خلوها مستورة طارق عبد الهادي [email protected] الحقنة ورجل الحقنة ، حديث المنقة وأبو منقة! مرت قبل أيام ذكرى رحيل المشير الزبير محمد صالح وكان معه وقد نجوا من حادث الطائرة د لام اكول والعقيد طبيب الطيب إبراهيم محمد خير و عبد الباسط سبدرات ولعل ما يفند إشاعة مؤامرة اغتياله هو هذا العدد الكبير من القياديين معه اذ لا يمكن التضحية بهم جميعا من اجل موت شخص واحد فقط ، رغم ان كاتبا مثل محجوب فضل بدري وهو قريب من دائرة الحكم قد غمز لذلك أي لنظرية المؤامرة في عموده ، ربما ليسلي القارئ او يثير فضوله مرة أخرى ، وفي حادث نجاة وزير الزراعة المتعافي وجدت احد أقاربي بدول المهجر فبادرني قائلا أن الحادث مدبرا لإخفاء أوجه فساد في وزارة الزراعة ببعض المشاريع (أتت التيار أكلها ، قلت) فقلت له لا أعتقد ذلك ، فقال لي ألا تراه ضاحكا وهو في الصور ولما تمض ساعتان على الفجيعة قلت له الرجل زف خبر موت المئات يوم الاثنين الأسود في يوليو 2005م يوم كان واليا على الخرطوم وكان ضاحكا بساما بارزة وجنتاه مما أثار حنق الكثيرون وقتها ، هاتان إشاعتان أما الإشاعة الثالثة لتي لم تجد ما يدحضها فهي عن سر اختفاء العقيد طبيب الطيب إبراهيم محمد خير ابن منطقة الحقنة عن المشهد ، الإشاعة تقول انه زهد وتصوف ولبس المرقع ويقول لكل من يقابله انه تاب عما فعلوه بالناس في بدايات الإنقاذ توبة نصوح و بما ان الرئيس كان عنده قبل شهور في مناسبة اجتماعية خاصة به لم تظهر له صورة تفند الإشاعة ، فشل آخر للإعلام الرسمي ، إعلام المؤتمر الوطني ، ومن ابن منطقة الحقنة ننتقل لرجل الحقنة او صاحب حديث الحقنة الشهير وزير الإعلام السابق د كمال عبيد اذ بدل ان يقول أن الانفصال سيجعل الأخوة الجنوبيين في حكم الأجانب و ستتأثر الخدمات المقدمة لهم ، ذكر انه لن نعطيهم حقنة ، فصور الأمر بشكل غير إنساني لما تمثله رمزية الحقنة من دلالة لخدمة إنسانية عظيمة وهو أمر غير صحيح لجنوبي او لأي أجنبي آخر هذه مهمة إنسانية تقوم بها المستشفيات في حدود الممكن والمتاح بدون الرجوع لوزير الإعلام ، الوزراء بالبلدان المتقدمة يدربون متى يقولون نصف الحقيقة وربع الحقيقة ومتى يصمتون ، من الحقنة ورجل الحقنة ننتقل الى المنقة و ابو منقة ، أما صاحب حديث المنقة فهو الصحفي محمد حسنين هيكل اذ ابتلي به أهل السودان هذه الأيام وقبلها وهم ما ناقصين وهو يكرر كتبه ومذكراته و يصر على حكاية موت الإمام الهادي مسموما بالمنقة في حين العسكري الذي أطلق عليه النار ما زال على قيد الحياة ولكن خيبة إعلامنا انه لا توجد برامج وثائقية تأتي بهذا العسكري ليسرد ذلك ويمثله بمكان الجريمة او في الاستديو صورة وصوتا اذ لا عقوبة عليه هو كان ينفذ التعليمات فقط ، أما ابو منقة فهو البروفسور الامين ابو منقة أستاذ اللغويات المعروف وعاش في شمال نيجيريا دهرا حيث الشريف حاكم ولاية مادوغري ، الشريف المبسوط ، وقد دافع عنه ابو منقة بحجة ان تلك من تقاليد الشمال النيجيري أي تكريم الفنانات والفنانين وتعمق في بحثه وذكر ان ذلك تقليد وفد الى نيجيريا تأسيا بالدولة العباسية أيام تكريم المغنين والشعراء وان الإعلام في السودان يركز على دعوات الفنانات ويقدح في الرجل و قد رأيت دفاعات البروف منطقيه إلا قوله في آخره! ، فقد زلت منه بآخر مقاله وبدون قصد منه فقرة صغيرة نفذ إليها خصومه المتربصون لينالوا منه بريبة التلصص ، من يدافع عن الشريف في السودان هذه مهمة أيسر منها مهمة ذاك الذي انتدب للدفاع عن الأعمش ، ستنالك السهام والسياط من كل حدب وصوب ، وكان ابو منقة قد قال في آخر مقاله ، على أية حال، من يحظى برؤية سيدة برنو الأولى سيقتنع بأن زوجها الشريف ليس في حاجة إلى النظر لغيرها!، وهو ما أخذه عليه بعض خبثاء المدينة الذين لا يعدلون ولا يسترون ... و دوما... خلوها مستورة. صحيفة الوفاق