مناظير هل هُنّا الى هذا الحد ؟! زهير السراج [email protected] * نشرت أمس قدرا يسيرا من مأساة الاسرة السودانية التى انتهت بقتل ( الأم) فى إحدى المستشفيات الأردنية وتعرض الاسرة الى الاحتقار والمهانة والاستخفاف من القضاء الأردنى الذى لم يتخذ أى إجراء حتى اليوم فى القضية التى رفعتها الأسرة ضد المستشفى والطاقم الطبى قبل أكثر من عام ونصف غير تحصيل الرسوم ..!! * ولكن ليس غريبا ان يحدث ذلك للمواطنين السودانيين الذين يقصدون الاردن للعلاج فلقد تكررت مثل هذه المآسى حتى صارت لا تعد ولا تحصى من كثرتها بينما السفارة السودانية فى الاردن والحكومة السودانية فى الخرطوم صامتتان صمت القبور. * كما وان الوفود العلاجية الى الخارج، الحكومية والخاصة، لا تزال تتخذ من الأردن وجهتها الأولى رغم مآسى الاهمال والاحتيال والمهانة التى يتعرض لها السودانيون هناك ..!! * من يصدق ان بعض الاشخاص يذهبون الى الاردن للعلاج من حالات مرضية بسيطة جدا مثل بعض انواع الحساسية البسيطة او خلع الاسنان او إستئصال اللوزتين، بل بلغ الأمر مبلغا غريبا الى درجة سفر البعض للأردن للحصول على جلسات الدلك والمساج، وتبييض البشرة وإزالة البقع الجلدية البسيطة، ونصف هذه المأموريات العلاجية يتحمل عبء تكلفتها المال العام وذلك فى اهدار بشع للعملات الصعبة على قلتها !! * إذن ليس من المستغرب ان يهين الطب الاردنى والقضاء الاردنى المواطن السودانى ما دام هذا المواطن يذهب الى الاردن للمساج وتفتيح البشرة وخلع الاسنان واستئصال اللوزتين التى تعد من أبجديات الطب والعلاج فى عالم اليوم، ويدفع الاموال الطائلة من أجل ذلك لمجموعة من المحتالين هنا وهناك يطلقون على انفسهم اسماء وهمية مسبوقة بكلمة (وكيل) أو (شركة) أو( مستشفى)، والحكومة ترى وتسمع، بل وتدفع فى كثير من الأحيان وكأن الأمر لا يعنيها فى شئ، أو كأن الذين يتعرضون لكل ما يتعرضون له فى الأردن من غش وخداع واستحقار، لا يمتون إليها بصلة ..!! * صحيح ان المواطن السودانى يسعى للعلاج بالخارج مع أبسط مشكلة صحية تواجهه أو تواجه أحد أعضاء أسرته لانه فقد الثقة بالنظام الطبى السودانى، وصحيح ان المستشفيات الأردنية اوالشركات التى تعمل فى مجال تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين السودانيين الذين يسعون للعلاج فى الاردن، ليست كلها تمارس الاحتيال والخداع، ولكن هل يعنى ذلك ان يُعرّض المواطن السودانى نفسه للمهانة والاحتيال فى الأردن لأبسط عارض صحى يتعرض له، اوأن يتعرض لما يتعرض له هناك والحكومة السودانية صامتة وعاجزة عن فعل شئ، وهل أنشئت سفارة السودان فى الأردن للقيام على راحة السادة فقط عند سفرهم للعلاج او الفسحة فى الاردن، او تقديم المساعدة على نقل التوابيت الى السودان، ويعتبرون ان مهمتهم انتهت عند ذلك ؟! * هل يمكن لسفارة دولة محترمة أن تقبل على نفسها أن تظل إحدى رعاياها تنزف طيلة يوم كامل فى أكبر المستشفيات بسبب خطأ قاتل ارتكبه الطبيب بدون ان يحاول هو او الطاقم الطبى اوالمستشفى انقاذها، بل ويخدعون أهل المريضة بأنها فى أحسن حال، ثم يفاجئونهم بوفاتها، ويزورون التقارير الطبية لإخفاء أخطائهم الفاضحة، ثم يتجاهل القضاء الأردنى عامدا متعمدا الشكوى التى رفعها أهل القتيلة وكأنه لم يسمع بها، والسفارة المحترمة ساكتة صامتة وكأن على رؤوس سفيرها ومساعديه الطير.. هل تقبل سفارة محترمة او دولة محترمة على نفسها ذلك؟! الجريدة