[email protected] ِ بالعودة إلى مقالنا السابق ( شمال أبيي : هجير الشمس في راكوبة و سماء بغازات النفط معطوبة ) الذي نُشر بعض منه في صحيفة الجريدة السودانية و نُشر كاملاً في موقع صحيفة الراكوبة الألكترونية والذي خصصناه لجزء من معاناة أهلنا في المنطقة التي عُرفت بشمال أبيي . هذه الأبيي الوليدة غير الشرعية التي جاءت نتيجة لزواج المتعة بين الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني و التي أخرجتها قابلة لاهاي غير القانونية تنازعتها الأطراف بعد إنتهاء أجل الزواج بينهما في يوليو 2009م ، و بعد جوديات و مشاكسات إتفقوا على أن تتبع للرئاسة في البلدين و ظلت هكذا إلى أن وقعت معركة مايو 2011م ليسيطر الجيش السوداني على الوضع بعد معارك خسر فيها الطرفان الكثير وعانى منها مواطنو المنطقة بفقدان الأرواح و الممتلكات و هذا الأمر قسم المنطقة إلى جزئين عملياً ، جزء جنوبي يتبع للحركة الشعبية و دولة جنوب السودان و جزء شمالي يتبع لدولة شمال السودان و حزبها الحاكم ،، بعد دخول القوات المسلحة للمنطقة في 22 مايو 2011م إكتفت بوجودها في الجزء الشمالي لبحر العرب و لم تُطارد قوات الحركة الشعبية المنسحبة جنوباً و تمركزت قوات الحركة الشعبية و المواطنيين من دينكا نقوك الذين نزحوا جنوباً، إلى الجنوب من بحر العرب و هكذا عملياً أصبحت أبيي مقسومة بين الدولتين الجزء الجنوبي يتبع لجنوب السودان إدارياً و سياسياً حيث ظل موظفو إدارة أبيي التابعين للحركة الشعبية في إدارة أبيي التي تم حلها بقرار رئيس الجمهورية ( عمر البشير) يمارسون عملهم هناك و يقدمون الخدمات و يديرون شئون المواطنين في الجزء الجنوبي ، بينما ظل مواطنو الجزء الشمالي من أبيي و الذي يمتد من بحر العرب جنوباً حتى خط 10.10 درجة شمالاً بلا إدارة و لا خدمات حيث تم حل الإدارة السابقة بقرار رئيس الجمهورية في مايو 2011م . في يونيو 2011م عين السيد رئيس الجمهورية ما عُرف بلجنة تسيير شئون أبيي بعد تعثر المفاوضات بين الجانبين لتشكيل إدارة جديدة للمنطقة من الطرفين و ظلت هذه اللجنة التي أُنيط بها مهمة تقديم الخدمات للمواطنين حبيسة مكاتبها في الخرطوم منذ ذلك التاريخ حتى كتابة هذه السطور حيث تحتل الآن طابقين من عمارة تتكون من خمس طوابق في شارع 15 بالخرطوم و عدد من الموظفين و الموظفات لا يفعلون شيئاً سوى شراب الشاي و قراءة الصحف اليومية ، بينما يعاني مواطن المنطقة من غياب حكومي كامل لمتابعة شئونه و توفير خدماته و هو يعلم أن هناك إدارة معينة بإسمه و لا يعرف عنها شيئاً مما يجعله يوجه سؤاله لرئيس الجمهورية و مسئول الرعية الذين يعتبرون أنفسهم بعض منها : ما هي مهام هذه اللجنة و ما هي فائدتها لهم؟ و لماذا تُصرف أموالهم على مرتبات و خدمات موظفين لا يعرفون عن معاناتهم شيئا؟! و لماذا لم تذهب هذه اللجنة إليهم لتقدم لهم خدماتها و تستقر في المنطقة ؟ و إلى متى سيظلون مهملين في جزيرة معزولة لا يعرفون لأي دولة و سُلطة يتبعون؟ في الأمس القريب كانت فاجعة المواطنين في منطقة كنار التي تدر للدولة المليارات من حقل كنار للبترول في وحدة الستيب الإدارية حينما داهم النزيف إحدىالسيدات التي نُقلت لمركز الشركة الصحي الذي عجز عن عمل شيئاً لها ليهرع بها ذووها إلى دفرة بسيارة أكل عليها الدهر و شرب في طريق ترابي ملئ بالمطبات و الحفر والتي احالتها دفرة إلي هجليج و نزيفها يتواصل دون التمكن من التدخل لإيقافه بسبب إنعدام المؤسسة والكادر الطبي هناك و لا نعلم ما جرى لها و نحن نكتب هذه السطور و كل هذا و شركة النيل الكبري للبترول تخدع المواطن بحائط كُتبت عليه لافتة تحمل اسم مركزاً صحياً و لا شئ غير هذا الحائط و هذه اللافتة المُدعاة ، و هذه المنطقة تستحلبها شركة النيل الكبرى مليارات الدولارات يومياً و لا عائدُُ لأهلها سوى الموت و الأمراض. و المواطن يسأل بكل براءة رئيس جمهورية السودان المشير عمر حسن أحمد البشير إلى أي دولة نتبع نحن؟ و منْ هو راعينا؟ و ماذا سيقول لله يقوم القيامة حين يُسأل من ملك الملوك ماذا عملت لرعيتك؟ و لماذا تطالبنا الدولة بدفع الضرائب و لا تقدم لنا خدماتها؟ و ما هي دواعي تشكيل لجنة تسيير شئون أبيي إن لم تكن لتسيير شئؤننا ؟ أم أن هناك أبيي أخرى لا نعلمها؟ و أين هو ممثلنا في البرلمان السوداني مما نحن فيه؟ ام أن دوره إنتهى بإنتهاء عملية التصويت؟ و أين الوزراء و المستوزرين و المسئولين من أبنائنا الذين يتصدرون منصات الحديث بإسمنا ؟ يا سيدي الرئيس هذه مجرد صرخة من مواطنين نرجو أن تسمعها قبل أن يأتي يوماً لا ينفع فيه مال و لا بنون إلا منْ أتى الله بقلب سليم ، فإن كُنت لا تعلم فهذه مظلمتنا و إن كُنت تعلم نكون قد قدمنا النصيحة لك بناءاً على قول رسول الهدى الأمين سيدنا محمد صلوات الله و سلامه عليه : ( الدين النصيحة ، قيل لمنْ يا رسول الله ؟ قال : لله و رسوله و أُولي الأمر منكم ..ألخ) أو كما قال . أمبدي يحيى كباشي [email protected]