أجندة جريئة. أعيدوا لها اعتبارها ..! هويدا سر الختم قضية طلاب جامعة الخرطوم شبيهة بقضية المناصير الذين فُرضت عليهم إدارة السدود للتفاوض حول قضيتهم في الوقت الذي لا تريد فيه إدارة السدود أكثر من فرض أجندتها (الظالمة).! الآن طلاب جامعة الخرطوم يفرض عليهم الاتحاد العام للطلاب السودانيين واتحاد طلاب ولاية الخرطوم للنظر في قضيتهم والتفاوض حولها، والطلاب يرفضون ذلك بحثيات أن هذه الاتحادادت لا تمثلهم.. وكلنا يعلم أن هذه الاتحادات لا تمثل الطلاب بما في ذلك الحزب الحاكم الذي شكل هذه الاتحادات كأداة سياسية تخدم أجندته الأمر الذي حدا بطلاب جامعة الخرطوم إلى تشكيل جسم منفصل يمثلهم.! ما يحدث الآن بجامعة الخرطوم وما يُخطط له بخصوص داخليات الطلاب هو توجه (عقابي!) يستهدف طلاب الجامعة المتهمين بتحريك أجندة تستهدف الحزب الحاكم .. طلاب جامعة الخرطوم يعيشون اوضاعا أكثر من سيئة في سكن الطلاب والطالبات داخل الجامعة وهذا منذ عهد بعيد ومابين الجامعة وصندوق (دعك) الطلاب لم يستطِع هؤلاء الطلاب الذين لا سند لهم الحصول على سكن صحي (آمن) وعلى وجبات صحية كافية ومدعومة.! بعيدا عن السياسة وبغض النظر عن الأجواء التي حدثت فيها ثورة هؤلاء الطلاب فهم في خاتمة المطاف مجرد طلاب يبتغون العلم وسط ظروف اقتصادية ضاغطة يكابدون فيها للإيفاء بالتزاماتهم واحتياجاتهم الخاصة ولا يجدون إليها سبيلاً.! عشرات القصص تروى عن أحوال الطلاب والطالبات الذين يسكنون في داخيات تتبع للحكومة أو داخيات خاصة تدمى لها القلوب.. الفقر يرمي شباكه في كل الاتجاهات وهؤلاء الطلاب هم أكثر الشرائح التي يغتالها الفقر ويطمر أحلامها والحكومة لا تلتفت لهم إلا حينما يهددون عرشها .. اعتقال الطلاب أكثر بكثير من اعتقال المفسدين ..فأولئك لا يجاهرون بفسادهم خشية (الحسد ) لذلك لا يجرحون للحكومة خاطراً ولا يمسونها بسوء.. إنما مجاهرة الطلاب بمطالبهم ولفت نظر الرأي العام هو ما يستوجب الاعتقال وإخراس الألسن.. إذا كان هذا ما يحدث بجامعة الخرطوم التي يسجل لها التاريخ مواقفها السياسية الساخنة وقوة اتحاداتها خاصة في عهود سابقة، ولكنها تبقى الذي يحتفظ بتلك النظرة الكاسرة كإرث تاريخيّ.. إذن ماذا عن الجامعات الأخرى، وماذا عن داخليات الطلاب والطالبات وعن الظروف القاسية التي يطلبون فيها العلم ولا (علم) للآخرين بما يواجهون.! والآن هناك طلاب معتقلون منذ أكثر شهر لم يطلق سراحهم ولم يقدموا لمحاكمة، وهذا يتنافى مع الدستور والقوانين، وهناك دراسة متوقفة وطلاب هائمون على وجوههم دون وجه حق، ولا تعلم حتى الآن أين مركز اتخاذ القرار.. ما المصلحة من إغلاق أبواب الجامعة لأكثر من شهر. لماذا تريد ىالحكومة إلباس القضية ثوب السياسية المثقوب (غصباً عنها). ولماذا غضت الطرف عن القضايا والمطالبات الأساسية للطلاب.! البيئة التي يعيش فيها طلاب جامعة الخرطوم بيئة قاتلة تصيبهم بالأمراض البدنية والنفسية.. بالله عليكم هذه جامعة الخرطوم التي تحاكي بيئة الداخلية (سابقاً) لطلاب دول الجوار الذين درسوا فيها، والذين سكنوا قربها، واستمتعوا بمعينها.. افتحوا أبواب الجامعة على مصراعيها، وأعيدوا الطلاب إلى قاعاتهم وإلى سكناتهم بعد أن تعيدوا إليها احترامها.. جزء يسير من أموال الفساد المستردة يرد الاعتبار للجامعة العريقة. التيار