د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] قبل ان تنتهي المعركة ضد شجرة المسكيت(تمر ابونا) التي قيل فيها ما لم يقل مالك في الخمر صرنا على بعد خطوات من إضرام نيران معركة جديدة مع شجرة جديدة هي شجرة الدمس. شجرة الدمس للفائدة، وعلى حسب ما جاء بصحيفة الرأي العام عدد الثلاثاء، يسمى الدمس السعودي، نوع من النباتات التي انتشرت، على طرقات المدينة، فألبسها ثوبا من الخضرة والجمال، تجده أمام المنازل، وفي الحدائق العامة يحيط بها ، كالسوار حول المعصم، حيث تفننت فيه الأنامل، التي صممت منه أشكالا، تبعث في النفس ، شيئا من الجمال ... ففي وقت وجيز انتشر ذلك النبات، وحجز لنفسه موقعاً وسط أشجار الزينة، وتبنته جهات عدة، دون التفكير في نوعه. وللتوضيح وبيان سبب المعركة الضارية مع شجرة الدمس ان جذور الدمس صارت تعبث ب (خراطيم) المياه المدفونة في الأرض، وجعلت المواطنين يعيشون أياماً بلا إمداد مائي ... إضافة لبذوره التي تعمل على تهييج (الحساسية) أي مرض (الربو). طبعاً لأول مرة نسمع بجذور نبات تعبث بخراطيم المياه ولا ندري كيف اكتشفت جذور الدمس ان بهذه الخراطيم ماء وليس أي شيء اخر ربما بترول او لبن! ونعود إلى تصريح نقلته الصحيفة المعنية الذي يقول: دون احد المواطنين بلاغاً، لدى مكتب مياه ضاحية (برى) يفيد فيه أن الإمداد المائي غير متوفر ليومين في منطقة سكنه، (بري اللاماب مربع 19)، تحرك (فريق) المكتب المسئول عن ذلك، لموضع الشكوى، وبدأت عملية التفتيش في الخط على ثلاث اتجاهات، بحسب حديث مهندس اسحق بابكر محمد مدير مكتب مياه (برى) الذي قال: بعد عملية تفتيش مضنية، استغرقت يومين، تم العثور على الخط المغلق، بكمية كبيرة من (الألياف) لنبات (الدمس) السعودي، بطول (8) أمتار، قمنا بقطع الخط من الناحية الشرقية، أي من بداية (القفلة) حتى نهايتها، فبعد عملية الإصلاح التي استغرقت يومين، استطاع المواطنون أن ينعموا بإمداد مائي، فنبات (الدمس) السعودي أصبح مهددا حقيقيا لخطوط المياه. ان هذه القصة تعيد الى الأذهان حكاية البلوفة التي حدثت العام الماضي وقابلها الجميع بالسخرية والاستهزاء. وبالمناسبة الماء بمنزلي مقطوعة منذ عصر اليوم الأربعاء وحتى الان الساعة السابعة صباح الخميس فما السبب؟ أعجبني حديث د. يوسف عبد الرحمن احمد مدير غابات ولاية الخرطوم الاتحادية وقوله (المتهم برئ حتى تثبت إدانته) بتلك العبارة كان حديث د. يوسف عبد الرحمن احمد مدير غابات ولاية الخرطوم الاتحادية، واضافته: ولكنني أرى ضرورة التمحيص في فحوى الاتهام ، خاصة إذا كان أنبوب المياه به ثقوب ، فانه من الطبيعي أن تخترقه جذور النبات ، وإذا ثبت أن للشجر دورا في إحداث ثقوب في تلك الخطوط ومن ثم إغلاقها ، فهنا لابد من إجراء دراسة علمية لمعرفة ذلك، وتظل الشجرة مجرد متهم ينتظر الحكم. إننا نعيش أيام البدع وهذه بدعة جديدة المتهم فيها نبات! والله من وراء القصد