريادتها ، ورغم ذلك الانفصال بين شطرى السودان فاننا نامل ان تكون هناك وحدة تكامليه فى الاقتصاد والثقافة والتعليم ...الخ ، فقد انفصلت المانياالشرقية عن المانيا فتوحدتا كما انفصل الشيك والسولفاك فتوحدتا فى اطار الاتحاد الاوروبى ..لذا نريد ان تكون اتفاقية السلام هى اتفاقية سلام بحق وحقية ليس اتفاقية حرب ونهب ، فقد ايدناها على مضض باعتبار انها اوقفت حربافى الوقت الذى يتبادر الينا فى اذهاننا انها اخططفت على حين غرة لتنفيذ اجندة قوة خفية لتمزيق واضعاف دولة السودان .