بلا انحناء وردي – حُميِّد- سالم .. أحزان وطن فاطمة غزالي [email protected] كلمات لا بُدّ أن تُقال في حضرة الرحيل كي نهدهد حزناً ناء بحمله الوجدان السوداني، فما بين رحيل فنان الأغنية الوطنية "أكتوبر الأخضر- حائط السجن انكسر" الأستاذ محمد وردي ورحيل شاعر قصيدة "عم عبد الرحيم" الشاعر محمد الحسن سالم حُميّد الذي ودّع الدنيا وفي دواخله "شيءٌ من حتّى" بما يجري في السودان .. ما بين رحيلهما مسافات أحزان جدُّ قاسية تعصّر قلب الشعب السوداني المجروح بالألم النبيل على الذين عبّروا عما بأعماقه في كل المواسم حينما يتفتقُ الفرح كالوردة في ربيع الحريات الجميلة - وقتما يشتد حرور الأزمات والحروب والمحن في صيف بلادي، وعندما يُطوقنا اليأسُ والسكونُ في شتاء الكبت والقهر، وحينما تُمطر إرادة الشعب الثورات في خريف الغضب ...أكتوبر – أبريل آية ذاك الخريف المتجدد فينا جيل بعد جيل. أهٍ على وطن تختطف المنيةُ درره النفيسة، ولآلأه الجميلة، وكلما أشرقت شمسه تمسي على وجع البكاء على رحيل بنيه الأوفياء في عشقه السرمدي الوصال.. بنيه الذين كم حَلِمُوا به وطناً يحتضن الحيارى ، ويكفكف الدمع الحزين.. آهٍ على وطن تواثقت أقداره بأن تطفح أحزانه وتصير كل الأشياء بطعم الألم.. لا خير في كثيرٍ ممّا حولنا.. البلاد لم تبرأ من جرح الانفصال.. الشعب تتناوشه الأزمات.. الجوانح تحرقها أحزان الرحيل المُفاجئ للذين يمنحون بالكلمات والأشعار والأغنيات الأمل بأن "الصبح سينجلي والقيد سينكسر". الحزن الشوق- الألم -الغضب الكامن في الشعب المتحرك صوب الدَّرج الصاعد نحو التغيير يعذبه الحنين إلى صوت "وردي" الذي رحل قبل يوم الفرح بفك القيد وكسر السجن، مثلما يشتاق دعاة السلام - حمامات السلام إلى "حُميّد" كيما يسمع الشعب "أرضاً سلاح". كما تفتقد صاحبة الجلالة مقالات الراحل الأستاذ سالم أحمد سالم الذي رحل وفي دواخله الشوق إلى الحرية والأمل بأن يحل السلام على البلاد كيما نمسي ونصبح على وطن أمين... بكل الحزن الكبير والألم المرير نقول على لسان الشاعر فاروق جويدة إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعاً * وبعثرتُ كالضوءِ عمري القليل فإني خُلقتُ بحلم كبير * وهل بالدموع سنروي الغليل ؟ وماذا تبقّى على مقلتينا ؟ * شحوبُ الليالي وضوء هزيل تعالي لنوقد في الليل ناراً * ونصرخ في الصمتِ في المستحيل تعالي لننسج حلماً جديداً * نسميه للناس حلم الرحيل الجريدة