منصات حرة دولارات باقان تغازل أبيي ! نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] التصريحات الأخيرة والمتكررة التى أطلقها باقان اموم والتى تتحدث عن مساعدات للخرطوم ودولارات مقابل تسوية أبيي فالرجل يعرف تماماً من أين تؤكل كتف الإنقاذ ، كيف لا وهو الذى كان شريكاً فى حكم الخرطوم وشريكاً فى ثروة البلاد ومن عاشر قوماً اربعين يوماً صار مثلهم ومن عرف لغة قوم أمن شرهم وهذا هو تماماً مقصد باقان من هذا العرض المغري الذى وجد رفضاً رسمياً غليظاً ولكن بعد التوقيع على إتفاق الحريات الأربعة علينا النظر بعين فاحصة لهذا العرض فالمسألة التى كانت من المحرمات قبل أيام والتى تخص تواجد الجنوبيين فى الشمال صرحت قيادات إنقاذية كثيرة حينها بأن الجنوبيين إختاروا الإنفصال ولن نقبل بهم كمواطنيين فى الشمال واليوم هم بكامل قواهم القانونية لهم حق الحركة والتملك والإقامة يعنى وكأن الإنفصال لم يكن هذا طبعاً بالنسبة لأصحاب السلام العادل مسلك غير عادل وسنشهد معركة ضارية فى مقبل الأيام ضد هذا الإتفاق ولكن اليوم الجميع سمع عن دولارات باقان التى يلوح بها كل مرة فى وجه النظام ليسيل لعابه ولكن الثمن هذه المرة أبيي وحتى لا يدخل النظام فى حرج مع الشعب ربما سيبحث معهم طرق ملتوية أخرى مثلاً كجعل أبيي منطقة تكامل أو جعلها منطقة حرة بين الشمال والجنوب وهكذا وفى كل الحالات فقد نظام الخرطوم القدرة على إدارة ولاية الخرطوم منفردة دعك من الولايات التى تعانى ماتعانى ويهاجر أهلها يومياً للخرطوم بحثا عن الماء والكلاء فلا إمكانية للنظام اليوم لإدارة منطقة أبيي وبمجرد أن تصبح منطقة تكامل سيبقى مصيرها كمصير حلايب التى كانت منطقة تكامل وبقدرة قادر أصبحت مصرية ورفع فيها العلم المصرى ولم يستطيع موظفوا التعداد الأخير الدخول إليها ولم يستطيع أي مسؤول الدخول إليها فحلايب اليوم مصرية بكامل دسمها ومصير أبيي ذاهب فى هذا الإتجاه والمبكي فى الأمر أن الإخوة فى شمال الوادي رفضوا حتى أن يعينونا ببعض الغاز الذى يذهب لإسرائيل ورفضوا فى السابق مدنا بكهرباء السد العالي على الرغم من المعاناة التى عانى منها السودان بسبب هذا السد العالي واليوم ذهبت حلايب من غير أى ثمن فالإخوة فى جنوبالوادي على الأقل قدموا المقابل لأبيي ، ومع كل هذه البلاوي التى نراها يرفض النظام أن يعترف أن مسؤولية هذا البلد أكبر من أن يتحملها حزب واحد منفرد وأكبر من أن يتخذ فيها قرار منفرد وخير دليل أمامنا إنفصال الجنوب والسبب فى هذا الإنفصال ليس هو مبدأ تقرير المصير فالجنوب فى السابق عرض على النظام الكنفدرالية كسقف أعلى لمطالب الجنوب ورفض حينها النظام هذا المطلب وتمسك بخيار الحرب الجهادية إلى أن فشلت الحرب فتبدلت المواقف وأصبح النظام يستجدى الكنفدرالية ولكن كان سقف مطالب الجنوب إرتفع حينها لتقرير المصير فرضخ النظام بحجة أن هذا هو مطلب المعارضة المتمثلة فى التجمع الوطنى الديمقراطى وأن النظام لم يخترع هذا المبدأ ولكن تجاهل النظام أن خيار تقرير المصير له شرط الديمقراطية وهذا الشرط غير متوفر ولذلك كان تقرير المصير فى ظل نظام غير ديمقراطى سيؤدى للإنفصال ، كل هذا السرد التاريخى لنصل لنتيجة مفادها أن دولارات باقان يمكن أن تجد صداً لدى حكام الخرطوم طالما ليس هناك ديمقراطية فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة وللدولارات سحر لايقاوم وسنرى .. مع ودى .. الجريدة