د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected] أيام كنا طلبة بالجامعة لم نكن نعرف ما يسمى اليوم ببحث التخرج، ورغم ذلك كنا نكتب كثيراً ونقرأ كثيراً... اليوم جاءت بدعة بحث التخرج لا ندري من هو صاحب هذه الفكرة؟ ولا ندري ما الفائدة منها؟ إذا كانت بحوث الماجستير ورسائل الدكتوراه لا تجد اهتماماً في سوداننا الحبيب ومكانها في أحسن الأحوال الرف أو الإدراج فماذا نستفيد من بحث مكرر يكتبه طالب في السنة النهائية؟ إذا كنا نريد أن يتعلم هذا الطالب طريقة كتابة البحث العلمي فماذا كنا ندرسه طوال الأربعة أعوام التي قضاها بالجامعة؟ وماذا كنا نفعل خلال هذه السنوات؟ التقيت في صحيفة باحد طلبتي الذين درستهم في جامعة مشهورة وصادف ان أشرفت على بحثه، قال لي إن ذلك البحث الذي كتبه مازال يتخرج به الطلبة! قلت له كيف؟ قال لي (شوية) تغيير في العنوان وتقديمه لمشرف جديد! هذا الطالب الآن يعمل بصحيفة يومية. هذه القصة تدل على عدم أهمية بحث التخرج وتدل على الظلم الذي قد يترتب على طالب اخر اجتهد وكتب ولم يجد بحثاً جاهزاً. أنا شخصياً ضد موضوع بحث التخرج ويرجع هذا لعدة أسباب منها القصة التي سردتها في السطور السابقة ومنها ان بحث التخرج هذا مكلف فالطالب يكتب ويطبع ويغلف أكثر من نسخة هذا غير الوقت الذي يهدر في البحث وتكاليف المواصلات. بعض الطلبة يدفعون في البحث أكثر من المصاريف التي يدفعونها للجامعة! ويمكن إثبات ذلك إذا عرفنا أن الورقة الواحدة تطبع على الكمبيوتر بجنيهين وتزيد القيمة إذا كانت هناك جداول أو رسومات أو خرط أو لغة انجليزية، وإذا تم تصحيح من المشرف يعاد طباعة الأوراق، وربما يكون هناك استبيان. ما ذنب هذا الطالب ليدفع كل هذه المبالغ مقابل بحث مكانه صندوق القمامة؟ في جامعة من الجامعات التي أتعاون معها تكتب عشرات البحوث سنوياً فلو حاولنا حفظها فلن نجد مكاناً يتحمل هذا العدد من البحوث، وإذا اضفنا كل جامعات السودان فسنتأكد ان بحث التخرج مهما حاولنا ان نجد له تبريرات انه مجرد عبث ومضيعة وقت وزيادة تكاليف مادية على الطالب في بلد التعليم فيه غير مجاني بل وبرسوم عالية. أما بالنسبة للمشرف فاخجل من ذكر المقابل المادي الذي يدفع له مقابل إشرافه على بحث التخرج، وبعض الجامعات تعقد لجان مناقشة وفي هذا مضيعة لأموال الجامعة فتوصيات هذه اللجان لا تنفذ لأنها فقط تمنح الدرجة. إن بحث التخرج بدعة لا معنى لها ولا فائدة منها وإذا كانت هناك فائدة يعلمها البعض ولم نكتشفها نحن فنرجو أن يفصح عنها عباقرة هذه النظرية. وحكاية أخيرة لقد تخصصت بعض الأماكن في كتابة البحث للطالب مقابل رسوم معينة وعلى الطالب فقط كتابة اسمه. يجب أن نجد بديلاً عن بحث التخرج فإنها مادة تؤثر على نتيجة الطالب وترهقه مادياً وتضيع وقته وتخدم الوطن. والله من وراء القصد