بالمنطق حاول حسَّ بي..!!! صلاح عووضة [email protected] * مسؤول إنقاذي رفيع قال بالأمس: (إذا شعرنا بأن الشعب ملَّ وجودنا فسوف نجري انتخابات مبكرة)... * وما لم يقله المسؤول هذا هو كيف سيشعر هو ورفاقه في السلطة بأن الشعب قد(زهج) منهم؟!.. * فإذا خرج الشعب إلى الشارع للتعبير عن \"قرفه\" هذا ووُجِهَ بالبمبان والهراوات والرصاص.. *وإذا حاول أن يقيم ندوة يوصل عبرها ملله إلى الحاكمين فُضت بالقوة بحجة عدم الحصول على تصديق من الجهات المسؤولة.. * فإذا ما تقدم بطلب لنيل التصديق هذا للجهات المعنية قيل له أن (ظرف!!) البلاد لا يسمح.. * ثم ب (العقل كدا)؛ كيف لا يمل الشعب وجود نفرٍ بعينهم على كراسي السلطة لأكثر من عشرين عاماً ؟!. * فالشعب هذا لديه مثل دارجي شهير يقول: (كترة الطلة تمسِّخ خلق الله).. * أي أن الذين يطلون كثيراً يضحون (مسيخين) حتى ولو كانت طلتهم هذه \"حلوة\" دعك ممن يوصفون أصلاً ب (المساخة!!).. * فإذا ما اقترن بكثرة الطلة هذه \"قبحٌ\" في السياسات فإن الملل يكون (مركباً!!) حتى ليكاد المبتلى بها ان (يطق!!).. * ثم لنفترض أن (المكنكشين!!) هؤلاء شعروا فعلاً بملل الشعب تجاههم وأرادوا أن يجروا انتخابات مبكرة تأتي بوجوه غيرهم... * نقول لنفترض ذلك؛ فما الذي يضمن لل (قرفانين) هؤلاء أن تخلو الانتخابات هذه من (الدغمسة!!)؟!.. * فما من انتخابات تُجرى في ظل عهد شمولي، عسكري،آحادي، قابض يمكن أن تكون نزيهة.. * فإذا كنت غلطاناً أنا - ومتجنّياً - فليعطني المسؤول الانقاذي هذا مثالاً واحداً (بالغلط) لنظام (مكنكشاتي!!) احتكم الى انتخابات نزيهة.. * فليقل لي عندك النظام الليبي في عهد القذافي مثلاً.. * أو النظام المصري في عهد مبارك.. * أو النظام اليمني في عهد صالح.. * أو النظام السوري في عهد (الأسدين).. * أما إذا قال إن نظام الإنقاذ ليس (مكنكشاتياً) فليشرح لعقولنا (القاصرة!!) كيف أن السودان الكبير \"دا\" عجز عن أن يأتي بمثل نافع، أو الجاز، أو كرتي، أو المتعافي، أو مصطفى اسماعيل طوال \"22\" عاماً.. * فأية عبقرية تجسدت في هؤلاء - و(أخوان!!) لهم - فجعلتهم (خالدين فيها ابداً)؟!.. * إنها (الكنكشة) - بدافع من شهوة السلطة - يا سيدي؛ و(سيبنا) من محاولة إيجاد تبريرات (صبيانية) اشتهرت بمثلها الأنظمة المحبة لل (خلود!!) كافة.. * ألم يقل بن صالح في محاولة منه لأن (يأكل بعقول شعبه حلاوة): (الآن فهمتكم ، لا رئاسة مدى الحياة)؟!.. * وألم يقل حسني مبارك في (بلاهة!!) يظنها (فهلوة) : (لم أكن يوما طالب سلطة أو منصب أو جاه)؟!.. * وألم يقل (الشاويش) علي بلسانه ما يُكذِّبه قلبه: (السلطة هذه لا أريدها)؟!.. * وألم يقل (ملك الملوك) القذافي :(أنا لو عندي سلطة كنت لوحت بالاستقالة في وجوهكم)؟!.. * وهؤلاء كلهم لم (يحسَّ!!) واحد منهم بشعبه إلا حين ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. * والمسؤول الانقاذي هذا لن (يحس!!) بشعبه - صادقاً - إلا حين (يحس!!) بزلزلة الأرض من تحت \"عرش\" نظامه.. * لن (يحس!!) ولو ردد كل سوداني - حتى ذلك الحين - كلمات الأغنية الشهيرة القائلة: (كلمني حاول حسَّ بي!!!!). نقلاً عن صحيفة الجريدة