مركز البريد « قراءة الرسائل محجوب شريف....سامحنا عبد الله مكاوي [email protected] تشكر قناة النيل الأزرق علي مجهودها الجبار في التوثيق لمبدعي بلادي خاصة توثيقها الجيد للفنان الكبير وردى لترفد مكتبتها بدرر غالية وذاكرة عظيمة لتشكل مرجعية للدارسين والمتابعين والمهتمين بهذا الضرب من الإبداع والأبعد من ذلك أنها تمثل شهادة علي العصر والتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية عبر الزمن الممتد بعطاء الفنان وتفاعلاته مع المعطيات المختلفة في كل مرحلة من المراحل وعبر هذا المدخل كم تمنيت من المبدع الإنسان محجوب شريف أن يقوم بتوثيق تجربته محلياً ونحن نعلم موقفه المعلن من النظام والأجهزة الإعلامية المنحازة إليه وهو موقف يستحق الاحترام ولكن هنالك بعض النماذج الإعلامية ولو أنها قليلة لكنها تتعامل بمهنية عالية علي الأقل في الشأن الإبداعي يمكنه التجاوب معها، ومعلوم أن الأنظمة الحاكمة حالة مؤقتة وزائلة ويبقي الإبداع والأعمال الجليلة لتحكي عن عظمة منتجيها ولذلك تمثل تجربة المبدع ومواقفه ومصادر إبداعه مادة غنية ومفيدة للمتلقي بمختلف ميوله( فنية سياسية ثقافية او دراسية/ تحليلية) وهذا حال المبدعين بصفة عامة فما بالك بعبقري وطني ثوري إنساني مبدئي كالقامة محجوب شريف الذي تتضاءل كلمات الثناء وتخجل الحروف وتتوه التعابير بمجرد ذكر اسمه الذي يحدث في النفس مزيج من الحب والاحترام والإحساس بالذنب تجاه إنسان أعطي ولم يستبقي شيئا ونذر عمره وحول طموحاته ورغباته وآماله الي شمعه تحترق لتضئ دروب العتمة ومسارات الضلال وليعطي امة بحالها جرعات من الصبر والفخر والآمال مكنتها من تجاوز كثير من الصعاب وعزّزت في نفسها الثقة بيوم بكرة الذي يري المحبطون انه بعيد ويراه محجوب قريب واقرب من شوق الملتاع لمعشوقته، وعبر محجوب وأشعاره تمدد الوطن فينا بالكامل وتسرب نيله الي مجري الدم وإنسانه سكن القلوب وعبرك يامحجوبنا طالت أعناقنا ونولد كل يوم من رحم المعاناة ونحن أكثر جسارة وايمان بالغد المشرق الذي تتفتح فيه كل الزنازين وتحلق كل العصافير وتتفجر كل النوافير وتصمت البنادق وترتاح أبوات العساكر من مساسقة القصور وترقد هانئة في حواف البلاد يأتيها رزقها وهي آمنة مطمئنة بعد ان تحكّرت الديمقراطية والمؤسسية في حضن البرلمان وزالت هواجس الآخر المختلف تحت سيل المواطنة الجارف الذي سوي بأوهام العنصرية والتعالي الأرض . نحن آسفون يامحجوبنا بحجم البحار والهواء ،آسفون ونحن نعجز ان نمد لك يد العون في محنتك الشخصية ومحنة الوطن، آسفون ونحن لا نقوي علي والوقوف في اعلي سارية في القصر الجمهوري لنعلن عن حبنا لك وعن تنصيبنا إياك رئيسنا الأبدي علي مملكة الجسارة والصمود والإنسانية، آسفون ونحن لا نقوي علي إنجاز إذاعة مستقلة او قناة فضائية تتحدث عن آلام الوطن وأوجاع المواطن ونزيف محجوب وتعطيه نافذة يطل من خلالها علي معشوقه الوطن ، الوطن بإنسانه وقيمه السمحة وتاريخه و نضالات أبطاله. آسفون يامحجوبنا ونحن نحترق بالبؤس المبعوث فينا من قبل العسكر والكيزان, آسفون يامحجوبنا ونحن نخون الوردة والعطر والأجيال القادمة والرجولة والبراءة، آسفون يامحجوبنا ونحن نسمح للفساد ان ينهش كل خلايا الجسم وان يستشري السرطان والطاعون، آسفون للمشردين والنازحين والمقتولين والمفصولين والمرضي والمغبونين الذين ما زلنا نصبرهم أن اصبروا وإن الصبح لموعده قريب. آسفون بحجم الانكسارات والأوجاع والهزائم ، آسفون بحجم الآمال الخضراء المزروعة في صحاري الاستبداد الموحش والقهر المتسربل بالسواد. آسفون بجسارة الأمواج وكبرياء النخيل وأصالة التبلدي ووداع الابنوس. آسفون بلون دماء الشهداء وترانيم مصطفي ومقاطع حميد وسبح اللالوب وقدح الضيفان وروعة عمنا الحاج ود عجبنا. آسفون.. آسفون.. آسفون و قادمون.. قادمون.. قادمون يا ود شريف. يا رب عجل بشفاء شاعرنا الكبير محجوب شريف لتعود للمنابر روعتها والقها وللشعر نكهته وللوطن الحرية والرخاء. قبل الوداع (إذا لم يكرم مبدع بحجم الأستاذ محجوب شريف ألا تفقد كلمة التكريم معناها)