من طرائف الأخبار أن الحكومة أطلقت سراح بواخر البترول ( الحنوبي ) التي كانت محتجزة لإبداء حسن النية أو كما يقال . قالت نهي الزعلانة ذات مرة الطريق إلي جهنم مفروش بحسن النوايا ، وحسن نية المؤتمر الوطني " موية تحت تبن " . يعرف المختصون بشؤون النفط أن تأخير ناقلة البترول لساعة واحدة تترتب عليه غرامات فادحة علي الطرف المتعاقد مع الناقل ، إضافة لتعويضات أخري يحق للجهة المشترية أو شركة التأمين أن تطالب بها . والتأخير يجعل الجهة المصدرة للبترول خارج سوق النفط ، طالما لم تلتزم بتوصيل الشحنة في الزمن المحدد ، كما أن مستهلكي البترول وناقليه يبتعدون عن الموانئ متي ما كانوا عرضة للمتاعب . أخطأت الحكومة عندما ( قرصنت ) بترول الجنوب بحجة عدم دفع الرسوم ، ولم يكن هنالك اتفاق بهذا الشأن . وأخطأت للمرة الثانية عندما قررت من جانب واحد رسوماً علي البرميل أكثر من القيمة التي كانت تبيعه بها ( أيام المرحومة نيفاشا ) . وأخطأت للمرة الثالثة عندما أرسلت وفداً يفاوض حول البترول علي طريقة " يا فيها يا أطفيها " . وأخطأت للمرة الرابعة عندما افترضت أن جمهورية الجنوب ستقبل بأي شروط ، طالما ليس لها مورد غير البترول . وأخطأت للمرة الخامسة عندما " جعجع " منسوبوها حول قدرتهم علي الاستيلاء علي بترول الحنوب . وأخطأت للمرة السادسة عندما لم يطلع أي مسؤول علي النظم العالمية فيما يتعلق برسوم عبور خام البترول ومشتقاته عبر الدول . وأخطأت للمرة السابعة عندما تجاهلت مصالح الأطراف الأخري الأجنبية في قطاع النفط . وأخطأت للمرة الثامنة عندما اعتقدت أن قرار حكومة الجنوب بايقاف ضخ البترول مناورة سياسية تنتهي في 24 ساعة . وأخطأت للمرة التاسعة عندما قال سدنتها أن ذهاب البترول لا يؤثر علي الميزانية العامة وأخطأت للمرة العاشرة عندما صرفت أموال البترول علي مالا يفيد الشعب والوطن . يبكي السدنة علي الذهب الأسود المسكوب لأنهم كانوا الهمباتة ، أما غالبية الشعب السوداني فقد كانوا ولا زالوا خارج عائدات البترول . قال وزير الحديد والخردة أن العمل يجري علي قدم وساق لإنشاء مصفاة للذهب ، عقبال مصافي للالوب والعرديب والقنقليس في أضان الحمار وضنب التيس . غنت مروة أركويت " نحرق الجازولين يا الوابور جاز " فتم تصنيفها كطابور خامس وسادس وسابع . عندما ينضب البترول في جمهورية العتود تتحول وزارة الطاقة والتعدين إلي بقالة أو كنتين ويذهب ( فلان ) إلي الصين ثم يقول ( دولار لله يا محسنين ) . الميدان