الطريق الثالث عزمي بشارة والحالة عامة! بكري المدني [email protected] للمفكر العربي عزمي بشارة توصيف للحالة العربية يندر ان تجده عند غيره فالرجل خريج مدرسة السياسة الإسرائيلية الداخلية والتى تقوم على مبادئ ديمقراطية سليمة على الرغم من ان سياسة اسرائيل الخارجية تجعل منها (عدو الله) على الأرض وللمفكر بشارة ذلك – وهو العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي – توصيفات للحالة العربية تكاد تجردها من ملابسها تماما وتعرضها على الشارع العام وما من مفكر ومتابع للشأن العربي – في تقديري – افاد الناس في موسم الربيع العربي بقدر الدكتور بشارة فهو يشخص الداء ويصف الدواء ويتابع حتى الحالات الإرتدادية سواء ان كان ذلك على المستوى العربي العام او على مستوي منطقة عربية معينة تعاني اضطرابا ما وانحرافا في الصحة العامة وعزمي الذي فقد ميزة انه مواطن اسرائيلي يعيش اليوم على اساس انه مواطن عربي وهكذا يتم تقديمه للرأي العام ولقد شرح الدكتور الحالة العربية الراهنة بطريقة صدقت فيها الكثير من توقعاته خاصة فيما اختص بتونس ومصر وليبيا واليمن واليوم يمض الدكتور بشارة في تشخيص بقية الحالات وبطريقة مقلقة للأنظمة العربية خاصة تلك التى تقف على صف العلاج فهو – أي عزمي بشارة – لا يصف مسكنات ولا يوصي ببتر بعض الأعضاء وانما يوصي بالقتل الرحيم للنظام السياسي المعني حتى يعيش باقي المجتمع حياته حرا وسليما وان ابى فلا بأس من القتل اللئيم !وتحليلات الدكتور عزمي بشارة تقدم في شكل كبسولات اكاديمية لا تفرق بين نظام ملكي وآخر اميري وثالث جماهيري ورابع جمهوري وخامس عسكري فما دام جوهر النظام الحاكم غير ديمقراطي فأن في ذهابه صالح للجميع ولقد سخر بشارة مؤخرا من انظمة تقوم على بناء سياسي هلامي يتمثل فيما يعرف ب(الحزب الحاكم )ومضى للقول ان في البلدان المتقدمة تكون كل الأحزاب حاكمة حتى المعارضة منها والتى تتبنى المصلحة العليا للبلاد غير ان الواقع غير في العالم العربي فالأحزاب المعارضة تفهم ان دورها اسقاط النظام وان كان في ذلك اسقاط البلاد !اما (الحزب الحاكم) في العالم العربي فهو لا يعدو عند بشارة سوى (حزب للحاكم) !فلا قول ولا سمع ولا بصر لا بل ولا ذوق فالحزب الحاكم هو ( حزب الحاكم ) ولذا رأينا امثلة لسقوط احزاب حاكمة بمجرد سقوط الحاكم ولا ادل على ذلك من حزب الرئيس زين العابدين بن على وحزب حسني مبارك واللجان الشعبية للقذافي وهاهو حزب الرئيس السابق لليمن على عبدالله صالح يكافح من بعده ليكون حزبا حاكما بعد ان كان لسنوات (حزب الحاكم)! ! على الطريق الثالث حيا الله الدكتور عزمي بشارة ونفع المسلمين بعلمه!