[email protected] يؤكد القرآن أن القلب والعقل أداتان منفصلتان بيولوجياً ولكنهما مرتبطان في عملية تلقى الأوامر والنواهي فالذات (القلب) هو المبرمج الفعلي للعقل، والعقل معلول للقلب فهو كما الحاسوب الذي يتلقى البيانات وينظمها فإذا برمج القلب العقل بأن يتلقى المعلومات بالطريقة التي يريدها هو (القلب) فلا مفر للعقل من ذلك، حال ذلك حال مبرمج الكمبيوتر يضعه على برنامج محدد ويغلقه عليه ولا مندوحة للكمبيوترفي تغيير ترتيب المعلومات التي وضعها المبرمج، لذا فان الفقاهة في القرآن لم ترتبط بالعمل العقلي بل بالمركز الآمر للعقل ( القلب) حسب الآية الكريمة (( لهم قلوب لا يفقهون بها) فالتحميل ألمعلوماتي(information upload) لاسيما في أمر الدين والحكمة والأخلاق، وحُسن وقُبح الأشياء يتلقاه القلب ويفرغ فيه رسالته (offload) بقبول أو عدم قبول المعلومة المتلقية إلى العقل بعد وضع حكمه المسبق فيتلقى العقل ذلك الحكم ثم يرتبه حسب إرادة الذات (القلب) ثم يبدأ العقل في إطلاق أحكام عنيدة، أو قاسية، أو متجبرة أو طيبة...الخ حسب إرادة الذات ( القلب)، وما يؤكد أن مسألة الفقاهة لا علاقة للعقل بها إطلاقا، وإنما جماع أمرها في القلب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( رب حامل فقه لمن هو أفقه منه)) وقول أهلنا البسيط في بعض الحالات التي يرونها شاذة عند المتعلمين (( القلم ما بزيل بلم)).. وبهذا التخريج البسيط فإن الذين يصرون على إمامة الرئيس لما يسمى بدولة الشريعة الاسلامية سيكون لهم عند الله حساباً عسيراً إذ جعلوا سلطة الله المقدسة بالاختيار ألعوبة ومضحكة بين الشعوب، هذا من حيث الدين. أما من حيث القيم الإنسانية العامة المفطورة في كافة خلق الله فقد ذهلت مثلما الجميع للكيفية التي تحدث بها السيد الرئيس بشأن الفساد أمس في حالة تؤكد غروب شمس المحنة التي كانت ساطعة على الحراك السوداني السياسي والاجتماعي فيما يخص الشأن الإنساني، فقد قدم دفوعه بقلب شق من صخر وأمام ناظريه الحالة التي طالت الشعب في كافة مناحيه، وأمام ناظريه في قنوات شتى فض الشرطة لتجمع مرضى الكُلى، وقضية الأكسجين في المستشفيات، وأنا شخصياً توفت قريبتي قبل ثلاثة أيام حيث باع لها صيدلي أنسلين منتهية مدته ظلت تستخدمه لعدة أيام فتأثر قلبها فتوفيت لها الرحمة بسبب خطأ لو حدث في دولة محترمة لأقام وزارة الصحة وما أقعدها ولكن لمن المشتكى سوى رب الناس ولعل هذا مثال لعديد من حالات أخرى شبيهة في المجال الطبي في عهد الإنقاذ. لا قول لنا سوى أن هؤلاء الناس طبع الله على قلوبهم بالحالة التي أوردتها حول القلب والعقل أعلاه. فهم لا يشعرون بضنك الحياة الذي يعانيه الناس ما دام مستلزماتهم اليومية من خضروات ولحوم دواجن وغيرها تأتيهم طازجة من المزارع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة التي يمتلكها كبار المسئولون ومن في الادارات الوسطى منهم، فلم يشعرون بغلاء المستلزمات اليومية للمواطن ،،،، هؤلاء طٌبع على قلوبهم لذلك ليس في السودان فساد وإن بلغ عنان السماء بل نحن في أعينهم المفسدون ولكننا مطمئنون ليوم الخصم فيه القيامة والحكم الله لا أبوقناية......