أمّ الكوارث : بجامعة الخرطوم ! فيصل الباقر كوارث شتّى تحلّ بالبلاد والعباد كل يوم . و مازالت ( الإنقاذ ) تفاجئنا كل يوم بكارثة أعظم و أخطر . لكن كارثة طرد طلّاب جامعة الخرطوم من داخليّة سكنهم ، و الطريقة و ( الجلافة ) التى تمّ بها تنفيذ الكارثة . و التوقيت الذى أختير لتنفيذ عمليّة ( الإخلاء ) يجعل كل \" ذى كبد رطب \" و ذوق سليم و حس إنسانى ، \" يقنع من خير فيهم \"!. فقد أكّد القوم أنّهم \" يفوقون سوء الظن العريض \" !. إذ كيف يعقل أن تقتحم قوّة عسكريّة مدجّجة بالسلاح مقرّاً داخل ( الحرم الجامعى ) يسكنه طلّاب عند الثالثة صباحاً ؟!. و يتم توزيعهم - بليل بهيم - على أقسام الشرطة ، و تفتح بلاغات ( الإزعاج العام ) فى مواجهتهم . و بقيّة السيناريو لا يحتاج إلى توصيف و تفسير ، لأنّ شرح طرائق و أساليب و أشكال و أنواع \" عنف الدولة ، يفسده \"!. و ما أن تشرق شمس الصباح الجديد ، يبدأ - كالعادة - مسلسل الإنكار البليد و التبرير السخيف و الأعذار التى هى \" أقبح من الذنب \" لأنّ \" الشينة منكورة \" !. فالجامعة ، تعيد ذات الأسطوانة المشروخة فى مثل هكذا مواقف \" الداخليّات ليست مسئوليتنا \" وما زلنا نسعى و نطالب بها ونعمل على\" إستعادتها \" !. أمّا صندوق دعم الطلّاب - هذا الكائن الإنقاذى الغريب العجيب - لا يخجل - كعادته دوماً - من \" تحرّى \" الكذب و الإستهبال و الإستعباط ، فيقول \" إنّ إخلاء الطلّاب من داخيّات \"مجمّع الشهيد فلان إبن فلان \"، كان \" بنيّة حسنة و قلب سليم \" و هو بغرض ( الصيانة ) ،عقب ( تعليق ) الدراسة بالجامعة !. وكأنّ الطلاب و الطالبات و أهلهم و المجتمع كلّه كائنات معمليّة عندهم \" قنابير\"!. هذه السناريوهات \" البايخة \" لن تجعل الناس يغضّون البصر عن رؤية الحقائق المرّة و الثابتة ، و هى - بالإختصار المفيد و \" الواضح الما فاضح \" و بدون \" أىّ لف و دوران \" - أنّ الدولة ( البوليسيّة ) تتحمّل وزر كل هذه الجرائم اللاإنسانيّة بحق التعليم الجامعى و فئة الطلّاب على وجه التخصيص و المجتمع السودانى بأكمله .. و يبقى الحل الأكيد فى الشعار السديد ( الشعب يريد إسقاط النظام ) بعيداً عن أىّ محاولات يبذلها ( البعض ) من \" المستفيدين \" من إطالة عمر( الإنقاذ ) بعميلّات \" تجميل \" وجه النظام الكالح أو \" ترقيع \" جلبابه القديم ، على حساب مصير و مستقبل الشعب الصابر و المكلوم !.