[email protected] حين يكاد يستلبك اليأس من سوء الحضيض الذي فرضه علينا الإنقاذييون .. يبرق أمل ينير الظلمة .. تفرقع سياط البوشي الكلامية في وجه البؤس و اللؤم و هناك غير بعيد يزيح الطاهر ساتي كل يوم عباءة ليكشف عن فساد يزكم الأنوف و لا ينفك البرقاوي يجاهد القلم الصادق في وجه العتاة و لكن سيف الدولة سيف و أي سيف!! قوة في الحجة و بيان في اللغة و عمق في الطرح لا نملك و نحن نقرأ له إلا أن نشكر الله أن قيض لنا هذا السيف الذي أعده مفخرة كنيل بلادي مع فارق العطاء .. إن اللونية القانونية التي ظل الرجل يصبغ بها مقالاته أعطتها صدقا و رفعت بها شامخا من سوق العاطفية و المنفعية و التذللية الرائجة هذه الأيام .. وددت لو أن سيف الدولة بكل ما يملك من إلمام بالقانون أن يستفرد لنا مقالا يسلط فيه الضوء على السلطة القضائية التي باتت حملا وديعا في أيدي الكيزان و حصحصة للحق نريده لو يكشف لنا بالإسم أولئك القانونيين الصفر المتواطئين في خدمة النظام ثم يكشف لنا بعضا من القانونيين الشرفاء الذين لم يتدنسوا بفساد .. ذلك لأن المرحلة القادمة مرحلة فاصلة تستدعي أن يلعب القانونييون فيها دورا أساسيا حتى لا يكون فراغ مثلما حدث في دول الجوار ثم يتبع الفراغ فوضى فيضيع المكتسب و يأتي عسكري آخر على ظهر دبابة فيسيمنا و البلاد ذلا و ضياعا. إنها حكمته البالغة .. يمهل و لا يهمل .. و لا يزال شارون – سفاح صبرا و شاتيلا - يتأرجح بين كفتي الحياة و الموت و صدق فيه الدعاء: اللهم أجعله يتمنى الموت و لا يلقاه... ذاك الشارون قد جاهر بعدوانيته للإسلام و المسلمين بالقول و الفعل .. بقي منافقو الإسلام عندنا في السودان .. يتداعون كل يوم يتخبطون تخبط من به مس من الشيطان .. كبناء تتصدع قواعده و تتساقط جدرانه أما سقفه فلا يمسك ماء و لا يرسل ظلا .. إنه السقوط الكبير و أراد له المريد أن يكون بأيديهم .. كيدهم في نحرهم .. يتلفتون في خوف ووجل و لا ملجأ لهم إلا الله الذي اشتروا بآياته ثمنه قليلا .. لا ناصر لهم و سيرتدون من جدار قانوني شعبي غير قابل للإختراق.