العنصرية.. محل الرهيفة تنقده . (2) شوقي بدري [email protected] انا لا اقصد التشهير بالناس . و لكن هنالك مصيبة في السودان اسمها العنصرية و الشوفينية . اذا لم نواجهها بصراحة و بقوة سيتفتت السودان و سيموت الملايين كما يحث الآن . هل انا شوقي بدري خالي من العنصرية و الشوفينية ؟! طبعاً لا . فكما قلت و كتبت قديماً ، ان الشوفينية و العنصرية نكتسبها مع لبن الأم و يفرضها علينا المجتمع الذي نعيش فيه . و لقد لمت نفسي قبل الآخرين . و ما موجود الآن في سودانيز اونلاين المسكوت عنه صفحة شوقي بدري ، فلقد ذكرت أنني في لحظة ضعف ، احتقرت فيه و لا أزال احتقر نفسي ، قولي للدكتور كمال عبد القادر في براغ ( انت الزيك دا في السودان بقطف البلاعات ) . فنحن يمكن ان نتصرف بمعقولية و بأدب . و لكن في لحظات الغضب نخرج ما بدواخلنا . و تظهر الرواسب التي كسبناها من المجتمع . و هذا يعني المحيط ، الحي ، المدرسة ... الخ . كمال عبد القادر كان مبعوثاً من وزارة المالية . و قام بأستفزازنا في هوتيل انترناشونال في براغ و أفتخر بوظيفته و ماله و انه يستطيع ان يشتري اي انسان . و لكن هذا لا يعفيني انا من جريمة العنصرية و الشوفينية . أوردت كذلك ، و موجود في موضوع الفلاتة و المصريين ، أو موضوع الهجوم على الهوسا . أنني عندما كنت في الثانية عشر من عمري ، في حي السردارية بامدرمان . قامت طفلة في السابعة من عمرها بضرب اخي بابكر العميد الذي كان في الرابعة من عمره ، ضرباً شديداً . فانتهرتها قائلاً : ( يا فلاتية ) . و قالت لي : ( الفليتة ووجع الق..... ) . و حسناً فعلت . و هذه الفتاة كانت أحد الأطفال الذين يسكنون في حوش ضخم جداً تعمل فيه النساء من غرب افريقيا في نظافة الصمغ . لقد أوردت هذه الأمثال لكي نراجع انفسنا و نحاسبها و نقهرها . فمن المؤكد انني لم استقى هذه الافكار من والدي ، الذي عاش ثلاثين سنة في الجنوب و كان يعتبر نفسه احد الدينكا ، و يحمل اسم ماريل. و تعلم لغتهم و اجادها لدرجة انه كان يدرسها في كلية غردون . و هو الذي وضع قواعدها و بدأ بكتابتها بالحروف اللاتينية . و والدتي رحمة الله عليها نشأت هي و اخواتها في جبال النوبة . و هم دناقلة . أحبوا النوبة و احترموهم . و لكن التأثير يأتي ممن هم حولك . الخالات في الحي و الكبار كنّا نسمعهم يقولون لنا او للاخرين . و حتى الباعة في السوق عندما لا يقبل انسان . يقولون له : ( حر ، و ود عرب . على كيفك ) . الرجل الجنتلمان محمد يس سائق القندران ، قضيت معه اجازة و انا في الثالث عشر من عمري على ظهر القندران في اعالي النيل . عندما يطلب مني الحضور للأكل أو عمل شئ و أرفض كان يقول لي : ( حر و ود عرب ) . ومحمد يس الذي تأثرت به و أحترمه جداً كان دنقلاوياً ، و رطاني و يحمل شلوخ الدناقلة . شقيقتي الهام بدري المحاضر و زوجها المحاضر في الاحفاد كذلك ، حكت ان صديقهم الطبيب في بريطانيا الذي كانوا في زيارته . طلب بواسطة جهاز البيدجر . و تكرر الأمر عدة مرات . و عندما جلس ليأكل معهم ، رن الجهاز مرة اخرى . فقال مستاءاً : ( و الله شغلة دكتور في بريطانيا دي ، ما شغلة اولاد عرب ) . في سنة 1984 تعرفت في مكتب الاستاذ غازي سليمان بدلال اسمه ابو شوك . و هو مشلخ . اخذني لأنني كنت ابحث عن مكتب . و عندما كان ميدان المحطة الوسطى ( مركدن ) بالبوليس و الجيش توقفت مثل الاخرين . فناداني ابو شوك قائلاً( يلا ). فقلت ليه ( الكنترول ) . فقال لي ( كنترول لينا نحن ) و اشار الى شلوخة . ( كنترول للعواليق ديل ) . و اشار الى من كان يقف في الصفوف و هم بملامح من ليس من وسط السودان . و بالرغم من أن الجنود كانوا من المناطق المهمشة فلم يعترض اي انسان . و فارقت الدلال في ذلك المكان و لم ارجع له بعدها . أحد ابناء عمومتنا في تلك الايام ، سأله احد رجال البوليس و يحمل ملامح اهل الجنوب . ( جنسك شنو ؟ ) . قال ابن عمومتنا باستخفاف ( جنسي ... ود عرب ) . هذه المشاكل لم تنتهي الى الآن . لا تزال متواجدة اليوم و غداً . سيدتان في الخرطوم . تربطهما الجيرة و عقود من الصداقة . حتى صرن كالشقيقات . كبر الأطفال و ذهب ابن احداهن الى الاراضي الجديدة كما درسونا قديماً . و هو مهذب و بار بأهله و منتج و نشط . و كان هنالك مشروع زواج الشاب من بنت جيرانه التي تعلقت به . و هو يكبرها قليلاً و قد تربى على يد امها . و لكن الأم راسها و لا ألف سيف . رفضت حتى فكرة مناقشة الزواج . و السبب أن الشاب الجعلي يحمل دماء اهل جنوب السودان من جهة جدته . هذا الشاب ابن خالة ابنائي . يشار اليه دائماً بود الرضى . في السنة الماضية ارسل تذكرة لأحد ابنائي عندما اكمل الثامن عشر و بره بأجازة جيدة و حضر محملاً بالهدايا . نعم لقد كانت تحصل اشياء بشعة في الماضي . عمي موسى بدري الطيار ، و الذي هو أول طيار سوداني اشهر مسدسه في حفل عرس في امدرمان و قام بأختيار بعض الشباب و طردهم من الحفل . ( انت ... و انت و انت ... و انت ... ) . و لم يختار الذين حالقين صلعة أو لابسين قمصان ملونة . بل أولاد الزرقاء . و كما كتبت من قبل فعندما اشادت ابنته الدكتورة عزيزة بدري بأبيها في براغ ، ذكرتها بأن والدها قد اخرج اولاد الناس بالمسدس . و هذا شئ لا يمكن ان يغتفر . الاخ حسين خضر رحمة الله ( ود الحاوي ) ، لازمني لأطول مدة في حياتي . لدرجة أنني كنت افهمه و يفهمني بدون ان نتحدث . قبل بضع سنوات اتى بفيديو رائع لزواج ابنة اخته . كان شقيقه الموسيقار عبد اللطيف خضر حاضراً . و أمتلأ الحفل بالفنانين . و بعد مطالعة الفيديو خطرت ببالي خاطرة ، فقلت له : ( ياخي الفلم دا في امدرمان . في ألف و لا الفين زول في الحفلة دي .. مافي زول ازرق في الحفلة دي ؟؟ ) . فلم يرد . و عندما رددت كلامي قال لي غاضباً : ( ياخي العبيد ديل نحن ما بنعرفهم و مافي حاجة بلمنا معاهم ). فقلت له ياخي البين فريق الرباطاب و العباسية شارع العرضة . معقول مافي زول فيكم صاحب ليه واحد من ناس العباسية ديل . فردد كلامه غاضباً . و بما أنني كنت قد سمعت من الآخرين بأن لصديقي حسين آراء غير جميلة عن الجنوب و الجنوبيين إلّا انه لا يذكرها امامي . فلقت تأكد لي ما كنت اسمع . و انتهت علاقتنا . و له الشكر على كل السنين الماضية . هذه اشياء ليست فيها مساومة . عشرات السنين التي قضيناها في اوربا ، تعرضنا فيها بأشياء غير مصدقة . من تفرقة و عنصرية و معارك . و ليس في جسمي موضع إلّا فيه طعنة أو قطعة أو ضربة . أبنتي الكبيرة سابينا عندما كانت طفلة أتت تبكي لأن اطفال الجيران قد طلب منهم أهلهم ان لا يلعبوا مع البنت الزنجية بالرغم من ان والدتها سويدية . فكنت في حالة اقرب الى البكاء . فأنتقلنا من المنطقة . و عندما كانت في التاسعة من عمرها كانت تتدرب على الغناء مع فصلها في المدرسة . و في احد الايام كان المفروض ان يقدموا اغنية لمبنى تابع للكنيسة . فقام القسيس بأخراجها خارج المبنى و قفل الباب . و كان هذا في الشتاء . صارت تبكي و تمشي إلى ان وصلت منزلها الذي لم تكن متأكدة منه . فأنا اعرف العنصرية و اعيشها كل يوم . ابني هيرمان و هو في السابعة عشر من عمره ، ذهب لزيارة جدته السويدية . في مدينة في الشاطئ الشرقي . و بدون مناسبة هجم عليه بعض الشباب و اوسعوه ضربا و ركلوه و حطموا اسنانه . هل نحن في السودان نعامل المرأة بدون شوفينية و بدون تفرقة ؟. طبعاً لأ . هل انا شوقي بدري اعامل المرأة بطريقة مساوية للرجل ؟ و الجواب لأ . فلقد اتينا لأوربا و نحن مشحونين بأن المرأة هي جائزة يفوز بها الرجل . و عشنا هذه الفكرة بعمق و بقوة . و أخطأنا في حق نساء ارتبطن بنا . و اعطيننا قلوبهن و عاملننا معاملة جميلة . و لم نكرمهن ، لأن تربيتنا لا تسمح لنا حتى بأن نبوح لهم بمشاعرنا . إنها التربية . نحن السودانيون لا نعطى شقيقاتنا نفس الحقوق التي نبيحها لنفسنا . أذكر أننا في الصيف في مقابلة وزيرة الخارجية السويدية في استوكهولم ، قدمنا برنامج الجبهة السودانية للتغير . قلنا اننا نريد ان نعطي فرصة للشباب و المرأة في الجبهة . فأشادت الوزيرة بهذا الجهد خاصة بموضوع المرأة و تحدثت عن اضطهاد المرأة في بعض الدول . و بالغت في وصف الحالة المذرية للنساء في العالم الثالث . الى ان استوقفتها الاستاذة فريده شورى قائلة ( هذا حقيقى . و لكن نحن النساء النوبيات لنا وضع مميز في مجتمعاتنا ) . المجتمع النوبي يعطي المرأة حقوق كبيرة جداً . و لكن لسوء الحظ ان العرب و ليس الاسلام و خاصة الاتراك و العرب يعاملون المرأة كشئ متدنئ و لا قيمة له في بعض الاحيان . قبل اربعة ايام قام احدهم بقتل طليقتة في الطريق العام وسط المدنية امام ابنتيهما . و هذه الجرائم تحدث كثيراً في مجتمعاتنا . انا احمل الكثير من هذه الرواسب ، و ككل السودانيين احب ان اساعد في تحرير المرأة . و أن اعطيها نفس الحقوق التي لي . و لكني أفشل في بعض الاحيان لأنها التربية . أبني الطيب الذي يقارب طوله المترين و هو في التاسعة عشر و وسيم يعمل مع زوج خالته في مطعم . في ايام نهاية الاسبوع . و عندما سألته اذا كان هنالك اي مشاكل في العمل كان يقول بأن الجميع لطفاء معه . و لكن بعض السويديات لا يكتفين بالكلام و التعليق بل يطالونه بيدهم . و انه يبعد يدهن و يقول لهم بكل ادب و تهذيب (ان بأمكانكن ان يتكلمن و ان يعلقن و لكن لا يحق لكن ان يمن يدكن فهذه اساءة) . و له الحق . و لكن انا الذي اتيت من العباسية امدرمان لن اعطي اي بنت فرصة لكي تمد يدها . فنحن قد اتينا لكي نفوز بهذه الجوائز . و نحسب هذا حق طبيعي ، فنحن نتاج المجتمع الذكوري الذي اتينا منه . و لهذا لا نعامل المرأة بدون شوفينية . ولكن مع التعليم ستتغير الأمور . فتربيتنا لا تحترف بالصداقة البريئة بين الرجل و المرأة . و الآن في السويد في كل عربة شرطة تجد اثنان احدهما امرأة و قد تكون هي الرئيسة . اقتباس : العنصريه .... محل الرهيفه تنقده . هذا الموضوع نشر قبل عشر سنوات تحت عنوان المسكوت عنه في شأن العنصرية في السودان .. ( 2 ) عندما حضر السويدي داق همرشولد سكرتير الاممالمتحده و الذي قتل في الكنقو في بدايه الستينات الي السودان في الخمسينات اعجب بالسودان و اهل السودان و الانضباط و العمل المتقن و مشروع الجزيره و السكه حديد و الخطوط الجويه السودانيه و المستشفيات المجانيه و المدارس و التعليم . و قال ان السودانيين هم القاطره التي ستدفع بتقدم افريقيا . و في التسعينات قال كارل بيلد رئيس وزراء السويد السابق ان السويد كان متخلفا جدا و ان المرتبات في الخمسينات و الستينات كانت اقل من دول كثيره و ذكر السودان كاحد تلك الدول . عندما ذكر صديقي عبدالوهاب عثمان ان نظام الاجور في حكومة الانقاذ لا غبار عليه ، رددت عليه بموضوع قلت فيه ان الطالب كان عندما يكمل الدراسه الوسطي يمكن ان يلتحق باحد المدارس الصناعيه كمدرسة الصنايع في عطبره و من خريجيها الشفيع و قاسم امين و رجال في قامة الشخصيه العالميه و سكرتير اتحاد النقابات العالمي ابراهيم زكريا . او مدرسة البريد و البرق و من خريجيها الصحفي الكبير عبدالرحمن مختار او مدرسة التجاره و المحاسبه و من خريجيها كمحاسب الامير صديق منزول . و يعين الخريج قبل ان يصل الثامنه عشر من عمره بمبلغ عشرين جنيه و خمسه و اربعين قرش في الدرجه الرابعه . و كان المنزل في امدرمان المكون من ثلاثه غرف يستأجر بسته او سبعه جنيهات . و هذا المرتب يمثل اكثر من 2000 رغيفا . و كيلو اللحم يساوي 14 قرش و رطل الحليب يساوي قرشين و رطل السكر اربعه قروش و رطل الزيت سته قروش. هذا الشاب الذي كان من العاده يسكن عند اهله و لا يستطيع ان يصرف اكثر من نصف مرتبه يصل مرتبه بعد عشره سنوات الي ثلاثين جنيه . و يكون قد وفر 500 جنيه و هي تكفي لبناء منزل لان الاراضي عندما قسمت في الثوره كانت بي 30 جنيه . و هذا المرتب يساوي مائه دولار و التعليم و العلاج مجانيا و يساويان 25 في المائه من ميزانية الدوله . في سنة 1958 انتقل المهندس يونسون من النرويج الي السويد لان شركة بناء السفن في مالمو اعطته راتبا يساوي 975 كرون و هذا راتب اعلي من راتبه في النرويج . و كان قد مر علي تخرجه فترة 12 عام و له بنتين احداهم صارت زوجتي الاولي . ذلك المرتب العالي كان يساوي 60 جنيه سوداني . و العامل في لندن يعمل بي 12 جنيه في الاسبوع . المهندس في الخمسينات في السودان بعد عشره سنوات من العمل كان مرتبه يصل المائه جنيه سوداني و يكون له مسكن مجاني و سياره و مخصصات و بترول . اعلي مرتب كان مرتب محافظ الجزيره و من اول المحافظين السودانيين مكي عباس و المرتب 485 جنيه زائد منزل ضخم و سياره و مخصصات و سائق .و علي هذا المستوي مدير عام السكه حديد و يقل عن هؤلاء قليلا محافظ البحر الاحمر و رئيس القضاء و كان لقضاة المديريه وضع مادي خير من الوزراء . و لم يزد مرتب الازهري عن 150 جنيه بدون مخصصات لانه في الديمقراطيه منصب رئيس الوزراء منصب غير دائم يتغير صاحبه باستمرار و هو لا يتعامل مع مال و لا يصدر احكام كالقاضي . انا اورد كل هذه المعلومات لكي اقول كنا ملئ السمع و البصر و لنا احسن اقتصاد و احسن بلد ، لماذا وصلنا الي هذا الدرك ؟ . انها الحرب الاهليه . ما هو سبب الحرب الاهليه ؟ . عنجهية الشماليين و شوفينيتهم و سياستهم الخاطئه . و اصرار البعض علي انهم عرب و لهم حق الاهي لامتطاء ظهور الاخرين . لمئات السنين كنا نطعم اهل الحجاز و كان ملك سنار يرسل الغلال و الجمال و الخراف و السمن و العسل لاهل الحجاز . و الي الاربعينات كانت الزوايا و الجوامع تجمع الصدقات و الزكاة لاهل الحجاز . بل لقد كانوا يجمعون الفلوس بالملاليم من كل مدن السودان لتصير الاف مؤلفه لكي لا يجوع اخوتهم في الحجاز . اللسته المرفقه اعلاه تشمل اسم الخواجه هنري جيد و كثير من اهلنا المسيحيين كانوا يتبرعون لاهل الحجاز . انا لا احمل اي حقد او كراهيه للعرب و اصدقائي الذين اقابلهم يوميا عرب . و لكن اقابلهم من منطلق اني افريقي من شمال السودان الذي يتكلم اللغه العربيه. و ليس عندي مركب نقص لكي ادعي العروبه او انني عربي . و لكن اتعامل مع العرب علي قدم المساواة . و عندما يزودوها حبه اوقفهم بدون تردد . و اطالب باحترام سودانيتي و افريقيتي و لكن لسوء الحظ اغلبية العرب يحتقرون الافارقه و السود ، و هذه حقيقه لا يتناطح عليها عنزان . في امدرمان و في حي السيرداريه سكنا كالجيران مباشرين مع اسرة فضل المولي التوم و هم من اروع الاسر السودانيه المشهود لها بالاخلاق و الادب ، و عثمان فضل المولي التوم كان في عمرنا و جعفر اكبر منا و محمد كان لواءا في الجيش . و لا ازال اذكر والدتهم التي توفيت في 1964 و كيف امتلأ منزلهم بالمعزين . و منزلهم ضخم بني في الاربعينات في شكل قصر باعمده بيضاء جميله و حديقه و صالون لا يقل طوله عن ثمانية عشر متر و مغطي سقفه من الداخل باخشاب جميله. و مبني بالطوب السدايه و هو الطوب المختار الذي يكون في واجهة الكمينه . عندما كانت اسرة فضل المولي التوم تعيش في عظمه و عز كان بعض شيوخ الخليج يعيشون علي الفتات . و في نهاية التسعينات ظهر الدكتور عماد محمد فضل المولي التوم كطبيب في جامعة لوند في السويد ليتخصص . و والدته من اسرة الفوال في الخرطوم بحري و هذه اسره كذلك محترمه في السودان و عماد شاب وسيم متعلم لا ينقصه اي شئ . الدكتور عماد كان مصحوبا بزوجته من الخليج و كانت تربطه صداقه مع شقيقي العميد في السودان و الذي يسكن في السويد الان . عماد كان لا يأخذ اي انسان الي منزله لان زوجته تخفي عن العالم انها متزوجه بسوداني و هي كذلك طبيبه . و اذكر ان احد زملائه الاطباء حاول الاتصال به تلفونيا و لم يتمكن عن طريق الموبايل و عندما اقترح التلفون العادي كان الرد ( هو ما برفع التلفون العادي ، مرتو حامياهو ، خايفه يكونوا ديل اهلها ) . الاخ عبدالرحمن قيلي و الرحمه علي روحه تخرج من جامعة الخرطوم و اتقن اللغه الانجليزيه و الفرنسيه و عندما حضر الي السويد درس اللغه السويديه بامعان و اتقنها . و لان زوجته طبيبه فنلنديه اخصائيه اطفال فلذا الم باللغه الفنلنديه . و عمل بالسفاره الليبيه في استوكهولم . ثم انتقل الي السفاره الليبيه في هلسنكي . و اللغه الرسميه في فنلندا هي اللغه الفنلنديه السويديه . قيلي كان يعتبر في السودان ابيض ( حلبي ) و يرجع اصله الي رفاعه . كان شخص يحب البعد عن المشاكل . و اثناء عمله في السفاره توفي احد الدبلوماسيين الليبيين في حادث سير . و كالعاده ترك الليبيين كل الامر له من ترحيل للجثمان و الاوراق الرسميه و ....الخ . و ارتبط بزوجة المرحوم بعلاقه قد تكون عرفان للجميل او صداقه . و لكن الذي اغضب الليبيين هو ان السيده الليبيه رجعت مره اخري لزيارة قيلي . و حسبوها اهانه موجهه ضد الامه الليبيه . فاغروه بالذهاب الي ليبيا للمشاركه في ترجمة الكتاب الاخضر . الدكتور بابكر احمد العبيد و الذي كان مرتبطا بسيده فنلنديه كذلك و صديق لقيلي نصحه بشده بعدم الذهاب . الا ان قيلي اصر و ودعته زوجته التي كانت حاملا و ابنه الصغير في المطار . و بعدها انكر الليبيون انهم يعرفون اي شئ عنه . و حاولت زوجته الاستعانه برئيس الوزراء السويدي بالما و رئيس جمهورية فنلندا و الصليب الاحمر و الاخضر و البنفسجي و حكومة السودان و جمعت التوقيعات و بكت و اعتصمت و لكن لا حياة لمن تنادي . و عندما كان ادريس البنا علي رأس الدوله السودانيه و هو الان رجل ليبيا و الراعي للمصالح الليبيه في السودان . طلب منه د. بابكر احمد العبيد الذي هو من رجال حزب الامه و حفيد الاستاذ عبيد عبدالنور و بابكر بدري و ابن فارس حزب الامه احمد العبيد ان يثير الموضوع مع الليبيين لان عداوتهم مع حكومة السودان قد انتهت مع نميري . و حسب كلام بابكر احمد العبيد فان ادريس البنا لم يعطي المسأله اهتماما كبيرا . في التسعينات سمعت عن فكي سوداني استعانت به احد الاسر في السعوديه . و بعد رجوعه الي السودان اكتشفوا ان احدي بناتهم حبلي فاتصلوا به و دبروا له اقامه و ...الخ . و انقطعت اخباره بعد ذلك . الدكتور محمد ادريس و المقيم الان في السويد كان في الكويت عندما احتل صدام حسين الكويت و نسبه لبياض لونه لم يتعرض لمضايقات بعد استرجاع الكويت ، و لكن صديق له تعرض لتعذيب بشع بواسطة خبير مصري وسط تشفي و استمتاع الكويتيين . و عندما اتصل الدكتور محمد ادريس بالسفاره السودانيه بخصوص صديقه الذي عذب و انتزعت اظافره قالوا له ( نعمل ليه شنو ، ما قلنا ليهم امرقوا ) . عندما عبر الدكتور محمد ادريس الحدود الي العراق كسوداني قال له ضابط الجوازات ( يا سلام ، ابيض و كمان دكتور ) .و استفسر لماذا يرسل لهم السودان العبيد فقط . كل هذا لا يماثل ما واجهه و يواجهه الجنوبيون في داخل بلدهم . و الذي يحدث في دارفور هو اسوأ بمئات المرات مما يرتكبه اليهود اليوم في فلسطين و الذين يرتكبون هذه الجرائم علي اقتناع كامل بانهم عرب و مسلمين و هذا يجعلهم خير امة اخرجت الي الناس و لهم حق الهي لسحق الفور و الداجو و المساليت . الاخ الطبيب ابن السلطان محمد دوسه ، تخرج من العراق في سنه 1970 و عندما قابلته بعد تخرجه مباشرة كان يشكو بانه في بغداد كان يطرد بواسطة البروفيسر و الاطباء عندما يكشفون علي النساء العراقيات و اللائي كنا يقلن بالمفتوح انهن لن يخلعن ملابسهن امام العبد ، فصارت عاده ، عندما تكون المريضه امرأه يخرج هو من الغرفه . و من الممكن انه الان قد صار طبيب اخصائي رجال ! . اهل دوسه، هم الآن من يتعرضون لظلم العرب ، الذين نشاهدهم بسحنتهم السوداء و يسمون الجنجويد و يدعون العروبه . و يقتلون و يغتصبون و ينهبون الآخرين . هذه ليست حمله صليبيه ضد العرب و لكن لولا الحرب العنصريه التي بدأناها في جنوب السودان و النظره الدونيه التي يعاني منها اغلبية اهل السودان من الاقليه الناطقه بالعربيه و الموهومه بعروبتها ، لكنا الان من اعظم الدول في العالم و لكان العرب و خلافهم يعملون الان في السودان كما كانوا يعملون من قبل . شقيقي العميد بدري كان له زميل في المدرسه الثانويه اسمه فهد طيب مكي و كان يسكن عند قريبه الموسيقار برعي محمد دفع الله في بانت . اسم فهد غريب علي السودان و فهد كان يبدو مختلفا ، ممتلئ الجسم بعيون واسعه و لون فاتح . والد فهد كان يعمل كسائق عند احد الامراء السعوديين و الذي اعجب بطيبة و امانة العم الطيب مكي و لانه لا يمكن ان يزوجه باحدي بنات السعوديه . فلقد زوجه باحدي خدمه و هذا في بداية الخمسينات و نهاية الاربعينات . و عندما كبر الاولاد كانوا يسألون امهم عن اصلها . و عرفوا انها قد خطفت و هي صغيره . الاستاذ عبدالله رجب كتب في مذكراته انهم كانوا يحذرونهم من اليمنيين لانهم يخطفون الاطفال . و لكن الذين كانوا يخطفون الاطفال هم الرشايده و لا يزالون يخطفون الاطفال و يبيعونهم في السعوديه و الدول الاخري . بالرغم من ان السودانيين مسلمون و لكن بالنسبه للرشايده فالسودانيون عبيد ليس هنالك اي خطأ في اصطيادهم و بيعهم . في يوليو 1987 و في استراحة المحافظه كان الاخ احمد ترك شيخ الهدندوه يداعب الشيخ راشد زعيم الرشايده و يقول له ان احد الهندندوه قد تزوج بفتاة من الرشايده و كان الشيخ راشد يثور من الغضب و يقول ان هذا محال و ان الرشايده لن يسمحوا بشئ مثل هذا . و الاخ احمد ترك يضحك و يصر و الشيخ راشد يكاد ان يموت من الغيظ . الرشايده ينسون انهم ضيوف علي الهدندوه ، ماذا كان سيحدث اذا انتقل النوبه الغلفان كقبيله كامله ببقرهم و سلاحهم و عاداتهم الي السعوديه ، هل كانوا سيجدون الترحيب الذي وجده الرشايده ! . في سنة 1984 و اثناء اضراب الاطباء و قفل ميز الدكاتره في امدرمان انتقل بعضهم الي منزل اخي كمال بدري في العباسيه لانه كان يعمل كمحاضر في نيجريا . و من الاطباء كان طارق الكارب و معاذ الخليفه و هو ابن خليفة ابو عشر . و هم اصدقاء شقيقي الشنقيطي . و ربطتني علاقه و حب اخوي و اعجاب بالاخ معاذ الخليفه و صار اقرب الي من اشقائي . و بالرغم من انه يصغرني سنا الا انني كنت اتقبل منه النصح و التوجيه . و انقطع الاتصال بيننا الا للمقابلات العرضيه في منتصف التسعينات . ففي سهره في منزلي و امام زميله الطبيب اخصائي الكلي عبدالله سبيل و هو زغاوي من ام كداده و لا يعتبر نفسه عربيا ، قلت لمعاذ اثناء النقاش انه زنجي و ان ابنه راشد المسمي علي زعيم الحزب الشيوعي السوداني الشهيد عبدالخالق زنجي كذلك في نظر السويديين . و لاول مره اري صديقي معاذ خارجا عن طوره ناسيا الماركسيه و الامميه صارخا ( كيف تقول انا عبد ، انا شريف ، انا حر ، انا جدي النبي ، كيف تقول لي عبد ، شايف نخريني منفخات و لا شلاليفي مقلبات ؟ ) . فقلت له ( انته نيقر و ولدك نيقر ، اي وقت تطلعوا الشارع و نسأل اي انسان بقول انتو نيقر ) . و بعد صمت طويل اعتذر معاذ قائلا ( انا ما قصدته الكلام ده ) فقلت ( انته قصدته و دي نظرتك ) . و افترق طريقنا ، و هذا الفقد لم استطع ان اعوضه فمعاذ شخص عظيم في علمه و شخصه . عندما اقول ان العرب يحتقرون فننا و غنائنا فهذه حقيقه فلهم نظره دونيه نحونا و الذين يقولون ان فننا ليس علي مستوي جيد مخطئون لان اغنية سيد خليفه الممبو السوداني هي اول شئ ليست اغنيه سودانيه و لقد سمعها سيد خليفه في المسرح في القاهره بواسطة فرقه ايطاليه . و اصل الاغنيه هي ممبو اطاليانو . و سجلتها في اسطوانات المغنيه و الممثله الايطاليه لونا لولو بريجدا و التي غزت هوليود قبل صوفيا لورين . و في الطريق الي البيت كان سيد خليفه يردد هذه الاغنيه و غير الاسم الي ممبو السوداني . و اين هذه الاغنيه من روائع الكابلي بالفصحي عندما يغني ليزيد ابن معاويه ، و العقاد لم يكن ليهتم بالاغاني السودانيه و يسمع شذا زهز و لا زهر التي غناها الكابلي اذا لم تكن من شعره . و الروائع التي قدمها عثمان حسين من شعر با زرعه لا يمكن ان تقارن بالممبو السوداني التي هي عباره عن تهريج . اكملت صورة المهرج الموجوده في مخيلة العرب . المؤلم انه حتي الشيوعيين العراقيين عندما نعوا عبدالخالق محجوب باغنيه ادخلوا فيها هذا اللحن الايطالي . قبل فتره كنت اوصل صديقي سايمون ( شيما ) سائق التاكسي الي منزله بعد ان سلم سيارته . و لانه مولود في بداية الاربعينات فلقد بدأ يصفر هذا اللحن ، فبدأت في الغناء ممبو ايطاليانو ممبو ، فصعق و لم يصدق اذنيه حتي اسمعته اللحن في جوالي . اغنية عزه في هواك تفتتح بها الاجتماعات و المحافل في اثيوبيا . و حتي فكره ان اللحن سوداني تواجه بالسخريه و عدم التصديق بواسطة اخوتنا الاثيوبيين . البارحه قابلت الاخ مونتوي الاريتري و هو يسير بصعوبه فعرضت عليه توصيله فاشتكي من مرض النيقرس و مشاكل الدنيا . و عندما ادرت شريط التاج مصطفي قال لي بالانجليزيه ( ما اجمل الاغاني السودانيه ، انها حلوه ، الان نسيت كل الامي ) . في سنة 1987 قابلت الاخ امين الزبير في انجمينا و كان هنالك لينظم حفل الفنانه حنان بلوبلو . و رافقتنا حنان بعد ذلك ذاهبه الي كانو في نيجريا . بائعه مصريه قالت لزوجتي ( انا بحب اغاني بلاو بلاو ) . الشعوب الافريقيه تحب الموسيقي السودانيه و السودانيين بشكل غير مصدق . عندما ذهب الاخ حسين كوتي رحمة الله عليه و الذي كان من اهم الوزراء في حكومة حسين هبري في انجمينا الي وادي دوم و قاعدة فيا للاحتفال باسترجاعهم من القوات الليبيه ، اصر ان احضر يوميا للاكل في منزله. و كانت زوجته مبروكه ترسل الخادم لاحضارنا من الهوتيل ، و تقول انه من العيب ان نأكل في الهوتيل . و كنت اسمع الاغاني السودانيه في كل مكان حتي وسط قبائل السارا المسيحيه . و الثوب النسائي الذي يظهر في الخرطوم يظهر في نفس الوقت في انجمينا و بنفس الاسم. و كان سائقي اللواري يوقفون في الطريق و يصر الناس علي استضافتهم فقط لكي يسمعوا منهم الاغاني السودانيه ، و لا يصدقون ان السوداني لا يستطيع الغناء . اذا كيف تنجح اغانينا في الكمرون و الصومال و افريقيا الوسطي و اريتريا و اثيوبيا و يستخف بها العرب بالرغم من اننا نتغني باللغه العربيه الفصحي اكثر من الاخرين. لماذا لا يسخر راغب علامه من النساء السودانيات و يصفهم بالدمامه و البشاعه اذا كان بعض السودانيين يسخر من الممثلات السودانيات لسوادهن . و يصر التلفزيون السوادني ان يوظف السودانيات الذين تقترب ملامحهم من الملامح العربيه . و هذا هو التلفزيون القومي و يجب ان يمثل كل السودان من زاندي و بجا و مساليت و زغاوه و دينكا . و لان مقاييس الجمال مختله عند العرب فهي كذلك مختله عند السودانيين . فلقد كنت اسمع بليلي علوي و جمالها . و عندما شاهدتها اصبت بصدمه . و لقد قالت ام بنتي السويديه عندما كنا في السودان ( هذه المرأه اذا كانت في السويد و ذهبت الي مرقص فلن ينظر انسان نحوها ، ناهيك عن دعوتها للرقص ) . الاخ محمد نور السيد من مشاهير السودان كان هنا السنه الماضيه لزيارة اشقائه الشفيع و خالد . و تحدث عن الجميلات في الخرطوم قديما و ذكرهن بالاسم . فذكرت له عارضه الازياء العالميه الاك ويك الدينكاويه و جمالها، فقال متأففا ( يا اخوي جمال الجنوبيات ديل بتعرفو انته ، ديل نحنه ما بنعتبرهم جميلات ) . في صيف 1986 و في مدينة سانت قلاند في سويسرا كنت في ملهي ليلي مع الرشيد عبدالحليم حامد و امين مبارك ميرغني و ابن عمه امير عبدالله ميرغني . و كان هنالك عرض غنائي و استعراضي و فتيات الاستربتيز . و مجموعه من فتيات البيض يجلسن مع شباب في الطاوله القريبه منا ، و يتحدثن بصوت عالي عن فتيات الاستريبتز و يصفنهن بانهن لا شئ . ثم تأتي فتاة سوداء ، و تجلس الفتيات و كأن علي رؤوسهن الطير و لم يرفعن اعينهم عن الفتاة السوداء . لقد شاهدت الرجال البيض يتهبلون امام الفتيات السود بطريقه اسوأ من اي مزارع افريقي امام فتاة بيضاء . و عندما كنت ادرس اللغه السويديه زاملني اخ بحريني اسمه سلمان . و عندما دعانا المدرس لارش لمنزله ، و لارش رجل وسيم طويل القامه اكتشفنا ان زوجته جمايكيه و له منها بنتين و لم تكن زوجته جميله بل اقرب الي الدمامه ، الا انه كان يحبها بطريقه مبالغ فيها . فقال لي الاخ سلمان فيما بعد بما معناه ان مدرسنا لارش لا بد ان يكون مجنونا لكي يتزوج بامراه سوداء قبيحه . الاخ سلمان لا يزال متزوج بمدرسة اللغه السويديه شاشتن التي تعتبر في السويد بقره سمينه علي قدر كبير من الدمامه الا انها بيضاء . عندما كنا نجلس انا و شقيقي هيرمان هندرسون و روني براكسون و ابوبكر بدوي مصطفي من امدرمان في مقهي الطلاب كان الفتيات السويديات يتحلقن حولنا و من لا تجد مقعدا تظل واقفه . مما دفع بريتشرد الامريكي الاشقر ان يقول ذات مره ( يا الله لماذا لم اخلق اسودا . ان الفتيات لا يتكرمن حتي بالنظر الي ) . ابن خالي خالد محمد احمد صلاح حفيد الامير صلاح ذهب لامريكا للدراسه قبل ربع قرن و امام خانة اللون كتب ابيض و صار مهزله وسط زملائه في الكليه . سخر منه البيض و رث لحاله السود . و رفض ان يعيش في امريكا لانه لا يريد ان يوضع في خانة العبيد . لا يزال في امدرمان ( لافي ) صينيه من الوقت داك . عندما جاءت زوجتي في سنة 1990 لزيارة شقيقتها كانت تربطني علاقه امتدت لسته سنوات مع انقريد قرادين احدي ملكات الجمال و عارضة الازياء و صديقة ملكة الجمال العالميه مادلين السويديه . و بعد الخروج عدة مرات مع زوجتي الحاليه بصحبة انقريد قالت لي ̈انقريد ( هؤلاء البرصاوات السويديات الذين لا لون لهم يمكنني ان انافسهم و ان اتغلب عليهم . و لكن بعد سته سنوات لم تقترح علي السكن المشترك او انجاب طفل ، اظن انه من الواجب ان انسحب فانا لا استطيع ان انافس فتاة سوداء . فحتي في عروض الازياء يسرق العارضات السود الاضواء ) . و لم اقابل انقريد منذ 13 عاما . لماذا نحتقر انفسنا و لا نفتخر باصلنا و شكلنا . التحية ع. س. شوقي بدري