الثائر (علي محمود حسنين) في الدوحة (3) خضر عطا المنان [email protected] اذا كنت في الحلقتين السابقتين قد استعرضت – في اطار خواطر صحفي في المنفي والتي سستواصل – استعرضت جانبا من الخطوط العريضة لزيارة هذا المناضل الجسور لدول قطر لأول مرة والتي تعد - بحسب كثير من المراقبين والمتابعين للشأن السودان - واحدة من أكثر دول الخليج قاطبة دعما لنظام الاسلامويين الانقلابي في الخرطوم وعلى أرضها تعيش جالية سودانية كبيرة تدين في غالبيتها العظمى من أفرادها - أكرر العظمى حتى لا أكون ظالما في حكمي - تدين بولاء لا يخفونه لهذا النظام وإن كان هناك فئة منهم تدعي أو تظهر - كذبا وزورا - خلاف ذلك وهؤلاء هم في معظمهم من الأصوليين النفعيين ممن لديهم مصالح ذاتية لا علاقة لها بقضايا أو معاناة شعبنا المعذب داخل أرض الوطن الجريح المختطف منذ أكثر من عشرين عاما ولا يزال .. حيث أنني طوال فترة تواجدي في قطر لم أجد معارضا حقيقيا واحدا أو رافضا صراحة لممارسات حكام الخرطوم الذين يرتدون جلباب الاسلام زورا وافكا .. ولكن بالطبع هناك نفر قليلون منهم جدا وهؤلاء ما أن تتحدث اليهم اليوم يظهرون لك معارضة شرسة ولكنك ما تلبث أن تجدهم غدا في مقدمة الحضورلأي نشاط يقام إما بإشراف السفارة السودانية أو حتى بداخل مبانيها والتي كثيرا ما تقوم بمهام النادي الاجتماعي أكثر من النشاط الدبلوماسي المعروف لجميع سفارات دول العالم .. كما أن هناك فئة من السودانيين - وهذه هي الأخطر- يمسكون بالعصا من الوسط حيث يميلون مع الريح أينما مالت.. وفئة أخرى تتسم مواقفها بضبابية / حربائية عجيبة فقلبها مع المعارضة ومصالحها مع النظام ومابين الحالتين تتأرجح معلقة بين السماء والأرض ظنا منها أننا لا نعرفهم . قصدت من هذه الصورة / التوصيفة حتى يعلم - قرائي الكرام - الأجواء التي زار فيها أستاذنا المناضل حسنين الدوحة ورغم ذلك كله استطاع توصيل رسالته التي أعد نفسي من المؤمنين بها تماما وهذا ماظللت أؤكد عليه طوال سنوات حكم الاسلامويين قولا وممارسة وسأظل - إن كان لي في العمر بقية - حتى زوال هذا الكابوس الذي أضاعنا وأضاع وطنا بأكمله دون أن يرف له جفن .. لذا كم زادت سعادتي وفخري حينما ردد مناضلنا الجسور - وفي أكثر من مناسبة وامام عدد من الحضور - بأنه من المتابعين بإهتمام لمقالاتي .. وأعتبرتها شهادة من رجل شامخ ومصادم من أجل الحق ينتمي لجيل أصيل وصلب وفي مقام والدي. فمما قمت بتدوينه خلال ماكان يردده مناضلنا حسنين لزواره - على قلتهم وبخلاف ممن كانوا يأتونه خلسة أوأنصاف الليالي - وهو يسعى لتشريح الواقع المخزي الذي وضعت فيه الانقاذ هذا السودان - البلد المنكوب بأهله لا بسواهم - كانت النقاط التالية دون ترتيب حتى أعود في الحلقة القادمة لتلخيص ندوة القانونيين التي تحدث فيها وسط حضور ربما كان مميزا : * إنهيار قضائي . * انحطاط قيمي ودمار أخلاقي . * إغتيال للشخصية السودانية . * أنتهاك لأعراض الرجال ( بيوت الأشباح ) . * الحط من قدر المرأة وكرامتها ( إغتصابا وجلدا ) . * إبادة جماعية بشهادة المجتمع الدولي( في دارفور سابقا وحاليا في جبال النوبة ومناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ) . * رهن وطن بأكمله وبكل مقدراته وشعبه لرجل واحد مجرم وقاتل ( محكمة لاهاي الجنائية .. ويضعه في مواجهة صريحة مع المجمتع الدولي ) . * تقطيع أوصال وطن وتجزئته ( فقدانه لربع سكانه وثلث مساحته بفصل الجنوب الحبيب ) . * الانقاذ أول نظام في تاريخ السودان - قديمه وحديثه - يخوض حربا مفتوحة ضد شعبه وفي أكثرمن بقعة منه . وحتى الحلقة الرابعة أقول لكم أخيرا : زمن يا غربة رافقتك ومهرك كان سنين عمري حصاد ترحالي فوق دربك موية سرابا كان يجري جداول في عتامير ليل تايهة خطايا ما تدري خلاص فات العمرروح وماعاد يحتمل صبري .