[email protected] ما دفعنى لولوج هذا الباب مجموعة من الاسباب اولا انتمائى لهذه المدينة التى تربيت فيها وعشت بين اهلها ، وظلت علاقتى بها كعلاقة الروح بالجسد رغم بعدى عنها وزياراتى المتبعثرة بين الفينة والاخرى ، وعلاقتى بالمدينة واهلى يدفعانى دفعا لوضع النقاط على الحروف وازالة القناع عن كثير من القضايا التى الصقت الصاقا بهذه المدينة التى نالت من العقاب اشده ثانيا خوفى الشديد على ان تمتد ايادى التخريب لتفسد العلاقات الاجتماعية التى تكونت عبر انصهار كل قبائل السودان فى بوتقة كوستى كهوية جامعة لابناؤها فى داخل السودان وخارجه، فروابط ابناء كوستى فى المهجر من اكثر الروابط تماسكا وتعاضدا ونرى ضرورة التطرق الى تاريخ كوستى ، ليس نسفا لما تطرق اليه البعض من ابناء كوستى البررة من امثال شلقامى ، بل اضافة الى ما اغفلوه ،فكوستى من حيث الموقع تقع ضمن مناطق نفوذ قبيلة الجمع والتى تشارك قبيلة الحسانية فى ولاية النيل الابيض كاكبر قبيلتين ويقتسمان ضفتى النيل الشرقية والغربية وتعيش الفبيلتين فى تفاهم وانسجام ، كما ساهمت الثورة المهدية فى توطيد اواصر الاخوة والتعايش ، ولا ننكر وجود مجموعات قبلية اخرى تعيش فى الولاية ولها عموديات ومشيخات ولكنها اما ان تكون ضمن نظارة الحسانية تحت قيادة ( اولاد هبانى) او نظارة الجمع والتى يطلق عليها احيانا نظارة عموم البقارة (وناظرها المكى ود عساكر ) ونظارة الجمع او البقارة ، تضم فى جوفها مجموعةكبيرة من البطون والافخاذ نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر - عشيش (وفخذيها العبيساب والقحاقحة ) والشنخاب والهيرار وسليم والصبحة ونزة والاحامدة والشرك وبنى جرار ، كما اندمجت مجموعات اخرى فى النسيج الاجتماعى مثل دغيم والحسنات الى جانب مجموعات الانصار من قبائل غرب السودان ، فقد لعبت الجزيرة ابا كمركز لطائفة الانصار دورا كبيرا فى توطيد العلاقات والتواصل ،نسبة لوجود قادة افذاذ من قادة الثورة المهدية على سبيل الذكر الخليفة على ودحلو وابوقرجة وحماد شنقة وعبدالله ابوشالية لا نهدف الى اذكاء نيران القبلية والتعصب ولكن نريد ان نسلط الضوء على هذه الحقائق التاريخية بغرض محاصرة الظواهر والمهددات التى بدأت تلوح فى الافق ويقف وراؤها يعض النفعيون ثالثا :- كانت كوستى مسرحا لوجود معظم الوان الطيف السياسى ،ولكنها ظلت منطقة نفوذ للانصار ولحزب الامة ، والذى تجاهلها واهمل انسانها وتعامل معها كمنطقة مضمونة الولاء ، وهذا لا ينفى وجود الاتحاديين والاسلاميين والحزب الشيوعى وقوس قزح المسميات السياسية رابعا : ليس صحيحا ان اهل كوستى ( هم معارضة من اجل المعارضة ) او خالف تذكر ، وليس صحيحا ان لهم موقفا مناهضا لاى حزب من الاحزاب ، فالصحيح ان هنالك جماعات بعينها اعتادت ان تقتات من السياسة وتعزف على هذه السمفونية حتى اضحت من المسلمات ، فميلاد الحركة الاسلامية ليس جديدا بل ان هنالك العديد من القيادات من ابناء هذه المدينة من جيل الرواد نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر القيادى الكبير على عبدالله يعقوب واستاذى الجليل عمر الحسن كعلاقة متصلة تصاعدت وتيرتها فى عهد الانقاذ ، خاصة وان الارث الجهادى والمد الثورى الاسلامى كان عاملا مساعدا ، فالانتقال من طائفة الانصار الى الحركة الاسلامية انتقال سلس وبلا عوائق ، ولكن اشاعة معارضة اهل كوستى لكل الحكومات اصبحت من المسلمات . ان المؤتمر الوطنى ان اراد ان يعزز وجوده فى المنطقة نعتقد ان ذلك امرا ميسرا ،واقرب الطرق الى ذلك هو ازالة المتاريس التى وضعتها ،عصابة على بابا وهى مجموعة معروفة ولا تتعدى اصابع اليد الواحدة ، ظلت تقف حجر عثرة وتمارس التضليل وتحتكر الحزب وتقتسم الموارد وتحرم المدينة من التنمية ، بل انها تذهب الى ابعد من ذلك -تحارب كل القيادات بما فى ذلك شباب المؤتمر الوطنى ، وليس صحيحا ان قبائلهم تساندهم وتقف الى جانبهم ، فكل الولاة الذين تعاقبوا يعرفونهم ويعرفون انهم اس البلاء وانهم وراء كل المصائب والمحن ، واذا كان هنالك موقف فان السبب الجوهرى هو صمت الحزب على هؤلاء المخربون ومن حقنا ان نتسائل لمصلحة من يتم ابعاد الاخ / العراقى والطيب الجزار ؟ ومن يقف وراء ابعادهم مع العلم بانهم يحظون بالقبول والرضى من اهالى المدينة والريف رغم التباعد بين المكونين ! ولمصلحة من يستمر مسلسل التخريب المتعمد وابعاد الايادى النظيفة والى متى تظل كوستى رهينة لهذا اللوبى ان تمادى هؤلاء سنضطر الى كشفهم وفضحهم وتعريتهم ، فالاجدى ان يعودوا الى رشدهم ويكفوا عن ممارساتهم ويتخلوا عن اساليبهم التى تعكر الاجواء السياسية اللهم انى قد بلغت فاشهد