إليكم الطاهر ساتي [email protected] الزغاريد لزوما شنو ..؟؟ ** أول البارحة، ببرج وزارة العدل، زغردوا ثم وزعوا الحلوى عقب انتهاء المؤتمر الصحفي لوزير العدل..وزير العدل لم يقل في مؤتمره : (المستشار مدحت عبد القادر، مدير الإدارة القانونية بولائية، برئ من التهم التي نشرتها الصحف، إذ لايمتلك شركات خاصة ولا يستغل نفوذه بحيث يشتري مواد الوزارة من متجره الخاص، فليواصل عمله)، لم يقل وزير العدل هكذا..بل قال بكل وضوح : ( أثبتت لجنة التحقيق القضائية بأن للمستشار مدحت عبد القادر شركات خاصة، وكذلك يمتلك مجمع زمزم التجاري الذي تعامل مع وزارة العدل تجاريا عندما كان المستشار مدحت عبد القادر ذاته مديرا للشؤون الإدارية والمالية بوزارة العدل ذاتها، ولذلك أوقفناه عن العمل وأحلناه الى لجنة محاسبة)، هكذا قال وزير العدل..ومع ذلك، أي رغم ثبوت المخالفات غير القانونية ورغم احالة المستشار القانوني المخالف للقانون الي لجنة محاسبة، انطلقت الزغاريد في ردهات برج وزارة العدل وتم توزيع الحلوى للحاضرين..بل تبرع أحدهم بذبح عجل بهذه المناسبة التي تبدوا - لناظريه وعقله - سعيدة..وليس في الأمر عجب ..!! ** نعم لقد تبدلت - وتبلدت - أحاسيس البعض كثيرا، ولم تعد مشاعرهم هي ذات مشاعر الأسوياء ، وكذلك الأخلاق والقيم والمفاهيم والضمائر، إذا كل تلك الأشياء عندهم لم تعد هي ذات الأشياء التي عند الأسوياء..ولذلك، ليس لم يدهشني أن يحدث ما يحدث، إذ سادة الزمان هم أمثال هؤلاء الذين يسعدهم أن يوجه الاتهام لرفيقهم، ثم يفرحهم أن يتم ايقافه عن العمل، ويبهجم أن يتم احالته الى لجنة محاسبة.. هؤلاء القصار- وعيا وإدراكا وفهما- يذكروني بطرفة الهمباتي الذي جاء بمحامي ليترافع عنه في قضية نهب مسلح، فترافع جلسة تلو الأخرى حتى حكمت المحكمة على موكله بالاعدام شنقا حتى الموت، فظهرت على وجه المحامي علامات الفرح ، فصاح فيه موكله ( ياخ القاضي يحكم علي بالاعدام، وانت فرحان؟)، فرد أفوكاتو بمنتهى الثقة : ( على الطلاق لو ما أنا محاميك كان قطعك حتة حتة )..وهكذا تقريبا حال عقول اللائي يزغردن في برج العدل ، وكذلك أخلاق الذين يوزعون الحلوى في ردهاته..إذ لايعلمون - و لايشعرون – فداحرة أن يرتكب أحد كبار حماة القانون مثل تلك الكبائر الموثقة في تقرير لجنة التحقيق، تأسيسا للشركات الخاصة كانت أو إستغلالا للنفوذ؟.. نعم، ربما أسعدهم تقريرا يؤكد بأن رفيقهم من فئة (حاميها حراميها)، ولذلك وزعوا الحلوى، وتلك ربما أسعدهن تقريرا يفيد بأن رفيقهن من فئة (رب البيت بالدف ضارب)، ولذلك زغردن..غايتو سبحان الله، لعمري ما سمعت بقانوني انتهك القانون وأحيل الى لجنة محاسبة وفرح له رفاقه ورفيقاته - لدرجة توزيع الحلوى والزغاريد - إلا ضحى أول البارحة ..انه زمان الاحتفاء بالفساد والمفسدين، وليس في الأمر عجب ..!! ** وبالمناسبة، أي بمناسبة الحلوى والزغاريد ، هذا ماحدث أيضا بمستشفى بحري قبل أسبوع ونيف..إذ وزع البعض الحلوى وكذلك وزع البعض الاخر الزغاريد يوم قالت لجنة التحقيق بالنص ( لم يكن بقسم حوادث المستشفى أوكسجينا في تلك الليلة التى مات فيها ثلاثة مواطنين، أحدهم كان بحاجة الى أوكسجين)..ربما أسعدهم هذا التقرير الذي يوضح بؤس حال ادارة مرفقهم الصحي، ولذلك أبت أنفسهم الغريبة إلا أن تستقبل مديرهم بالحلوى والزغاريد..وليس في الأمر عجب،(تعيش كتير تشوف كتير)، أوهكذا كانت تعبر جدتي عن دهشتها ..ولاتنسوا أيضا تصفيق نواب البرلمان لوزير المالية يوم اجازة الميزانية التي زادت أسعار السلع، إذ كان - ولايزال وسيظل - ذاك التصفيق البرلماني أشهر وأغرب (تصفيق أشتر) في تاريخ الأيدي البشرية والتعابير الإنسانية، ويجب أن يوثق في موسوعة غينيس مع زغاريد رفيقات المستشار مدحت وحلوى رفقاء مدير مستشفى بحرى ..على كل حال، فليتواصل التعبير عن الفرح والسعادة بالزغاريد والحلوى والتصفيق في كل المناسبات الرسمية المأساوية التي تكشف لجان التحقيق فسادها ومفسديها، وعلى عامة الناس البحث عن وسائل تعبير أخرى لأفراحها ومناسباتها السعيدة، إذ مراكز القوى الفاسدة جردت وسائل وعلامات الفرح المعروفة من معانيها..!! ............... نقلا عن السوداني