[email protected] الحسكنيت ذلك النبات الذي يبهرك بجمال خضرته يغطي مساحات شاسعة من أرضنا في بطحاء كردفان وغرب النيل الأبيض وعلى مد البصر بساط أخضر تتمرغ عليه ناعما بارداً ، بينما ترعاه الحيوانات طرياً سائغاً ، وهو في ريعان شبابه قبل أن يزهر ، وما أن يبلغ عمره بضع أسابيع حتى يصفر ويطرد سنبلته المعنية بالأمر ، حاملة أشواكها الناعمة الرقيقة ، وما أن تلامسك إلا وعلقت بك فأنّى لك أن تقتلعها بيدك فتغرس شعرة منها وتوسعك ألماً ، فتحاول انتزاعها بأسنانك فلسانك يأخذ هو الآخر نصيبه من الأوجاع ، هذا هو الحسكنيت الذي رأيته مخضراً ..... فيا حسكنيتنا الوطني لا تكونوا لنا شوكة حوتٍ كلما حاولنا اقتلاعكم التصقتم بنا لتزيدونا ألماً ، قد تحملنا أذاكم ثلاثة وعشرون عاما ً فإذا كان الحسكنيت يلتصق بغيره طمعاً في الانتشار والانتقال من موقع إنباته الأول ليعمر بقعة من الأرض لم يكن بالغها إلا بهذه ( الشعلقة ) وهذه خاصية يتمتع بها حفاظاً على نوعه فما السبب الذي يجعلكم ( تتشعلقون ) بنا ؟ ؟ أتريدون أن تحتفظوا بنوعكم الغير مرغوب فيه ؟ استحوا ، ( كفوا عنا الله يرضى عليكم ) واتركونا نتجول بدونكم في ربوع بلادنا الحبيبة بحرية بلا قيود في غابات الجنوب وهذه لا تصلح لإنباتكم ، وفي دار فور لا تزاحموا برتقال وتفاح جبل مرة ، وإذا كنتم على إصرار بالتشبث بنا فنقول لكم وبصوت جهور نحن مهاجرون إلى بلاد ( الإفرنج ) ووجهتنا ( لاهااااااااااااااااي ) فهل ترافقونا في هذه الرحلة ؟ لا أظنكم ، بالمناسبة مقولة ( الله يقطع الحسكنيت ) أفسحت لها مساحة في داخلي ، وقد انفردتُ باستخدامها دون غيري ، ولها مناسبة عندي وكنت أرددها كثيراً في بعض المواقف ، فأذكر اختلفت مرة مع أحد الأخوة من الجنسيات العربية في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية وقد هدد هذا الرجل بالانتحار أمام سيارتي ، فخفت من العاقبة وأبلغت الشرطة تحوطاً ، وتم استدعاءه واعترف بهذا التهديد بحجة عدم رضاه من وجودي كرئيس عليه ، وبعد هذا الاعتراف اتهمني بأني اشتمه مرارا وتكرارا ، فسأله رجل الأمن عن نوع الشتائم فقال : يقول لي الله يقطع الحسكنيت ) فسألني رجل الأمن عن صحة ادعائه فأوضحت بأنها ليست شتائم ، واعترفت باستخدامها مفسرا لها بأنها عبارة تنم عن الاستياء فبدلا عن عن سبه أو أسب الدهر أو أقول يلعن شيطانك مثلاً أقول بدلا عنها ( الله يقطع الحسكنيت ) فضحك رجل الأمن وقبل تفسير المقولة بعد شرحها ، ومن يومها عظمت الجملة في نظري فما زلت استخدمها وسأظل استخدمها إلى أن ينجلي هذا الحسكنيت الذي جثم على صدورنا قرابة الربع قرن من الزمان و ( الله يقطع الحسكنيت )