حديث المدينة مد لسانك.. على قدر لحافك.!! عثمان ميرغني كرم الله عباس والي ولاية القضارف.. دخل في مواجهة حادة مع المركز.. صرخ علناً يبث شكواه من شحّ ما يصله من دعم مركزي.. لكن الرئيس البشير نصحه –أيضاً علناً – أن يبتعد عن الإعلام في حواره مع المركز.. قبل يومين، وفي القضارف عاد كرم الله ليبث مزيداً من الشكوى مصحوبة بتلميحات متحدية.. فقال: إنه سيخفض الإنفاق على المؤسسات الأمنية والشرطية والدفاعية في القضارف ويحول مخصصاتها إلى بنود خدمية أخرى.. كرم الله، قد يقع في نهاية الأمر تحت طائلة الإجراءات المركزية العقابية التي قد تلحقه برفيقه د. عبد الحميد كاشا.. والي جنوب دارفور المقال.. وهو أمر ألمح إليه الرئيس البشير قبل عدة أيام في حواره مع زميلنا الطاهر حسن التوم.. حيث ربط رضاء المركز عن الولايات برضاهم بالإذعان لبيت الطاعة. وفي تقديري أن (من لا يملك إيراداته.. لا يملك إرادته).. المناطحة بالكلمات ليست مجدية.. الأجدر أن يدرك الوالي كرم الله أن القوة في قوة الاعتماد على الذات.. ولحسن حظ كرم الله أن الله أكرمه بأكثر الولايات قدرة على الخروج عن (كفالة) المركز.. كتبت قبل سنوات عديدة عن ولاية القضارف ووصفتها بأنها (كاليفورنيا) السودان.. إن أحسن أهاليها ادارة مواردها.. فهي ولاية ناهدة بالخيرات.. أول ثروتها قوة النسيج الاجتماعي التعددي في تركيبة أهلها.. ثم مواردها وعلى رأسها الزراعة والثروة الحيوانية.. ثم الموارد الطبيعية الأخرى مثل الذهب.. ولديها قدرة على تجارة الحدود مع دولتين ذواتي سوق واعد.. كما أنها ولاية قريبة من منافذ التصدير والاستيراد .. في ساحل البحر الأحمر.. ثم أن المسافة بينها وأكبر أسواق الاستهلاك في السودان.. العاصمة الخرطوم ليست بعيدة.. باختصار هي في أفضل وضع يجعلها الولاية الأجدر بأن تعول الخرطوم لا العكس.. حسناً.. بدلاً من مناطحة المركز بالكلمات.. لماذا لا يبتدر الوالي كرم الله مناطحة بالثروات.. الفكرة سهلة وبسيطة.. يفتح الولاية على مصراعيها للاستثمار الوطني والأجنبي.. يرخي الحبل حتى النهاية.. يوفر أفضل بيئة استثمار.. لا جبايات ولا رسوم .. وحوافز جاذبة نافعة.. بل وبكل قوة يغري المستثمرين من كل أنحاء السودان وخارجه أن يتركوا الخرطوم ويهربوا إلى القضارف. يفتح آفاق الاستثمار في كل شيء.. من البنيات التحتية الأساسية إلى الخدمات والإنتاج الزراعي والصناعي والسياحي.. ويجعل من ولاية القضارف أرضاً محررة.. من البيروقراطية والخمول الحكومي. ولكي يحقق هذا الجذب ويروج له.. يبدأ بتحرير إعلامه الرسمي.. أولاً يمدد إرساله لبقية أنحاء السودان.. إذاعة القضارف تبث عبر موجة (إف إم) في الخرطوم ومدن السودان الرئيسية.. لتخاطب أصحاب الأعمال أينما وجدوا.. وفضائية خاصة بالقضارف متحررة من خمول الإعلام الحكومي.. تتبرج أمام المستثمرين وتقول: (هيت لك).. ويعلن أن الأرض مجاناً (وفوقها بوسة) في القضارف لكل من يرغب في الاستثمار.. مهما كان المشروع صغيراً أو كبيراً.. صاحب المشروع يتسلم أرضه في اليوم التالي.. والذي يستثمر مليون جنيه في القضارف سيستقبله المعتمد في باب المدينة.. ومن يستثمر مليون دولار يستقبله الوالي شخصياً.. أخي كرم الله.. سارع وأعلن القضارف ولاية محررة من (الكفالة) المركزية.. ذلك أفضل وأبرك وأطول (لسان).. التيار