نمريات نيالا... أوجاع ما قبل السُلطة اخلاص نمر ٭ غادر كاشا وتمسك ب «المغادرة الجبرية» إلى مكان آخر رغم انه والي منتخب لتتم منح الفرصة لآخر لم يكن في حسبان المواطن الذي خرج ينادي ويهتف حتى انقلب الامر الى بمبان وموت وحريق ودخلت نيالا في مرحلة جديدة تؤرخ لمغادرة كاشا الذي ذهب «يفتش عن زراعته». ٭ اذا كان حقيقة ما تتناقله مجالس المدينة من ان المواطن يتمسك بالوالي القديم ولا يرتضي غيره فان ذلك يعني ان ل «كاشا» شعبية عالية ووجود حقيقي داخل المنطقة وان الانتخاب جاء من الأعماق متبوعاً بالاقتناع التام لمناصرة كاشا والياً عن شعب يعلن بملء الفم انه لا بديل لكاشا غير كاشا.. ٭ ما يحدث ويجري على الارض الدارفورية طعنة في خاصرة الحكومة التي زادت من أوجاع دارفور وجعاً اضافياً والذي - قطعاً - سيؤثر سلباً في بناء السلطة الانتقالية التي يستعد د. السيسي لتولي مقاليدها فهو الذي يشاهد عن قرب ما يدور في نيالا وله ان يقرأ بعد ذلك مستقبل سلطته الانتقالية التي واجهت «بعض» الاعتراض عند اسناده بعض المهام لوجوه بعينها في حكومته المرتقبة. ٭ ما يجري في نيالا اليوم يوضح تماماً ان الحكومة تمسكت فيه بفكرة «أخنق فطس» في معالجة شؤون رعيتها وبسط وتسيير سلطتها.. فالحكومة اتجهت تماما لادخال الولاية «بيت الطاعة» عبر تعييناتها الأخيرة للولاة في الولاية التي قابلت ذلك بسيل رفض «عرمرم» واجهته الحكومة باخماد الأصوات مصحوباً بعصب الاعين عبر «بمبان» ودخان اعمى البصر ولكن لم يستطع ان يعمي «البصيرة» التي ما زالت تتمسك رغم الاحداث ب «من انتخبت». ً٭ محاولات الحكومة ل «وضع الامور» في نصابها واعادة الحياة لسابق أيامها وتهدئة النفوس لم يتم عبر آلية التفاوض والتفاهم والشورى واحترام الرأي الآخر وتداوله بل تم عبر البندقية والبمبان وأول من أصابه الرشاش كانت الحكومة نفسها التي وجدت منسوبي حزبها في غمرة الحدث فاتهمتهم بالضلوع في إثارة البلبلة والمظاهرات. ٭ على الحكومة مقابلة الآلاف الثائرة هناك والتنازل عن «شد القيود» بحكمة خاصة وان المنطقة تعاني من الاشتعال القديم ولم تجتمع «كلمتها» بعد على قبول اتفاق الدوحة «المهدد» من قبل غير الموقعين عليه.. كما ان هنالك اجزاء مهمة تترنح تحت الاحتقان والعذاب في النيل الازرق وكردفان مع وجود مشكلة اساسية مع الدولة الجارة التي تتهم الخرطوم بسرقة بترولها ولم تسلم أبيي من الصراع وربما تخطو قريباً الى داخل «الحلبة»... ٭ همسة: لولاك ما كنت أعبر تلك الصحاري... ولا اجيد السباحة عكس التيار... فليلي أظلم... ونهاري لملم... عذابات السنين في قلبي وداري... الصحافة