النجاة الحقة بعد الموت لا قبله..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * دُل... دُل... دُل... دُل... * شعر بأن شيئاً ما يرتطم بشيء من فوقه.. * هو ليس شعوراً عادياً وإنما بدا الأمر وكأنه كابوس، داخل كابوس، داخل كابوس.. * أو كأنه كابوس ، من فوقه كابوس، من تحته كابوس.. * حاول جاهداً أن يستيقظ من الكابوس هذا بمثلما اعتاد أن يفعل حين تنتابه كوابيس ما بعد (التخمة!!) إلا أنه عجز.. * فهو (خاوٍ!!) تماماً من الإرادة ولو في حدها الأدنى.. * أراد أن يحرك يديه ليزيح عن وجهه الغطاء الذي بدا (مظلماً!!!) جداً ولكنه لم يجد يديه.. * أو إنه لم يجد الإحساس الذي يستشعر به يديه هاتين.. * تملكه رعب مخيف.. * توقف ذاك الذي يُهال فوقه محدثاً ضجة تُقرأ : (دُل، دُل ، دُل).. * بدا كمن يصيخ السمع رغم عدم احساسه بحاسة السمع هذه.. * فكل الحواس لديه معطلة عدا هذه (العجيبة!!) التي كأنها ليست جزءاً منه.. * بالكاد سمع همهمات لم يستطع تمييزها.. * ثم اعقبتها دمدمات تشبه وقع الأقدام.. * وإذ طفقت تخف شيئاً فشيئاً - الدمدمات هذه - ادرك أن خطىً ما تبتعد عنه تاركةً إياه في لجة صمت رهيب.. * وبدأ يسائل نفسه - بحاسته الوحيدة التي ليست منه هذه - إن كان ما ظن أنه بمنأى عنه طوال حياته قد حدث له (فعلاً!!) أم أنه شيء لا يجد له تفسيراً.. * ثم جاهد نفسه على أن ينتفض من هول وقع الفكرة إلا انه لم يعثر على (نفسه!!) هذه.. * فهو في حالةٍ من الشلل لم يألفها من قبل.. * وطفقت وقائع من حياته تترى (داخله!!) - أين؟ لا يدري - بعضها مما يعد (حسنات!!), وبعضها مما يعد (سيئات!!).. * واستعصت عليه دموعه حين أراد أن يبكي وهو يرى (المحزنات!!) - من الوقائع هذه - أكثر من (الُمفرحات!!).. * فما من حاسة من حواسه يشعر بها ولكنه رغماً عن ذلك (يحس!!) * ومع تسليمه بحالة (مواته!!) العجيبة هذه إلا أنه بدأ (يتعايش!!) مع معطى كان يراه (بعيداً!!) ويبدو الآن (قريباً!!)؛ أو (لعله!!!).. * أي لعله قد أزف.. * بل ربما يكون هو ما عليه الآن.. * الظلام حوله يزداد حلكةً.. * ولو كان قلبه (يعمل)- أو يحس به - لكانت أصوات دقاته مثل دمدمات ذاك الذي كان يقع فوقه ولا يبلغه بفعل حاجزٍ ما.. * لو كان هو الموت إذاً ، فليندب حظه أن لم (يُهمل!!!) قليلاً.. * وتذكر أن نحواً من الأمنية هذه ورت في كتاب الله، بيد أنه ما ظن يوماً أنه سيكون من (أولئك!!).. * وخُيِّل إليه أنه سمع هاتفاً - من مكان ما - يقول له : (أو يُمهلك أكثر مما أمهلك؟!).. * وتوقع بوجل مُزلزل سماع المزيد من شاكلة السؤال (الحسابي!! ) هذا .. * أسئلة لا تغادر (ظلماً!!) ولا (قهراً!!) و لا (كِبْراً!!) و لا ( إذهاباً للطيبات في الحياة الدنيا!!) إلا ذكرته.. * وأدرك - حين لا ينفع الندم - أن (النجاة!!) الحقة هي بعد الموت؛ لا قبله.. * وأدركه هو نفسه - ساعتذاك - (السائلون!!!!).