صعود و هبوط والى القضارف كرم الله ابراهيم بخيت [email protected] كلما جاء اسم القضارف على لسانى او لسان غيرى طفرت "وربك عارف" الى لسانى او "مخى" على الرغم من ان مخى بدأ يتلخبط من فعايل السيد واليها " و فعايله هذه ارجو الا تؤخذ من جانبها السلبى و لكن من الجانب الثالث و ليس الثانى . و الجانب الثالث هذا الذى لا اعرفه أنا هو بالتحديد المطار الذى ينطلق منه الوالى فى كل افاداته و اقواله و قراراته و ادارته لشئون ولايته . و الجانب الثالث هذا تحديدا أيضا هو الذى أتى بالوالى منتخبا من غالبية اهل القضارف ليس بسبب توجهه الحضارى و لا بسبب قبيلته او عشيرته و لا بسبب مما يعرفه المزيفون . و لكن بسبب كاريزماه الشعبية التى اكتسبها كونه مزارعا ناجحا فى ولاية زراعية أدرك كيف يتعامل مع الارض و مع رفاقه المزارعين ومع العمال الزراعيين فى ولاية زراعية دون بروتوكولات و لا مراسيم . و من بعد مع اتجاهات الرياح التى تقود سحابات المطر و مواسم الزراعة و الحصاد . واليا ادرك كل ذلك هل مما يعيبه انه لم يكمل تعليمه حتى يقول معتذرا انه ليس من حملة المؤهلات التى تجعله وزيرا للداخلية . لو ان المناصب الدستورية او غير الدستورية فى نظام الانقاذ العاكم يتبوأها حملة الشهادات العليا و اصحاب المؤهلات الراقية و الخبرات المتعددة و فوق كل ذلك الحس الوطنى الصادق لفهمنا مقصد الوالى على وجهه الصحيح . و لو كان الوالى نفسه لا يعرف حقيقة مؤهلات و كفاءة الجالسين على انفاس المناصب الدستورية و المقاعد الادارية و التنفيذية لأخذنا إعتذاره عن الوصول لمنصب وزير الخارجية على فهمه السليم . و لكننا لا نعتقد بانه يرمى القول على عواهنه فى هذا المقام رغم شطحاته المتناسلة فى امور اخرى . و إنمالأمر يحوص فى دواخله .و الحقيقة كنت ابحث عن المؤهلات التى جاءت بوزير الخارجية الحالى لمنصبه , وعلى قدر ما بحثت فى الشبكة العنكبوتية او سألت من توخيت فيهم معرفة سابقة له، لم اجد سوى انه "، كان منسقا للدفاع الشعبي و عنده القابلية للقتل والتجييش والعزف على الوتر الديني والعرقي المشدود" و لا اعتقد انها مؤهلات افضل من مؤهلات المزارع الذى يعطى للحياة معناها . و لا تستقيم العلاقة بين البشر بمؤهلات الموت و لكنها للحياة و التعايش . فانظر يا رعاك الله فى دخيلتك و فى فعايل وزير الخارجية السابقة و الحالية و اللاحقة و ماذا جرته على البلاد . و لا تجعل من نفسك "ماسورة" فانت مزارع ازرع بين رعايا ولايتك ما نشأت عليه بين اهلها من محبة للخير و للآخر . و لن يتم ذلك إن اردته بالحق و الصدق بإطلاق سيل الوعد و الوعيد و التطمينات غير القابلة للتصديق و التحقق و انت تحيط نفسك بمجموعة متنافرة من المستشارين المؤتلفين على مقاصد حزبية و شخصية فى غياب تام عن مصالح الولاية .و لو كانوا على شيئ و لو يسير من امانة التكليف , و ابسط الامور دائما هى اصعبها . فمن السهل جدا ان تطلق للسانك العنان فيجترح من الافادات و القرارت ما لا يكون فى الاختصاص و لا المقدرة على التنفيذ , لأشاروا عليك متى تقدم و متى تحجم . متى ترى الحق حقا و ترى الباطل باطلا . و بغير ذلك و فى حال عدم الايفاء بالوعود تسقط هيبة المؤسسة الحاكمة بكاملها . و تنفتح الابواب مشرعة للمعارضين و الناقمين و الدساسين و الحاسدين و اصحاب الاجندة الخاصة . و عدم الحيطة هذا تماما ما بدى ظاهرا فى خطاب الوالى الاخير امام مجلسه التشريعى ، فقد كان مثل "لحم الرأس " منه ما يؤكل بتلذذ و منه بتقزز صبرا. منه ما هو مؤتلف و منه ما هو متناقض . منه ما هو مبنى على معلومات عامة ومنه ما هو مستقى من نهج و منهج الحزب الحاكم فى ممارساته السرية و العلنية . فمسألة التطبيع مع اسرائيل لا تحتاج لمدرسة و لا درس عصر فاسرائيل لا تكترث لذلك كثيرا وتجاربها مع النظام الحاكم اثبتت ذلك فى شرق السودان . و اذا كان تطبيع العلاقات معها يجلب الخير و يكف شرها عنا . فانظر فى تعاليم الاسلام ماذا تقول فى هذا الصدد . فالامر لا يحتاج لان تكون يا كرم الله وزيرا للخارجية , و التطبيع يحتاج لأكثر من مدرسة بل جامعة تجمع العقول التى تعمل من اجل الوطن و مصالحه و ليس للحزب و علاقاته فلا تشغل نفسك باسرائيل كما انها غير منشغلة بالسودان فاهدافها معروفة ومسارها و ممارساتها مجرّبة على العرب العاربة و المستعربة ، و الانتصار عليها يكون بعد الانتصار الذات وعلى الاوضاع الداخلية و بالاخص داخل حزبك و مدارسه الكثيرة التى لا تدرّس منهج الوطن , اما حكايتك مع المركز فهى ليست بالجديدة و تهديداتك ووعودك بالوقوف امام القضاء الداخلى و الخارجى لأخذ حقوق الولاية المنصوص عنها فى القانون لن تثمر فى ظل نظام تعرف جيدا "بيره و غطاها" ولو عملت بما عرفت لما قادك لسانك للتناقض بين : “لن أقدم أي دعم مالي لصالح الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمية الوطنية"،و استعدادك لاستنفار مائة ألف مقاتل , فكيف يتم ذلك أمن ميزانية وزارة الدفاع ام الداخلية ام من اى جهاز امنى آخر ؟ و الحال كذلك هل ترى ان عداوة الصحافة و الصحفيين و مقاضاتهم و كسب القضايا ضدهم و استحلاب الغرامات المحكوم بها عليهم سوف تسد فجوة ميزانية الولايةأو تجهّّّز الالف مقاتل ؟ اذا صحّ هذا الافتراض فلماذا لم يفعلها قبلك السيد وزير المالية و هو المسئول عن مال و اقتصاد البلد بكامله . لو أن للصحفيين مالا لما وقف بعضهم بابواب السلاطين . و لو ان لهم اتحادا حقيقيا و ليس "ماسورة " و لو لا ان أرجله غائصة فى وحل النظام لما مرّّت اهاناتك و إتهاماتك للصحفيين دون اتخاذ موقف جماعى ممتنع عن الاشارة لأى شأن يخص تحركاتك الشخصية او امور ولايتك . و حينها سوف تدرك انك ورّّطت نفسك فى موحلة اقسى من طين القضارف فى الخريف . و لم يك الصحفيون ينتظرون منك نكران الجميل و افضالهم عليك منذ بداياتك فى اتحاد المزارعين و الاهتمام بكل تصريحاتك و خطاباتك و خطاويك. فلماذا تريدهم السكوت عن خطاياك و خطايا رهطك فى الولاية و المركز ؟ فالصحافة و الصحفيين هم العوامل الرئيسية التى ساهمت فى عملك السياسي و ترقيك حتى وصلت ما وصلت اليه اليوم الوالى على اغنى ولايات السودان إن احسنت ادارتها بروح التسامح و قبول القول الناصح و واحترمت و قدّرت و فهمت الاشارات التى تقدمها الصحافة لما يجرى فى الولاية و تصرفات من يحيطونك و يكذّبون عليك تزلفا و مثال ذلك اذا كان معتمد القضارف قد استغل العربة المخصصة لمكافحة الملاريا التى تبرع بها برنامج الاممالمتحدة الانمائى . فلماذا تبحث له عن تبرير لتعديه هذا . بل لماذا عّيّّنته معتمدا و لم توفر له وسيلة التواصل ؟ هل تعرف الضرر المترتب على هذا الاعتداء و التعدى ؟ ان كنت تعرف فتلك مصيبة و ان كنت لا تعرف فلماذا لم تسأل مستشاريك لعل فيهم صاحب عقل و مشورة او رأى مسموع عندك . لا نريد نصيحتك و لكننا نذّكرك فقط انك واليا منتخبا بحق من اهل القضارف و بدأت بداية مؤسسة على مصالح الولاية . فأنظر حولك اليوم اين انت من كرم الله و ماذا فعلت بك السلطة و هل شغلتك صغارات الصغراء حولك أم اصبحت نفسك صغيرا على مقعد الولاية و تريد التضخيم برش الافادات و التصريحات و القرارت الوهم . و التى لن تتلغفها الصحافة ان انت سدرت فى خصومتها و حينها سترتد عليك و لن تجد نصيرا منها . و هذا هو المتوقع فى قادمات الايام من عوازلك فى المركز و الولاية . ف"المؤتمر الوطنى يتجه لمساءلتك " حسب ما جاء فى مانشيت جريدة التيار 2 ابريل . فالقضارف ربك عارف ما بها و من بها و من قلبك عليها و من و من و من .