كوارث شتّى تحلّ بالبلاد والعباد كل يوم . و مازالت ( الإنقاذ ) تفاجئنا كل يوم بكارثة أعظم و أخطر . لكن كارثة طرد طلّاب جامعة الخرطوم من داخليّة سكنهم ، و الطريقة و ( الجلافة ) التى تمّ بها تنفيذ الكارثة . و التوقيت الذى أختير لتنفيذ عمليّة ( الإخلاء ) يجعل كل ” ذى كبد رطب ” و ذوق سليم و حس إنسانى ، ” يقنع من خير فيهم “!. فقد أكّد القوم أنّهم ” يفوقون سوء الظن العريض ” !. إذ كيف يعقل أن تقتحم قوّة عسكريّة مدجّجة بالسلاح مقرّاً داخل ( الحرم الجامعى ) يسكنه طلّاب عند الثالثة صباحاً ؟!. و يتم توزيعهم – بليل بهيم – على أقسام الشرطة ، و تفتح بلاغات ( الإزعاج العام ) فى مواجهتهم . و بقيّة السيناريو لا يحتاج إلى توصيف و تفسير ، لأنّ شرح طرائق و أساليب و أشكال و أنواع ” عنف الدولة ، يفسده “!. و ما أن تشرق شمس الصباح الجديد ، يبدأ – كالعادة – مسلسل الإنكار البليد و التبرير السخيف و الأعذار التى هى ” أقبح من الذنب ” لأنّ ” الشينة منكورة ” !. فالجامعة ، تعيد ذات الأسطوانة المشروخة فى مثل هكذا مواقف ” الداخليّات ليست مسئوليتنا ” وما زلنا نسعى و نطالب بها ونعمل على” إستعادتها ” !. أمّا صندوق دعم الطلّاب – هذا الكائن الإنقاذى الغريب العجيب – لا يخجل – كعادته دوماً – من ” تحرّى ” الكذب و الإستهبال و الإستعباط ، فيقول ” إنّ إخلاء الطلّاب من داخيّات “مجمّع الشهيد فلان إبن فلان “، كان ” بنيّة حسنة و قلب سليم ” و هو بغرض ( الصيانة ) ،عقب ( تعليق ) الدراسة بالجامعة !. وكأنّ الطلاب و الطالبات و أهلهم و المجتمع كلّه كائنات معمليّة عندهم ” قنابير”!. هذه السناريوهات ” البايخة ” لن تجعل الناس يغضّون البصر عن رؤية الحقائق المرّة و الثابتة ، و هى – بالإختصار المفيد و ” الواضح الما فاضح ” و بدون ” أىّ لف و دوران ” - أنّ الدولة ( البوليسيّة ) تتحمّل وزر كل هذه الجرائم اللاإنسانيّة بحق التعليم الجامعى و فئة الطلّاب على وجه التخصيص و المجتمع السودانى بأكمله .. و يبقى الحل الأكيد فى الشعار السديد ( الشعب يريد إسقاط النظام ) بعيداً عن أىّ محاولات يبذلها ( البعض ) من ” المستفيدين ” من إطالة عمر( الإنقاذ ) بعميلّات ” تجميل ” وجه النظام الكالح أو ” ترقيع ” جلبابه القديم ، على حساب مصير و مستقبل الشعب الصابر و المكلوم !.