الطريق الثالث الصادق المهدي وربيع التغيير بكري المدني [email protected] يبدو انه موسم المذكرات السودانية فبعد مذكرة الإسلاميين والتى جاءت كحجر ثقيل القي على بركة ساكنة فحرك الماء ودفع بالدوائر تكبر في اطراد ومعها الإستفهامات ايضا تكبر هاهي مذكرة من قيادات لحزب الأمة القومي (نشرتها صحيفة الحرة امس ) ترج الأرض رجا وتبدأ في هزهزة كرسي السيد الصادق الصديق عبدالرحمن المهدي رئيس حزب الأمة وامام كيان الإنصار العريض ! ان المناداة الحالية بإقالة السيد الصادق المهدي لم تكن الأولى من نوعها وطبعا لن تكون الأخيرة ولعل اكبر محاولة لذلك هي تلك التي اقدم عليها ابن عمه السيد مبارك عبدالله الفاضل والتى باءت بالفشل وعاد مبارك وحزبه الي قيادة الصادق المهدي ولكن ما يميز المحاولة الحالية كونها (اولا)جاءت مكتوبة ومشفوعة بتوقيعات مجموعة كبيرة من الأنصار حزب الأمة وليس مجرد قيادات يمكن ان تصنف دوافعها في اطار الشخصنة والخلافات الفردية مع السيد الإمام الصادق و(ثانيا) تبدو القضايا المثارة في المذكرة ذات مطالب طالما حدثت عنها قيادات وقواعد حزب الأمة وكيان الأنصار (ثالثا) ضمت المذكرة كل المواقف الناقدة لمواقف رئيس الحزب وامام الكيان تلك التي عليها ما يقارب الإجماع من اهل الحزب وانصار الكيان وكثير من المراقبين للشأن العام والشأن الخاص بحزب الأمة وكيان الأنصار (رابعا) عدم ظهور اسماء من داخل بيت المهدي (حتى الآن) وراء المذكرة مما يبعد عنها شبهة المنافسة التقليدية لآل المهدي حول زعامة الحزب وامامة الأنصار كما حدث بين السيد الصادق والسيد مبارك الفاضل من جهة والدكتور الصادق المهدي والسيد الصادق المهدي من جهة اخرى بشأن حزب الأمة وبين السيد احمد المهدي والسيد الصادق حول امامة الأنصار ويبقى السؤال حول فرص نجاح هذه المذكرة في الإطاحة بالسيد الصادق المهدي من عدمه وفي تقديري انها وان لم تستطع كلية الإطاحة بالإمام فلاشك انها ستحمله – على الأقل - الي تغيير الكثير من مواقفه ومصالحه لأجل الخط العام والقديم لحزب الأمة وكيان الأنصار اضف الي ان العوامل السابقة والتى ساعدت السيد الصادق المهدي في كسب جميع جولاته السابقة ضد خصومه تمثلت في التزامه الصف الصريح للمعارضة ضد الحكومة على عكس موقفه اليوم واذ ينطلق من تلك العوامل خصومه فيما يتبنى السيد الصادق خطا اقرب للمهادنة مع الحكومة وهذا موقف سوف يخصم كثيرا من رصيد المهدي ويضيف الي رصيد اصحاب المذكرة والله اعلم !