شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالفيديو.. بشريات عودة الحياة لطبيعتها في أم درمان.. افتتاح مسجد جديد بأحد أحياء أم در العريقة والمئات من المواطنين يصلون فيه صلاة الجمعة    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنصرية.. محل الرهيفة تنقده . (2)اا
نشر في الراكوبة يوم 20 - 02 - 2012


العنصرية.. محل الرهيفة تنقده . (2)
شوقي بدري
[email protected]
انا لا اقصد التشهير بالناس . و لكن هنالك مصيبة في السودان اسمها العنصرية و الشوفينية . اذا لم نواجهها بصراحة و بقوة سيتفتت السودان و سيموت الملايين كما يحث الآن . هل انا شوقي بدري خالي من العنصرية و الشوفينية ؟! طبعاً لا . فكما قلت و كتبت قديماً ، ان الشوفينية و العنصرية نكتسبها مع لبن الأم و يفرضها علينا المجتمع الذي نعيش فيه . و لقد لمت نفسي قبل الآخرين . و ما موجود الآن في سودانيز اونلاين المسكوت عنه صفحة شوقي بدري ، فلقد ذكرت أنني في لحظة ضعف ، احتقرت فيه و لا أزال احتقر نفسي ، قولي للدكتور كمال عبد القادر في براغ ( انت الزيك دا في السودان بقطف البلاعات ) . فنحن يمكن ان نتصرف بمعقولية و بأدب . و لكن في لحظات الغضب نخرج ما بدواخلنا . و تظهر الرواسب التي كسبناها من المجتمع . و هذا يعني المحيط ، الحي ، المدرسة ... الخ .
كمال عبد القادر كان مبعوثاً من وزارة المالية . و قام بأستفزازنا في هوتيل انترناشونال في براغ و أفتخر بوظيفته و ماله و انه يستطيع ان يشتري اي انسان . و لكن هذا لا يعفيني انا من جريمة العنصرية و الشوفينية .
أوردت كذلك ، و موجود في موضوع الفلاتة و المصريين ، أو موضوع الهجوم على الهوسا . أنني عندما كنت في الثانية عشر من عمري ، في حي السردارية بامدرمان . قامت طفلة في السابعة من عمرها بضرب اخي بابكر العميد الذي كان في الرابعة من عمره ، ضرباً شديداً . فانتهرتها قائلاً : ( يا فلاتية ) . و قالت لي : ( الفليتة ووجع الق..... ) . و حسناً فعلت . و هذه الفتاة كانت أحد الأطفال الذين يسكنون في حوش ضخم جداً تعمل فيه النساء من غرب افريقيا في نظافة الصمغ . لقد أوردت هذه الأمثال لكي نراجع انفسنا و نحاسبها و نقهرها . فمن المؤكد انني لم استقى هذه الافكار من والدي ، الذي عاش ثلاثين سنة في الجنوب و كان يعتبر نفسه احد الدينكا ، و يحمل اسم ماريل. و تعلم لغتهم و اجادها لدرجة انه كان يدرسها في كلية غردون . و هو الذي وضع قواعدها و بدأ بكتابتها بالحروف اللاتينية . و والدتي رحمة الله عليها نشأت هي و اخواتها في جبال النوبة . و هم دناقلة . أحبوا النوبة و احترموهم . و لكن التأثير يأتي ممن هم حولك .
الخالات في الحي و الكبار كنّا نسمعهم يقولون لنا او للاخرين . و حتى الباعة في السوق عندما لا يقبل انسان . يقولون له : ( حر ، و ود عرب . على كيفك ) .
الرجل الجنتلمان محمد يس سائق القندران ، قضيت معه اجازة و انا في الثالث عشر من عمري على ظهر القندران في اعالي النيل . عندما يطلب مني الحضور للأكل أو عمل شئ و أرفض كان يقول لي : ( حر و ود عرب ) . ومحمد يس الذي تأثرت به و أحترمه جداً كان دنقلاوياً ، و رطاني و يحمل شلوخ الدناقلة .
شقيقتي الهام بدري المحاضر و زوجها المحاضر في الاحفاد كذلك ، حكت ان صديقهم الطبيب في بريطانيا الذي كانوا في زيارته . طلب بواسطة جهاز البيدجر . و تكرر الأمر عدة مرات . و عندما جلس ليأكل معهم ، رن الجهاز مرة اخرى . فقال مستاءاً : ( و الله شغلة دكتور في بريطانيا دي ، ما شغلة اولاد عرب ) .
في سنة 1984 تعرفت في مكتب الاستاذ غازي سليمان بدلال اسمه ابو شوك . و هو مشلخ . اخذني لأنني كنت ابحث عن مكتب . و عندما كان ميدان المحطة الوسطى ( مركدن ) بالبوليس و الجيش توقفت مثل الاخرين . فناداني ابو شوك قائلاً( يلا ). فقلت ليه ( الكنترول ) . فقال لي ( كنترول لينا نحن ) و اشار الى شلوخة . ( كنترول للعواليق ديل ) . و اشار الى من كان يقف في الصفوف و هم بملامح من ليس من وسط السودان . و بالرغم من أن الجنود كانوا من المناطق المهمشة فلم يعترض اي انسان . و فارقت الدلال في ذلك المكان و لم ارجع له بعدها .
أحد ابناء عمومتنا في تلك الايام ، سأله احد رجال البوليس و يحمل ملامح اهل الجنوب . ( جنسك شنو ؟ ) . قال ابن عمومتنا باستخفاف ( جنسي ... ود عرب ) . هذه المشاكل لم تنتهي الى الآن . لا تزال متواجدة اليوم و غداً . سيدتان في الخرطوم . تربطهما الجيرة و عقود من الصداقة . حتى صرن كالشقيقات . كبر الأطفال و ذهب ابن احداهن الى الاراضي الجديدة كما درسونا قديماً . و هو مهذب و بار بأهله و منتج و نشط . و كان هنالك مشروع زواج الشاب من بنت جيرانه التي تعلقت به . و هو يكبرها قليلاً و قد تربى على يد امها . و لكن الأم راسها و لا ألف سيف . رفضت حتى فكرة مناقشة الزواج . و السبب أن الشاب الجعلي يحمل دماء اهل جنوب السودان من جهة جدته . هذا الشاب ابن خالة ابنائي . يشار اليه دائماً بود الرضى . في السنة الماضية ارسل تذكرة لأحد ابنائي عندما اكمل الثامن عشر و بره بأجازة جيدة و حضر محملاً بالهدايا .
نعم لقد كانت تحصل اشياء بشعة في الماضي . عمي موسى بدري الطيار ، و الذي هو أول طيار سوداني اشهر مسدسه في حفل عرس في امدرمان و قام بأختيار بعض الشباب و طردهم من الحفل . ( انت ... و انت و انت ... و انت ... ) . و لم يختار الذين حالقين صلعة أو لابسين قمصان ملونة . بل أولاد الزرقاء . و كما كتبت من قبل فعندما اشادت ابنته الدكتورة عزيزة بدري بأبيها في براغ ، ذكرتها بأن والدها قد اخرج اولاد الناس بالمسدس . و هذا شئ لا يمكن ان يغتفر .
الاخ حسين خضر رحمة الله ( ود الحاوي ) ، لازمني لأطول مدة في حياتي . لدرجة أنني كنت افهمه و يفهمني بدون ان نتحدث . قبل بضع سنوات اتى بفيديو رائع لزواج ابنة اخته . كان شقيقه الموسيقار عبد اللطيف خضر حاضراً . و أمتلأ الحفل بالفنانين . و بعد مطالعة الفيديو خطرت ببالي خاطرة ، فقلت له : ( ياخي الفلم دا في امدرمان . في ألف و لا الفين زول في الحفلة دي .. مافي زول ازرق في الحفلة دي ؟؟ ) . فلم يرد . و عندما رددت كلامي قال لي غاضباً : ( ياخي العبيد ديل نحن ما بنعرفهم و مافي حاجة بلمنا معاهم ). فقلت له ياخي البين فريق الرباطاب و العباسية شارع العرضة . معقول مافي زول فيكم صاحب ليه واحد من ناس العباسية ديل . فردد كلامه غاضباً . و بما أنني كنت قد سمعت من الآخرين بأن لصديقي حسين آراء غير جميلة عن الجنوب و الجنوبيين إلّا انه لا يذكرها امامي . فلقت تأكد لي ما كنت اسمع . و انتهت علاقتنا . و له الشكر على كل السنين الماضية . هذه اشياء ليست فيها مساومة .
عشرات السنين التي قضيناها في اوربا ، تعرضنا فيها بأشياء غير مصدقة . من تفرقة و عنصرية و معارك . و ليس في جسمي موضع إلّا فيه طعنة أو قطعة أو ضربة . أبنتي الكبيرة سابينا عندما كانت طفلة أتت تبكي لأن اطفال الجيران قد طلب منهم أهلهم ان لا يلعبوا مع البنت الزنجية بالرغم من ان والدتها سويدية . فكنت في حالة اقرب الى البكاء . فأنتقلنا من المنطقة . و عندما كانت في التاسعة من عمرها كانت تتدرب على الغناء مع فصلها في المدرسة . و في احد الايام كان المفروض ان يقدموا اغنية لمبنى تابع للكنيسة . فقام القسيس بأخراجها خارج المبنى و قفل الباب . و كان هذا في الشتاء . صارت تبكي و تمشي إلى ان وصلت منزلها الذي لم تكن متأكدة منه .
فأنا اعرف العنصرية و اعيشها كل يوم . ابني هيرمان و هو في السابعة عشر من عمره ، ذهب لزيارة جدته السويدية . في مدينة في الشاطئ الشرقي . و بدون مناسبة هجم عليه بعض الشباب و اوسعوه ضربا و ركلوه و حطموا اسنانه . هل نحن في السودان نعامل المرأة بدون شوفينية و بدون تفرقة ؟. طبعاً لأ . هل انا شوقي بدري اعامل المرأة بطريقة مساوية للرجل ؟ و الجواب لأ . فلقد اتينا لأوربا و نحن مشحونين بأن المرأة هي جائزة يفوز بها الرجل . و عشنا هذه الفكرة بعمق و بقوة . و أخطأنا في حق نساء ارتبطن بنا . و اعطيننا قلوبهن و عاملننا معاملة جميلة . و لم نكرمهن ، لأن تربيتنا لا تسمح لنا حتى بأن نبوح لهم بمشاعرنا . إنها التربية .
نحن السودانيون لا نعطى شقيقاتنا نفس الحقوق التي نبيحها لنفسنا . أذكر أننا في الصيف في مقابلة وزيرة الخارجية السويدية في استوكهولم ، قدمنا برنامج الجبهة السودانية للتغير . قلنا اننا نريد ان نعطي فرصة للشباب و المرأة في الجبهة . فأشادت الوزيرة بهذا الجهد خاصة بموضوع المرأة و تحدثت عن اضطهاد المرأة في بعض الدول . و بالغت في وصف الحالة المذرية للنساء في العالم الثالث . الى ان استوقفتها الاستاذة فريده شورى قائلة ( هذا حقيقى . و لكن نحن النساء النوبيات لنا وضع مميز في مجتمعاتنا ) .
المجتمع النوبي يعطي المرأة حقوق كبيرة جداً . و لكن لسوء الحظ ان العرب و ليس الاسلام و خاصة الاتراك و العرب يعاملون المرأة كشئ متدنئ و لا قيمة له في بعض الاحيان . قبل اربعة ايام قام احدهم بقتل طليقتة في الطريق العام وسط المدنية امام ابنتيهما . و هذه الجرائم تحدث كثيراً في مجتمعاتنا .
انا احمل الكثير من هذه الرواسب ، و ككل السودانيين احب ان اساعد في تحرير المرأة . و أن اعطيها نفس الحقوق التي لي . و لكني أفشل في بعض الاحيان لأنها التربية .
أبني الطيب الذي يقارب طوله المترين و هو في التاسعة عشر و وسيم يعمل مع زوج خالته في مطعم . في ايام نهاية الاسبوع . و عندما سألته اذا كان هنالك اي مشاكل في العمل كان يقول بأن الجميع لطفاء معه . و لكن بعض السويديات لا يكتفين بالكلام و التعليق بل يطالونه بيدهم . و انه يبعد يدهن و يقول لهم بكل ادب و تهذيب (ان بأمكانكن ان يتكلمن و ان يعلقن و لكن لا يحق لكن ان يمن يدكن فهذه اساءة) . و له الحق . و لكن انا الذي اتيت من العباسية امدرمان لن اعطي اي بنت فرصة لكي تمد يدها . فنحن قد اتينا لكي نفوز بهذه الجوائز . و نحسب هذا حق طبيعي ، فنحن نتاج المجتمع الذكوري الذي اتينا منه . و لهذا لا نعامل المرأة بدون شوفينية . ولكن مع التعليم ستتغير الأمور . فتربيتنا لا تحترف بالصداقة البريئة بين الرجل و المرأة . و الآن في السويد في كل عربة شرطة تجد اثنان احدهما امرأة و قد تكون هي الرئيسة .
اقتباس :
العنصريه .... محل الرهيفه تنقده .
هذا الموضوع نشر قبل عشر سنوات تحت عنوان
المسكوت عنه في شأن العنصرية في السودان ..
( 2 )
عندما حضر السويدي داق همرشولد سكرتير الامم المتحده و الذي قتل في الكنقو في بدايه الستينات الي السودان في الخمسينات اعجب بالسودان و اهل السودان و الانضباط و العمل المتقن و مشروع الجزيره و السكه حديد و الخطوط الجويه السودانيه و المستشفيات المجانيه و المدارس و التعليم . و قال ان السودانيين هم القاطره التي ستدفع بتقدم افريقيا .
و في التسعينات قال كارل بيلد رئيس وزراء السويد السابق ان السويد كان متخلفا جدا و ان المرتبات في الخمسينات و الستينات كانت اقل من دول كثيره و ذكر السودان كاحد تلك الدول .
عندما ذكر صديقي عبدالوهاب عثمان ان نظام الاجور في حكومة الانقاذ لا غبار عليه ، رددت عليه بموضوع قلت فيه ان الطالب كان عندما يكمل الدراسه الوسطي يمكن ان يلتحق باحد المدارس الصناعيه كمدرسة الصنايع في عطبره و من خريجيها الشفيع و قاسم امين و رجال في قامة الشخصيه العالميه و سكرتير اتحاد النقابات العالمي ابراهيم زكريا . او مدرسة البريد و البرق و من خريجيها الصحفي الكبير عبدالرحمن مختار او مدرسة التجاره و المحاسبه و من خريجيها كمحاسب الامير صديق منزول . و يعين الخريج قبل ان يصل الثامنه عشر من عمره بمبلغ عشرين جنيه و خمسه و اربعين قرش في الدرجه الرابعه .
و كان المنزل في امدرمان المكون من ثلاثه غرف يستأجر بسته او سبعه جنيهات . و هذا المرتب يمثل اكثر من 2000 رغيفا . و كيلو اللحم يساوي 14 قرش و رطل الحليب يساوي قرشين و رطل السكر اربعه قروش و رطل الزيت سته قروش.
هذا الشاب الذي كان من العاده يسكن عند اهله و لا يستطيع ان يصرف اكثر من نصف مرتبه يصل مرتبه بعد عشره سنوات الي ثلاثين جنيه . و يكون قد وفر 500 جنيه و هي تكفي لبناء منزل لان الاراضي عندما قسمت في الثوره كانت بي 30 جنيه . و هذا المرتب يساوي مائه دولار و التعليم و العلاج مجانيا و يساويان 25 في المائه من ميزانية الدوله .
في سنة 1958 انتقل المهندس يونسون من النرويج الي السويد لان شركة بناء السفن في مالمو اعطته راتبا يساوي 975 كرون و هذا راتب اعلي من راتبه في النرويج . و كان قد مر علي تخرجه فترة 12 عام و له بنتين احداهم صارت زوجتي الاولي . ذلك المرتب العالي كان يساوي 60 جنيه سوداني . و العامل في لندن يعمل بي 12 جنيه في الاسبوع .
المهندس في الخمسينات في السودان بعد عشره سنوات من العمل كان مرتبه يصل المائه جنيه سوداني و يكون له مسكن مجاني و سياره و مخصصات و بترول . اعلي مرتب كان مرتب محافظ الجزيره و من اول المحافظين السودانيين مكي عباس و المرتب 485 جنيه زائد منزل ضخم و سياره و مخصصات و سائق .و علي هذا المستوي مدير عام السكه حديد و يقل عن هؤلاء قليلا محافظ البحر الاحمر و رئيس القضاء و كان لقضاة المديريه وضع مادي خير من الوزراء .
و لم يزد مرتب الازهري عن 150 جنيه بدون مخصصات لانه في الديمقراطيه منصب رئيس الوزراء منصب غير دائم يتغير صاحبه باستمرار و هو لا يتعامل مع مال و لا يصدر احكام كالقاضي .
انا اورد كل هذه المعلومات لكي اقول كنا ملئ السمع و البصر و لنا احسن اقتصاد و احسن بلد ، لماذا وصلنا الي هذا الدرك ؟ . انها الحرب الاهليه . ما هو سبب الحرب الاهليه ؟ . عنجهية الشماليين و شوفينيتهم و سياستهم الخاطئه . و اصرار البعض علي انهم عرب و لهم حق الاهي لامتطاء ظهور الاخرين .
لمئات السنين كنا نطعم اهل الحجاز و كان ملك سنار يرسل الغلال و الجمال و الخراف و السمن و العسل لاهل الحجاز . و الي الاربعينات كانت الزوايا و الجوامع تجمع الصدقات و الزكاة لاهل الحجاز . بل لقد كانوا يجمعون الفلوس بالملاليم من كل مدن السودان لتصير الاف مؤلفه لكي لا يجوع اخوتهم في الحجاز . اللسته المرفقه اعلاه تشمل اسم الخواجه هنري جيد و كثير من اهلنا المسيحيين كانوا يتبرعون لاهل الحجاز .
انا لا احمل اي حقد او كراهيه للعرب و اصدقائي الذين اقابلهم يوميا عرب . و لكن اقابلهم من منطلق اني افريقي من شمال السودان الذي يتكلم اللغه العربيه. و ليس عندي مركب نقص لكي ادعي العروبه او انني عربي . و لكن اتعامل مع العرب علي قدم المساواة . و عندما يزودوها حبه اوقفهم بدون تردد . و اطالب باحترام سودانيتي و افريقيتي و لكن لسوء الحظ اغلبية العرب يحتقرون الافارقه و السود ، و هذه حقيقه لا يتناطح عليها عنزان .
في امدرمان و في حي السيرداريه سكنا كالجيران مباشرين مع اسرة فضل المولي التوم و هم من اروع الاسر السودانيه المشهود لها بالاخلاق و الادب ، و عثمان فضل المولي التوم كان في عمرنا و جعفر اكبر منا و محمد كان لواءا في الجيش . و لا ازال اذكر والدتهم التي توفيت في 1964 و كيف امتلأ منزلهم بالمعزين . و منزلهم ضخم بني في الاربعينات في شكل قصر باعمده بيضاء جميله و حديقه و صالون لا يقل طوله عن ثمانية عشر متر و مغطي سقفه من الداخل باخشاب جميله. و مبني بالطوب السدايه و هو الطوب المختار الذي يكون في واجهة الكمينه .
عندما كانت اسرة فضل المولي التوم تعيش في عظمه و عز كان بعض شيوخ الخليج يعيشون علي الفتات . و في نهاية التسعينات ظهر الدكتور عماد محمد فضل المولي التوم كطبيب في جامعة لوند في السويد ليتخصص . و والدته من اسرة الفوال في الخرطوم بحري و هذه اسره كذلك محترمه في السودان و عماد شاب وسيم متعلم لا ينقصه اي شئ .
الدكتور عماد كان مصحوبا بزوجته من الخليج و كانت تربطه صداقه مع شقيقي العميد في السودان و الذي يسكن في السويد الان . عماد كان لا يأخذ اي انسان الي منزله لان زوجته تخفي عن العالم انها متزوجه بسوداني و هي كذلك طبيبه .
و اذكر ان احد زملائه الاطباء حاول الاتصال به تلفونيا و لم يتمكن عن طريق الموبايل و عندما اقترح التلفون العادي كان الرد ( هو ما برفع التلفون العادي ، مرتو حامياهو ، خايفه يكونوا ديل اهلها ) .
الاخ عبدالرحمن قيلي و الرحمه علي روحه تخرج من جامعة الخرطوم و اتقن اللغه الانجليزيه و الفرنسيه و عندما حضر الي السويد درس اللغه السويديه بامعان و اتقنها . و لان زوجته طبيبه فنلنديه اخصائيه اطفال فلذا الم باللغه الفنلنديه . و عمل بالسفاره الليبيه في استوكهولم . ثم انتقل الي السفاره الليبيه في هلسنكي . و اللغه الرسميه في فنلندا هي اللغه الفنلنديه السويديه .
قيلي كان يعتبر في السودان ابيض ( حلبي ) و يرجع اصله الي رفاعه . كان شخص يحب البعد عن المشاكل . و اثناء عمله في السفاره توفي احد الدبلوماسيين الليبيين في حادث سير . و كالعاده ترك الليبيين كل الامر له من ترحيل للجثمان و الاوراق الرسميه و ....الخ .
و ارتبط بزوجة المرحوم بعلاقه قد تكون عرفان للجميل او صداقه . و لكن الذي اغضب الليبيين هو ان السيده الليبيه رجعت مره اخري لزيارة قيلي . و حسبوها اهانه موجهه ضد الامه الليبيه . فاغروه بالذهاب الي ليبيا للمشاركه في ترجمة الكتاب الاخضر .
الدكتور بابكر احمد العبيد و الذي كان مرتبطا بسيده فنلنديه كذلك و صديق لقيلي نصحه بشده بعدم الذهاب . الا ان قيلي اصر و ودعته زوجته التي كانت حاملا و ابنه الصغير في المطار . و بعدها انكر الليبيون انهم يعرفون اي شئ عنه . و حاولت زوجته الاستعانه برئيس الوزراء السويدي بالما و رئيس جمهورية فنلندا و الصليب الاحمر و الاخضر و البنفسجي و حكومة السودان و جمعت التوقيعات و بكت و اعتصمت و لكن لا حياة لمن تنادي .
و عندما كان ادريس البنا علي رأس الدوله السودانيه و هو الان رجل ليبيا و الراعي للمصالح الليبيه في السودان . طلب منه د. بابكر احمد العبيد الذي هو من رجال حزب الامه و حفيد الاستاذ عبيد عبدالنور و بابكر بدري و ابن فارس حزب الامه احمد العبيد ان يثير الموضوع مع الليبيين لان عداوتهم مع حكومة السودان قد انتهت مع نميري . و حسب كلام بابكر احمد العبيد فان ادريس البنا لم يعطي المسأله اهتماما كبيرا .
في التسعينات سمعت عن فكي سوداني استعانت به احد الاسر في السعوديه . و بعد رجوعه الي السودان اكتشفوا ان احدي بناتهم حبلي فاتصلوا به و دبروا له اقامه و ...الخ . و انقطعت اخباره بعد ذلك .
الدكتور محمد ادريس و المقيم الان في السويد كان في الكويت عندما احتل صدام حسين الكويت و نسبه لبياض لونه لم يتعرض لمضايقات بعد استرجاع الكويت ، و لكن صديق له تعرض لتعذيب بشع بواسطة خبير مصري وسط تشفي و استمتاع الكويتيين . و عندما اتصل الدكتور محمد ادريس بالسفاره السودانيه بخصوص صديقه الذي عذب و انتزعت اظافره قالوا له ( نعمل ليه شنو ، ما قلنا ليهم امرقوا ) .
عندما عبر الدكتور محمد ادريس الحدود الي العراق كسوداني قال له ضابط الجوازات ( يا سلام ، ابيض و كمان دكتور ) .و استفسر لماذا يرسل لهم السودان العبيد فقط .
كل هذا لا يماثل ما واجهه و يواجهه الجنوبيون في داخل بلدهم . و الذي يحدث في دارفور هو اسوأ بمئات المرات مما يرتكبه اليهود اليوم في فلسطين و الذين يرتكبون هذه الجرائم علي اقتناع كامل بانهم عرب و مسلمين و هذا يجعلهم خير امة اخرجت الي الناس و لهم حق الهي لسحق الفور و الداجو و المساليت .
الاخ الطبيب ابن السلطان محمد دوسه ، تخرج من العراق في سنه 1970 و عندما قابلته بعد تخرجه مباشرة كان يشكو بانه في بغداد كان يطرد بواسطة البروفيسر و الاطباء عندما يكشفون علي النساء العراقيات و اللائي كنا يقلن بالمفتوح انهن لن يخلعن ملابسهن امام العبد ، فصارت عاده ، عندما تكون المريضه امرأه يخرج هو من الغرفه . و من الممكن انه الان قد صار طبيب اخصائي رجال ! .
اهل دوسه، هم الآن من يتعرضون لظلم العرب ، الذين نشاهدهم بسحنتهم السوداء و يسمون الجنجويد و يدعون العروبه . و يقتلون و يغتصبون و ينهبون الآخرين .
هذه ليست حمله صليبيه ضد العرب و لكن لولا الحرب العنصريه التي بدأناها في جنوب السودان و النظره الدونيه التي يعاني منها اغلبية اهل السودان من الاقليه الناطقه بالعربيه و الموهومه بعروبتها ، لكنا الان من اعظم الدول في العالم و لكان العرب و خلافهم يعملون الان في السودان كما كانوا يعملون من قبل .
شقيقي العميد بدري كان له زميل في المدرسه الثانويه اسمه فهد طيب مكي و كان يسكن عند قريبه الموسيقار برعي محمد دفع الله في بانت . اسم فهد غريب علي السودان و فهد كان يبدو مختلفا ، ممتلئ الجسم بعيون واسعه و لون فاتح .
والد فهد كان يعمل كسائق عند احد الامراء السعوديين و الذي اعجب بطيبة و امانة العم الطيب مكي و لانه لا يمكن ان يزوجه باحدي بنات السعوديه . فلقد زوجه باحدي خدمه و هذا في بداية الخمسينات و نهاية الاربعينات . و عندما كبر الاولاد كانوا يسألون امهم عن اصلها . و عرفوا انها قد خطفت و هي صغيره .
الاستاذ عبدالله رجب كتب في مذكراته انهم كانوا يحذرونهم من اليمنيين لانهم يخطفون الاطفال . و لكن الذين كانوا يخطفون الاطفال هم الرشايده و لا يزالون يخطفون الاطفال و يبيعونهم في السعوديه و الدول الاخري . بالرغم من ان السودانيين مسلمون و لكن بالنسبه للرشايده فالسودانيون عبيد ليس هنالك اي خطأ في اصطيادهم و بيعهم .
في يوليو 1987 و في استراحة المحافظه كان الاخ احمد ترك شيخ الهدندوه يداعب الشيخ راشد زعيم الرشايده و يقول له ان احد الهندندوه قد تزوج بفتاة من الرشايده و كان الشيخ راشد يثور من الغضب و يقول ان هذا محال و ان الرشايده لن يسمحوا بشئ مثل هذا . و الاخ احمد ترك يضحك و يصر و الشيخ راشد يكاد ان يموت من الغيظ .
الرشايده ينسون انهم ضيوف علي الهدندوه ، ماذا كان سيحدث اذا انتقل النوبه الغلفان كقبيله كامله ببقرهم و سلاحهم و عاداتهم الي السعوديه ، هل كانوا سيجدون الترحيب الذي وجده الرشايده ! .
في سنة 1984 و اثناء اضراب الاطباء و قفل ميز الدكاتره في امدرمان انتقل بعضهم الي منزل اخي كمال بدري في العباسيه لانه كان يعمل كمحاضر في نيجريا . و من الاطباء كان طارق الكارب و معاذ الخليفه و هو ابن خليفة ابو عشر . و هم اصدقاء شقيقي الشنقيطي . و ربطتني علاقه و حب اخوي و اعجاب بالاخ معاذ الخليفه و صار اقرب الي من اشقائي . و بالرغم من انه يصغرني سنا الا انني كنت اتقبل منه النصح و التوجيه .
و انقطع الاتصال بيننا الا للمقابلات العرضيه في منتصف التسعينات . ففي سهره في منزلي و امام زميله الطبيب اخصائي الكلي عبدالله سبيل و هو زغاوي من ام كداده و لا يعتبر نفسه عربيا ، قلت لمعاذ اثناء النقاش انه زنجي و ان ابنه راشد المسمي علي زعيم الحزب الشيوعي السوداني الشهيد عبدالخالق زنجي كذلك في نظر السويديين . و لاول مره اري صديقي معاذ خارجا عن طوره ناسيا الماركسيه و الامميه صارخا ( كيف تقول انا عبد ، انا شريف ، انا حر ، انا جدي النبي ، كيف تقول لي عبد ، شايف نخريني منفخات و لا شلاليفي مقلبات ؟ ) . فقلت له ( انته نيقر و ولدك نيقر ، اي وقت تطلعوا الشارع و نسأل اي انسان بقول انتو نيقر ) .
و بعد صمت طويل اعتذر معاذ قائلا ( انا ما قصدته الكلام ده ) فقلت ( انته قصدته و دي نظرتك ) . و افترق طريقنا ، و هذا الفقد لم استطع ان اعوضه فمعاذ شخص عظيم في علمه و شخصه .
عندما اقول ان العرب يحتقرون فننا و غنائنا فهذه حقيقه فلهم نظره دونيه نحونا و الذين يقولون ان فننا ليس علي مستوي جيد مخطئون لان اغنية سيد خليفه الممبو السوداني هي اول شئ ليست اغنيه سودانيه و لقد سمعها سيد خليفه في المسرح في القاهره بواسطة فرقه ايطاليه . و اصل الاغنيه هي ممبو اطاليانو . و سجلتها في اسطوانات المغنيه و الممثله الايطاليه لونا لولو بريجدا و التي غزت هوليود قبل صوفيا لورين .
و في الطريق الي البيت كان سيد خليفه يردد هذه الاغنيه و غير الاسم الي ممبو السوداني . و اين هذه الاغنيه من روائع الكابلي بالفصحي عندما يغني ليزيد ابن معاويه ، و العقاد لم يكن ليهتم بالاغاني السودانيه و يسمع شذا زهز و لا زهر التي غناها الكابلي اذا لم تكن من شعره . و الروائع التي قدمها عثمان حسين من شعر با زرعه لا يمكن ان تقارن بالممبو السوداني التي هي عباره عن تهريج . اكملت صورة المهرج الموجوده في مخيلة العرب .
المؤلم انه حتي الشيوعيين العراقيين عندما نعوا عبدالخالق محجوب باغنيه ادخلوا فيها هذا اللحن الايطالي . قبل فتره كنت اوصل صديقي سايمون ( شيما ) سائق التاكسي الي منزله بعد ان سلم سيارته . و لانه مولود في بداية الاربعينات فلقد بدأ يصفر هذا اللحن ، فبدأت في الغناء ممبو ايطاليانو ممبو ، فصعق و لم يصدق اذنيه حتي اسمعته اللحن في جوالي .
اغنية عزه في هواك تفتتح بها الاجتماعات و المحافل في اثيوبيا . و حتي فكره ان اللحن سوداني تواجه بالسخريه و عدم التصديق بواسطة اخوتنا الاثيوبيين .
البارحه قابلت الاخ مونتوي الاريتري و هو يسير بصعوبه فعرضت عليه توصيله فاشتكي من مرض النيقرس و مشاكل الدنيا . و عندما ادرت شريط التاج مصطفي قال لي بالانجليزيه ( ما اجمل الاغاني السودانيه ، انها حلوه ، الان نسيت كل الامي ) .
في سنة 1987 قابلت الاخ امين الزبير في انجمينا و كان هنالك لينظم حفل الفنانه حنان بلوبلو . و رافقتنا حنان بعد ذلك ذاهبه الي كانو في نيجريا . بائعه مصريه قالت لزوجتي ( انا بحب اغاني بلاو بلاو ) .
الشعوب الافريقيه تحب الموسيقي السودانيه و السودانيين بشكل غير مصدق . عندما ذهب الاخ حسين كوتي رحمة الله عليه و الذي كان من اهم الوزراء في حكومة حسين هبري في انجمينا الي وادي دوم و قاعدة فيا للاحتفال باسترجاعهم من القوات الليبيه ، اصر ان احضر يوميا للاكل في منزله. و كانت زوجته مبروكه ترسل الخادم لاحضارنا من الهوتيل ، و تقول انه من العيب ان نأكل في الهوتيل . و كنت اسمع الاغاني السودانيه في كل مكان حتي وسط قبائل السارا المسيحيه . و الثوب النسائي الذي يظهر في الخرطوم يظهر في نفس الوقت في انجمينا و بنفس الاسم. و كان سائقي اللواري يوقفون في الطريق و يصر الناس علي استضافتهم فقط لكي يسمعوا منهم الاغاني السودانيه ، و لا يصدقون ان السوداني لا يستطيع الغناء .
اذا كيف تنجح اغانينا في الكمرون و الصومال و افريقيا الوسطي و اريتريا و اثيوبيا و يستخف بها العرب بالرغم من اننا نتغني باللغه العربيه الفصحي اكثر من الاخرين.
لماذا لا يسخر راغب علامه من النساء السودانيات و يصفهم بالدمامه و البشاعه اذا كان بعض السودانيين يسخر من الممثلات السودانيات لسوادهن . و يصر التلفزيون السوادني ان يوظف السودانيات الذين تقترب ملامحهم من الملامح العربيه . و هذا هو التلفزيون القومي و يجب ان يمثل كل السودان من زاندي و بجا و مساليت و زغاوه و دينكا .
و لان مقاييس الجمال مختله عند العرب فهي كذلك مختله عند السودانيين . فلقد كنت اسمع بليلي علوي و جمالها . و عندما شاهدتها اصبت بصدمه . و لقد قالت ام بنتي السويديه عندما كنا في السودان ( هذه المرأه اذا كانت في السويد و ذهبت الي مرقص فلن ينظر انسان نحوها ، ناهيك عن دعوتها للرقص ) .
الاخ محمد نور السيد من مشاهير السودان كان هنا السنه الماضيه لزيارة اشقائه الشفيع و خالد . و تحدث عن الجميلات في الخرطوم قديما و ذكرهن بالاسم . فذكرت له عارضه الازياء العالميه الاك ويك الدينكاويه و جمالها، فقال متأففا ( يا اخوي جمال الجنوبيات ديل بتعرفو انته ، ديل نحنه ما بنعتبرهم جميلات ) .
في صيف 1986 و في مدينة سانت قلاند في سويسرا كنت في ملهي ليلي مع الرشيد عبدالحليم حامد و امين مبارك ميرغني و ابن عمه امير عبدالله ميرغني . و كان هنالك عرض غنائي و استعراضي و فتيات الاستربتيز . و مجموعه من فتيات البيض يجلسن مع شباب في الطاوله القريبه منا ، و يتحدثن بصوت عالي عن فتيات الاستريبتز و يصفنهن بانهن لا شئ . ثم تأتي فتاة سوداء ، و تجلس الفتيات و كأن علي رؤوسهن الطير و لم يرفعن اعينهم عن الفتاة السوداء .
لقد شاهدت الرجال البيض يتهبلون امام الفتيات السود بطريقه اسوأ من اي مزارع افريقي امام فتاة بيضاء . و عندما كنت ادرس اللغه السويديه زاملني اخ بحريني اسمه سلمان . و عندما دعانا المدرس لارش لمنزله ، و لارش رجل وسيم طويل القامه اكتشفنا ان زوجته جمايكيه و له منها بنتين و لم تكن زوجته جميله بل اقرب الي الدمامه ، الا انه كان يحبها بطريقه مبالغ فيها . فقال لي الاخ سلمان فيما بعد بما معناه ان مدرسنا لارش لا بد ان يكون مجنونا لكي يتزوج بامراه سوداء قبيحه .
الاخ سلمان لا يزال متزوج بمدرسة اللغه السويديه شاشتن التي تعتبر في السويد بقره سمينه علي قدر كبير من الدمامه الا انها بيضاء .
عندما كنا نجلس انا و شقيقي هيرمان هندرسون و روني براكسون و ابوبكر بدوي مصطفي من امدرمان في مقهي الطلاب كان الفتيات السويديات يتحلقن حولنا و من لا تجد مقعدا تظل واقفه . مما دفع بريتشرد الامريكي الاشقر ان يقول ذات مره ( يا الله لماذا لم اخلق اسودا . ان الفتيات لا يتكرمن حتي بالنظر الي ) .
ابن خالي خالد محمد احمد صلاح حفيد الامير صلاح ذهب لامريكا للدراسه قبل ربع قرن و امام خانة اللون كتب ابيض و صار مهزله وسط زملائه في الكليه . سخر منه البيض و رث لحاله السود . و رفض ان يعيش في امريكا لانه لا يريد ان يوضع في خانة العبيد . لا يزال في امدرمان ( لافي ) صينيه من الوقت داك .
عندما جاءت زوجتي في سنة 1990 لزيارة شقيقتها كانت تربطني علاقه امتدت لسته سنوات مع انقريد قرادين احدي ملكات الجمال و عارضة الازياء و صديقة ملكة الجمال العالميه مادلين السويديه . و بعد الخروج عدة مرات مع زوجتي الحاليه بصحبة انقريد قالت لي ̈انقريد ( هؤلاء البرصاوات السويديات الذين لا لون لهم يمكنني ان انافسهم و ان اتغلب عليهم . و لكن بعد سته سنوات لم تقترح علي السكن المشترك او انجاب طفل ، اظن انه من الواجب ان انسحب فانا لا استطيع ان انافس فتاة سوداء . فحتي في عروض الازياء يسرق العارضات السود الاضواء ) . و لم اقابل انقريد منذ 13 عاما .
لماذا نحتقر انفسنا و لا نفتخر باصلنا و شكلنا .
التحية
ع. س. شوقي بدري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.