احمد موسى عمر المحامي [email protected] مدخل للحزن : (هي أقيفن) تتناثر الأحزانُ في طول الطريق و(نورا) تلطُم الكلمات اليُتم ... وتشِقُ جُيوبِ الشعر ...تصرخ (أأأأأهٍ يا حُمّيد)...يحيض النخلُ دماً ...يروي الجروف ...دم ...دم ...دم ...تتشقق صدور اليافعات العذارى ...يُدخِلنّ (القصيدة) لحجرتها لأربعة أشهرٍ وعشر ...ويضعنّ أياديهنّ الصغيرة على رأس (الوطن) وينُحنّ يُبللنّ شلوخاً في قصائد الشُعراءِ قديماً ...(أأأأهٍ يا قدّال) من يخلع عنّا (طواقي الخوف) ويمنحنا وطن النخلة والأبنوس ...(أأأأهٍ يا سُودان أأأأه) ... مخرج للنحيب : المُوت نقّاد ...ولايموتُ المبدعون إلا (رمزاً) ... تأملتُ ذلك حين ضج السُودان حزناً , فالهواتفُ المحمولة على نعش الأكُف تنزف الأنباء وتُخبر الكون بموت (حرف) ... ضاقت له الشوارع فسلمته للموت (حيّاً) في قلوب الجماهير ...قطع (شريان) الشمال (وريد) الشعر ... رحل عنّا وترك لنا (نورا) تحلم بي عوالم من بيوت من نور ودش وأكتر اكتر بي كتير بي وطن من غير حدود ... فيمتلئ الفضاء بالنشيج ... وتفجعني حد الإستفراغ الر وحي جملة أطلقها عاطف مكاوي وهو مُدوّن بموقع سودانيز أونلاين تعليقاً على خبر ورد بالموقع عن حمل (جثمان) الراحل إلى مثواه الأخير فعلق بحرقة الكون كله (جُثمان عديل كدة..؟؟!!) ... وأُغمى على ر وحي و (حُميد) مسجي على أكف المحبين العظام ... تحاول أن تطلقه للسماوات عريساً تتلقفه الملائكة متشفعة له بعرق التعابى ومشروعه (السلام والمحبة) فقد كان رجلاً (وطن) ... جمع أطياف اليسار بأطياف اليمين في قصيدة شعر .... وفي ومضة الحزن نسأل عنك يا (قدال) ونخشى أن تقتلك دهشة القضاء ورهبة القدر فتموت واقفاً ويسقط طائر الحرية على جروف نزفت دماً سال على أودية الأمل .... ... فينطلق (طمبور) من أيدي المغنين ليأخذ (شباله) ويعود مُدَوْزَناً مُنْتَفِخْ الأوتار ...بموته يا (قدال) أعدنا فتح كتاب الأحزان فبكينا مصطفى كانه مات الآن ... وبكينا وردي ومن قبله فتى أسمر كان يدعى (مجدي النور) ...والدوش ... و .... و .... (جُثمان عديل كدة ياقدّال..؟!) ... فعيون الجماهير تهتف وتغني بصمت مهيب (كلما نقول خلصنا الليل يطلع باكر ليلاً اطول , كلما نقول كملنا الشيل تطلع شيلة باكر أتقل).... ومن بين (خُلعة)الناس تسمع ترانيم (دنقل) ...(لونُ الملاءات أبيض , تاجُ الحكيمات أبيض , لونُ الأسرةِ أبيض .........ولون الكفن ....) وتأبي الأعين أن تنظر إلى غير بياض الكفن بين مؤمنة (بالحقِ) ومؤملة بصحوة يُسمع بعدها صوت (حُميد) مُقهقهاً يروي (شائعة) موته ثُم يصمُت ليصدح (أرضاً سلاح ارضاً سلاح لو نتحد ضد الجراح ،نبني الديمقراطية صاح .نبنيهو صاح وطن البراح وطنا مجير لا مستجير لا مستبد لا مستباح) ... وتهتف الجماهيرُ فرحة وتعود إلى الديار ف(حُميد) مازال حياً في قصائد الشعر و جنبات الوطن ...(أيا قدالُ كيف نبكي صامداً) يحلم بالبوسطة والمدرسة الوسطى في الجابر ية ويقطع مئات الكيلومترات ليحتفل ب(أُم) ...!!!! وأين نبكيه ..؟؟!! فهو أبن المنابر الثقافية والأدبية والإلكترونية والإنسانية ...غنّته الأوسيف وأم دورين وتنقاسي السوق وسوق كاجو كاجي ... وعشقته قبائل الانقسنا والنوبيين والنِمَنق وتخاطفت نسبه قبائل البجا والمنداري والمورلي والبديرية الدهمشية ...وقاتل معه لأجل السلام والحرية الرُباطاب والرُفاعيين والشُلك والبشاريين...فأين نبكيه ؟؟؟ ....ففراقك يا حُمّيد (زي التكنو قبل ده مافارقنا زول قبل الرسول )......الشجر جافى المطر ...روح الصبايا اتغرغرت ... صقرية ضاعت في الهواء ... قمرية فارقت النشيد ... حبوبة تتاكى وتأن ... لحدك ملان موية مساكين ... كفنك غمام ...أو غيم ... أو غُمة فار قت الدرب ... شعرك شرد ...بُكم المُغنين ...صُم الطرب ...ضَم الفر اق ...ضُمة ومرق ... ويانورا أأأأأأأأه ... وياعرق الجباه أنزف ... ضمد جراحك بالعذابات ... أنده شليل ... غني للقمرة ... وشتت فوانيسك رواكيب ... حُميّد رجع ...للطين ...تربال مجرتق بالر حيل ... عينيه فوق ....تنده تنادي .... بالحرية ...بالحق ... والسلام ...... أيا حُمّيد (لو ما ب تبيت فوق السبيط طول مسافة ركتك) ... وأشعل بلودنا بالخير والجمال ... أزرع جروف أثَرك خضار ...وأسقينا من حُب البلد ... (أنا تعِب بالحزن يا قدّال ) ... وتعبي كلماتي ...والكتابة كما قال مُقيمنا (حُمّيد) في مقدمة كتابه مصابيح السماء الثامنة وطشيش(القصائد ياسادتي كالأشواك في أرجل الفلاحين تؤلمهم ويمشون عليها ومتى ما توفر لهم قليلاً من الوقت وضعوا على مكانها بعد جرح الموضع قليلاً من الأعشاب أو ربما شمع الأذنين ويتركونه لأيام حتى يتخمّر(يخزن) وقتها يكون خروج الشوكة سهلاً و ممتعاً للفلاح خاصة مع (حصحصة) الزوجة أو أحد الأبناء للشوكة في كل الأنحاء وبالضغط الخفيف تنط الشوكة فيرتاح الفلاح برهة وهو يهي اقدامه لشوك جديد وإن كثير من الأشواك قد تزوغ في اللحم ولا عرف طريقها لليابسة مرةً أُخرى وكم من الفلاحين ماتو وبأجسادهم أشواك تكفي لبناء زريبة متواضعة ومابين أشواك الفلاحين وأشواق الشعراء أشجار من الحب وكثير من الزهور المتشابكة ) ... فكم من أشواك مابرحت جسدك أيها (الطاهر) ..؟؟؟؟ أحمد موسى عمر المحامي