حديث المدينة كرة الثلج.. تتدحرج..!! عثمان ميرغني لا تزال القضية الداوية تتدحرج .. أمس أصدر السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قراراً قوياً قطع به كل الطرق المؤدية إلى روما للتساهل في أموال الشعب السوداني.. أطاح بمجلس إدارة شركة السودان للأقطان.. وما أدراك ما مجلس الإدارة الذي يترأسه السيد عباس الترابي (راجعوا وثائق \"التيارليكس\" وفتشوا عن اسمه في شركات محيي الدين).. مجلس الإدارة مصمم هندسياً ليمرر أجندة إدارة الشركة.. رئيسه عباس الترابي أحد أهم الحلقات المرتبة بالمدير العام عابدين محمد علي ورفيقه محيي الدين.. وظل في موقعه لقرابة العشرين عاماً,. مهمته الأصيلة. أن يحمي ظهر أبطال ملفات الفساد في الأقطان. مجلس الإدارة هذا.. من فرط عزمه على وقف تحريك القضية واستعادة التحكم في ملف شركة الأقطان.. استجاب لترشيح وزير الزرعة د. عبد الحليم المتعافي وكلف الأستاذ أحمد آدم سالم بمهام المدير العام.. وكتبت في ذلك يوم الخميس الماضي في عمود (حديث المدينة) وقلت: إن تعيين المتعافي لصديقه في هذا المنصب في هذا التوقيت لا يعني أكثر من تأكيد العزم على إطفاء قضية الأقطان بأقل الخسائر.. وقف المحاسبة الشاملة التي تجري في ملف شركة الأقطان .. وهاهو الآن قرار السيد رئيس الجمهورية يضع النقاط فوق الحروف ويبطل قرار تكليف أحمد آدم سالم.. ويعين مديراً عاماً جديداً هو السيد عثمان سلمان.. بكل يقين قطع قرار الرئيس قول كل خطيب.. وأثبت أن عزم الرئيس البشير على فتح هذا الملف على مصراعيه. لم يكن استهلاكاً سياسياً بل تصميماً على دحر وتفكيك أحد أكبر أركان الفساد في البلاد. الشركة الأكبر التي تتولى أضخم عمليات الإسناد للزراعة في السودان.. بأفسد ما تيسر..!! بالله عليكم. هل أدركتم الآن لماذا كانت الزراعة دائماً في السودان خسارة في خسارة لا يربح منها السودان إلا جيوش المزراعين الذين يدخلون السجون كل عام.. غير الآلاف الذين تقتلهم الحسرة.. هل عرفتم الآن لماذا انهار مشروع الجزيرة ونهبت ممتلكاته وفككت خطوط السكك الحديدية فيه وبيعت المخازن والمنشآت في الجزيرة وفي بورتسودان.. ولم يبق من المشروع إلا الأطلال وحسرة السيرة القديمة لمشروع كان السودان كله يعتمد على صادراته من الأقطان.. قرارات الرئيس تبعث الأمل في نفوس كل السودانيين أن الحرب على الفساد لم تعد مجرد شعار ينتظر بركات (آلية أبوقناية).. بل ربما يعني عملياً أن الآلية تجاوزها الفعل والعمل ولم يعد من فائدة لها. طالما أن القانون وألياته المتاحة العادية كافية تماماً لدحر الفساد ما توفرت له الإرادة السياسية والعزم.. وقبلها النية. مطلوب ضخ مزيد من التفاؤل.. نستطيع أن نبدل الصورة القاتمة عن فساد كاسح يجتاح الدولة لصورة وطن موفور العافية قادر وراغب في دحر الفساد .. أجلنا اليوم نشر بقية وثائق فساد شركة الأقطان لانشغالنا بمتابعة التطورات المثيرة فيه.. ونواصل من يوم غد.. في (التيار ليكس) نشر بقية الوثائق.. التيار