منصات حرة تهريب التاريخ كارثة ..(2) نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] ياترى كم من الآثار والتحف والمقتنيات والتماثيل تم تهريبها خارج البلاد دون أن تضبط ودون حتى أدنى علم بها ، فهذه الآثار هى ثروة قومية قيمتها معنوية للأجيال القادمة حتى لا يندثر هذا التاريخ العريق ولكنى أجد أن هذا التجاهل الرسمى لمسألة السياحة والثقافة والتاريخ فى هذه البلاد له خلفية أيدلوجية تقف ضد هذا التاريخ الذى تعتبره تاريخ غير مشرف لهذه البلاد ..فحضارة كوش لمن لا يعرفها تمتد من وادى حلفا شمالأ وحتى سوبا جنوبا منذ عشرة ألف سنة ،وأسس الكوشيون أقوى إمبراطورية فى العالم عام 730 قبل الميلاد وبدأ مجد كوش عندما قام الملك النوبى بعانخى بتوسيع الإمبراطورية الكوشية لتمتد من كوشا فى الولاية الشمالية إلى جنوب تركيا مرورا بمصر والاردن وفلسطين وسوريا ولبنان..وخاض بعانخى وتهراقا وبقية ملوك النوبة حرباً ضروس ضد الفرس والأشوريين والرومان لتامين إمبراطوريتهم ..وفى شمال وادى حلفا توجد منطقة ( خور موسى ) حيث يعتقد أن النبى موسى قدم من هناك ..ويعود تاريخ النوبة للعصر الحجرى فى عصر ماقبل التاريخ ، ففى منطقة الخرطوم الحالية ومنطقة الشخيناب شمال الخرطوم وجدت آثار لجنس أفريقى ممزوج بين الأفريقى والآسيوى ويختلف عن أي جنس أفريقى موجود إتفق المؤرخون فى وصفهم لهم على إنهم سمر يتميزون بشعورهم الطويلة ووجدت ايضا آثار ترجع للعصر الحجرى من الفخار والخزف وإعتنق الكوشيين ديانات كثيرة حيث عبدوا الآلهه المصرية القديمة ..وعبدوا الإله ( امبيدماك)..وكان رجل برأس أسد وعبدوا الإله (حورس )..وإعتنقوا المسيحية ..وإعتنقوا الإسلام ..كل هذا تاريخ علينا ان نعتز به ..وهذه التماثيل التى ضبطت بحوزة المهربيين هى آلهه كوشية قديمة فى هيئة رجل برأس اسد وهو الإله امبيدماك ورجل برأس كبش وهو الإله ( آمون رع )..فهذا التاريخ ملك لكل السودانيين وملك للإنسانية ..فلماذا هذا الإهمال وعدم الإهتمام بإرثنا الحضارى ، هناك دول يعتمد إقتصادها فى الأساس على السياحة لما تزخر به هذه الدول من تاريخ ووجد هذا التاريخ الرعاية الكافية والمطلوبة من الدولة ولكن دائما نحن ننسى أو نتجاهل عن عمد حقيقتنا وثروتنا الحقيقية فنهرول خلف السراب فنجنى السراب وثروتنا فى التراب .. مع ودى .. جريدة الجريدة