الفيتو00 أمر فظيع أم قرار صائب ؟ صلاح يوسف [email protected] أثار الفيتو المزدوج الذي اتخذته روسيا والصين في مجلس الأمن ضد مشروع قرار بشأن ما يحدث في سوريا، ردود فعل متباينة0 ففي حين تراه الولاياتالمتحدةالأمريكية والحلفاء الغربيين أمراً فظيعاً حسب تعبير وزيرة الخارجية الأمريكية، تراه إيران ومن يؤيد أفكارها أو من يتخندق معها بأنه قرار صائب0 وبالنظر لحق الفيتو وهو أداة النقض لمشاريع القرارات التي تقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، والمكفول لخمس دول دائمة العضوية وهي أمريكا وبريطانيا وفرنساوروسيا والصين، نجد أن الفكرة في حد ذاتها تطلق العنان لأي دولة من هذه الدول لتعطيل أي رؤى أو مشاريع قرارات حتى وإن حازت على قبول أربعة عشر دولة من مجموع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر عضوا0ً لذلك تفعل إسرائيل ما تشاء بالفلسطينيين وحتى العرب وهي تضع في بطنها (بطيخة صيفي) بأن حليفتها أمريكا ستنقض غزل أي قوى مضادة لتذهب آمال العالم وطموحاتهم ورؤاهم كفقاقيع على الهواء الطلق0 وعلى ذات النسق تسير أي دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية لمساعدة صديقتها أو حليفتها أو الدولة التي تربطها بها مصالح اقتصادية أو إستراتيجية أو تقارب فكري0 وفور إعلان الفيتو المزدوج علت نبرات الغضب من أغلب دول العالم والجامعة العربية التي لجأت لمجلس الأمن تنشد الفزع، وبالطبع المعارضة السورية على وجه الخصوص0 ولقد بح صوت الفضائيات وفاضت المواقع الاسفيرية بالتعليقات والتحليلات حتى وصلت بالبعض للمناداة بشعارات الربيع العربي ولكن هذه المرة تمت صياغة الشعار ليكون (الشعب يريد إسقاط حق الفيتو) وهو شعار يصلح للتبني بواسطة الدول المستضعفة التي ظلت تتقوقع في دور المتفرج لترصد إن حق الفيتو استخدم منذ تأسيس الأممالمتحدة 120 مرة بواسطة الاتحاد السوفيتي و 87 مرة بواسطة الولاياتالمتحدةالأمريكية و32 مرة بواسطة بريطانيا و 18 مرة بواسطة فرنسا ومرات قليلة بواسطة الصين التي اكتسبت صفة العضوية الدائمة مؤخراً حسب الإحصائية التي أوردها أحد المتابعين، دون أن تملك الدول الصغرى سوى التسليم بحكم القوي على الضعيف0 في أحيان نادرة يفلح أعضاء مجلس الأمن في الحد من لجوء أي واحدة من الدول الخمس لعدم استخدام هذا الحق بإقناعها خلال موازنات ومشاورات الكواليس الخلفية بالامتناع عن التصويت كحل وسطي، ولكن سجل قرارات مجلس الأمن يشير إلى أن مثل هذه الحالات قليلة وتحدث غالباً في القرارات التي يمكن الالتفاف حولها أو تلك التي لا تؤثر كثيراً على مجريات الأمور0 وفي حين يكفي النقض من دولة واحدة جاء هذه المرة من دولتين كأنما هناك تسابقاً وتنافساً لإظهار الود مع الحكومة السورية التي تبرأ منها العرب، وهم أقرب الأقربين، نتيجة لما يرونه من قمع دموي لشعبها الأعزل0 لا أدري ما إذا كانت هناك بارقة أمل لمناصرة المعارضة السورية أم سيظل العالم يتفرج على ما يحدث حتى يقتنع (كبار العيلة) بمجلس الأمن، علماً بأن المطلوب من المجلس لا يرقي لمستوى التدخل الذي تسابقت له ذات الدول في حالة ليبيا وإنما هو حل مرحلي يتمثل في نقل سلطات الرئيس لنائبه بما يشبه الحل في اليمن السعيد لتسهيل إجراء المفاوضات مع المعارضة السورية توطئة لإزاحة نظام الأسد الابن في إطار الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب0 أخشى أن يدفع الفيتو المزدوج عناصر المعارضة السورية لرفع السلاح وأخذ حقها بيدها وعندها ستراق دماء أكثر من التي روت التراب السوري حتى الآن0