[email protected] لم يجد السيد وزير الصناعة ما يغسل به وجهه من إخفاقات حكومة الوطني غير هذه الفرصة ليخرج بها للناس مُعلناً إستقالته من منصبه كنتاج للفشل الكبير في الوفاء بموعد قد أعلنه على الملأ وهو إفتتاح مصنع سكر النيل الأبيض يوم غدٍ الخميس .. وسبب التأجيل كما زعم بسبب عدم توفر نظام التشغيل ( soft ware ) وأعزى ذلك للمقاطعة الأمريكية للسودان .. لا أريد هنا أن أتحدث عن الفشل الإداري الكبير الذي صاحب هذا التوقيت وتأجيله .. ولكن الأسوأ هو الجدوى المرجوة من هذا المصنع وعدم وفاء مديره بتوجيهات سيده الرئيس يوم أن حدد النسبة الأكبر لتوظيف أبناء ولاية النيل الأبيض .. ولكن للأسف لم يتم تطبيق ذلك التوجيه .. وتبعه سرقة معدات المصنع وإعتراضها بواسطة ( قراصنة ) كما ورد .. كما أن أمر التأجيل رُفع لوقت غير محدد .. ثالثة الأثافي أن الوفود الإسلامية ويُمثلها البنك الإسلامي للتنمية متواجدة في الخرطوم وهو الذي دفع 63 مليون دولار مساهمة في تمويل مشروع المصنع ... وبين كل تلك الصخور يظهر الوجه القبيح لمنفعجية الوطن والذين وجدوا وسائد ناعمة وكبيرة ليدسوا فيها ما إكتنزوه من ملايين الإحتفالية والتي دخلت جيوبهم ولن تخرج مرة أخرى سواءً تم إفتتاح المصنع أو أُرجئ أمره .. وربما يعودون تارة أخرى لينهبوا من ميزانية الإفتتاح الثانية وهكذا تضيع التنمية وتكثر الخراف الفاسدة والضالة وكله سراب في سراب فلا يمكن للعاقل أن يظن السراب رؤية ولا يمكن جبر المكسور إلا بعد حين لا أظنه قريباً .. وحق لهم أن يفسدوا طالما أن المراعي ( مُباحة ) أمامهم بألوانها الباذخة وملامحها ( المُغرية ) .. المؤكد أن السيد الوالي قد أصابته ( الصكة العُمي ) فلم يستطع النظر لما أمامه و( الصكة العمي ) لمن لا يعرفها هي شدة هجير الشمس وغيظها وحينما تُصيبه على وجهه كأنها العُمى .. لا يبصر ما أمامه .. حقيقة شعرت بإختناق حينما رأيت الإعلان المدفوع القيمة ما زال يتراقص على شاشات تلفزيوناتنا حتى بعد إعلان التأجيل .. وفيما ظهر لي أن البلد ماشه أم أنفكو وهذا حال القنوات ( المؤدلجة ) تعرض خارج ( الزفة ) وهو في حقيقته إستمرار لمسلسل الفشل الإداري الذي يسود البلد ويجتاحها ... كذبة أبريل إفتتاح المصنع في الخامس من أبريل وكذبة أبريل عادة أوربية تقال على سبيل المزاح ولكنها في جمهورية ( فشلستان ) تصبح ( حقيقة ) تظهر جلية بائنة واضحة للعيان .. أو لعلها غزالة صُباحي ( العيشو لتيبة وهو يحاحي ) فالحكومة إستعجلت الإفتتاح وما زال ( قندول ) قصب المصنع وماكيناته ( لتيبة ) لم تستوي ليأكل منها زُراع ( الوطني ) وينعموا ب ( سكر ) طاعم من عذوبة مياه بحر أبيض ( المهضوم ) الحقوق والذي تسيد عليه ( الغربان ) والمستشارين ( أقصد مستشاري الوالي ) أحدهم ( صفرجي ) كان يعمل في ( ميز ) جامعة الخرطوم .. والآخر صاحب ( استديو ) معروف في ( الدويم ) .. ألم يكن من باب أولى بدل كل تلك المهزلة ( تجربة ) تشغيل المصنع قبل الإعلان ( الضخم ) عن إفتتاح ( مضروب ) طابعه ( الغفلة ) وكأنهم يظنوننا مجتمع ( جاهلي ) ... لك الله مواطن بحر أبيض و( الإستخذاء ) و( الصغار ) لا يشبهك من قريب أو بعيد ولكنها ( فُرصتك ) لتقول ( كفى ) ... والله المُستعان أبو أروى - الرياض 04-04-2012