*فشلت مفاوضات النفط بأديس أبابا لأنها انعقدت بأديس .. وليس بالخرطوم أو جوبا.. *وتأكد فشلها لأن المفاوضين السودانيين تعاملوا مع الطرف الآخر بنظرية (يقدر طبقكم يطبق طبقنا) *ولا يمكن لرسوم عبور برميل النفط الواحد.. أن تساوي قيمة بيع البرميل في السوق العالمي. *ولا يعقل أن يتفاوض الطرفان والأجندة الخفية تحت (الطربيزة). *كان النفط سبباً أساسياً في انفصال الجنوب عن الشمال .. ولازال خميرة عكننه بين دولتي جنوب وشمال السودان. *دقست حكومة المؤتمر الوطني يوم أن استبدلت الزراعة بالبترول.. ولم تكن تدري أنه مورد ناضب. *ودقست يوم أن أغلقت المصانع بالترباس.. وفتحت الموانئ للنبق الفارسي والعنب الإيراني. *ونسيت في غمرة نهب البترول .. ما يسمى بعجز الموازنة والتضخم والغلاء. *وأكلت الحكومة.. بل (بلعت) حساب تركيز النفط ببنك السودان طيلة ستة أعوام كاملة.. دون أن تدري أن الاستفتاء على الأبواب. *وظلت قضايا الحدود وأبيي والمشورة الشعبية عالقة.. وسط اتهامات بسرقة البترول أيام كانت نيفاشا حية ترزق. *وشيعت نيفاشا إلى مثواها الأخير وظلت القضايا العالقة (زمان).. قضايا معلقة بين دولتين. *ولما تعامل المؤتمر الوطني مع الجنوبيين كأجانب محرومين حتى من (الحقنة) ، كان البترول سلاح ضغط جديد لم يفطن له السدنة والتنابلة. *واستمر الجدل البيزنطي في الخرطوم.. دون أي حساب للعواقب إذا أوقفت حكومة الجنوب تصدير النفط. *وقال قائلهم.. حياة الجنوب بيد المؤتمر الوطني.. وسيدفعوا يعني حيدفعوا.. طالما كان الأنبوب ملك المؤتمر الوطني. *ونسى المؤتمر الوطني الشريك الثالث في معادلة البترول.. وهجم على البواخر وهي في البحر على وزن (يا فيها.. يا أطفيها) *ولكن (كرة البترول) دخلت خط 18 وصفّر الحكم ضربة جزاء وكان حارس المرمى قد طرد بالكرت الأحمر. *وخسر المؤتمر الوطني المباراة .. وغنَّى في سره.. (فاوضني بلا زعل) *لكن زمن المفاوضات انتهى .. ولا عزاء للخزينة العامة.. التي يقول لسانها هذه الأيام (عايزين نشوف كل الغبش واقفين صفوف).